الكتاب الأول: مزمور 1‏–41

طُوبَى لِلإِنْسَانِ الَّذِي لَا يَتْبَعُ مَشُورَةَ الأَشْرَارِ، ولَا يَقِفُ فِي طَرِيقِ الْخَاطِئِينَ، وَلَا يُجَالِسُ الْمُسْتَهْزِئِينَ. بَلْ فِي شَرِيعَةِ الرَّبِّ بَهْجَتُهُ، يَتَأَمَّلُ فِيهَا نَهَاراً وَلَيْلاً. فَيَكُونُ كَشَجَرَةٍ مَغْرُوسَةٍ عِنْدَ مَجَارِي الْمِيَاهِ، تُعْطِي ثَمَرَهَا فِي حِينِهِ، وَوَرَقُهَا لَا يَذْبُلُ، وَكُلُّ مَا يَصْنَعُهُ يُفْلِحُ.

لَيْسَ كَذَلِكَ حَالُ الأَشْرَارِ، بَلْ إنَّهُمْ مِثْلُ التِّبْنِ الَّذِي تُبَدِّدُهُ الرِّيحُ. لِذَلِكَ لَا تَقُومُ لَهُمْ قَائِمَةٌ فِي يَوْمِ الْقَضَاءِ، وَلَا يَكُونُ لِلْخُطَاةِ مَكَانٌ بَيْنَ جَمَاعَةِ الأَبْرَارِ، لأَنَّ الرَّبَّ يَحْفَظُ طَرِيقَ الأَبْرَارِ، أَمَّا طَرِيقُ الأَشْرَارِ فَمَصِيرُهَا الهَلاكُ.

لِمَاذَا ضَجَّتِ الأُمَمُ؟ وَلِمَاذَا تَتَآمَرُ الشُّعُوبُ بَاطِلاً اجْتَمَعَ مُلُوكُ الأَرْضِ وَرُؤَسَاؤُهَا، وَتَحَالَفُوا لِيُقَاوِمُوا الرَّبَّ وَمَسِيحَهُ، قَائِلِينَ: «لِنُحَطِّمْ عَنَّا قُيُودَهُمَا، وَنَتَحَرَّرْ مِنْ نِيرِ عُبُودِيَّتِهِمَا». لَكِنَّ الْجَالِسَ عَلَى عَرْشِهِ فِي السَّمَاوَاتِ يَضْحَكُ. الرَّبُّ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ. عِنْدَئِذٍ يُنْذِرُهُمْ فِي حُمُوِّ غَضَبِهِ، وَيُرَوِّعُهُمْ بِشِدَّةِ سَخَطِهِ، قَائِلاً: «أَمَّا أَنَا فَقَدْ مَسَحْتُ مَلِكِي، وَأَجْلَسْتُهُ عَلَى صِهْيَوْنَ، جَبَلِي الْمُقَدَّسِ».

وَهَا أَنَا أُعْلِنُ مَا قَضَى بِهِ الرَّبُّ: قَالَ لِيَ الرَّبُّ: «أَنْتَ ابْنِي، أَنَا اليَوْمَ وَلَدْتُكَ. اطْلُبْ مِنِّي فَأُعْطِيَكَ الأُمَمَ مِيرَاثاً، وَأَقَاصِيَ الأَرْضِ مُلْكاً لَكَ. فَتُكَسِّرَهُمْ بِقَضِيبٍ مِنْ حَدِيدٍ، وَتُحَطِّمَهُمْ كَآنِيَةِ الْفَخَّارِ».

10 وَالآنَ تَعَقَّلُوا أَيُّهَا الْمُلُوكُ، وَاحْذَرُوا يَا حُكَّامَ الأَرْضِ. 11 اعْبُدُوا الرَّبَّ بِخَوْفٍ، وَابْتَهِجُوا بِرِعْدَةٍ. 12 قَبِّلُوا الابْنَ لِئَلّا يَغْضَبَ، فَتَهْلِكُوا فِي الطَّرِيقِ، لِئَلّا يَتَوَهَّجَ غَضَبُهُ سَرِيعاً. طُوبَى لِجَمِيعِ الْمُتَّكِلِينَ عَلَيْهِ.

مَزْمُورٌ لِدَاوُدَ بِمُنَاسَبَةِ فِرَارِهِ مِنِ ابْنِهِ أَبْشَالُومَ

رَبُّ مَا أَكْثَرَ خُصُومِي! كَثِيرُونَ يَقُومُونَ عَلَيَّ. كَثِيرُونَ يَقُولُونَ عَنِّي: لَا خَلاصَ لَهُ بِإِلَهِهِ. وَلَكِنَّكَ أَنْتَ يَا رَبُّ تُرْسِي. إِنَّكَ مَجْدِي وَرَافِعُ رَأْسِي. بِمِلْءِ صَوْتِي أَدْعُو إِلَى الرَّبِّ فَيُجِيبُنِي مِنْ جَبَلِهِ الْمُقَدَّسِ.

رَقَدْتُ فَنِمْتُ، ثُمَّ اسْتَيْقَظْتُ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُصِيبَنِي شَرٌّ، لأَنَّ الرَّبَّ يَسْنِدُنِي. لَنْ أَخْشَى عَشَرَاتِ الأُلُوفِ مِنَ البَشَرِ الْمُلْتَفِّينَ حَوْلِي، الْمُحْتَشِدِينَ لِمُحَارَبَتِي. قُمْ يَا رَبُّ. خَلِّصْنِي يَا إِلَهِي! فَإِنَّكَ قَدْ ضَرَبْتَ جَمِيعَ أَعْدَائِي عَلَى فُكُوكِهِمْ، فَهَشَّمْتَ أَسْنَانَ الأَشْرَارِ. أَنْتَ وَحْدَكَ الْمُخَلِّصُ يَا رَبُّ. فَلْتَفِضْ بَرَكَتُكَ عَلَى شَعْبِكَ.

لِقَائِدِ الْمُنْشِدِينَ عَلَى الآلاتِ الْوَتَرِيَّةِ. مَزْمُورٌ لِدَاوُدَ

اسْتَجِبْ لِي عِنْدَمَا أَدْعُوكَ يَا إِلَهَ بِرِّي، فَقَدْ أَفْرَجْتَ لِي دَوْماً فِي الضِّيقِ، فَأَنْعِمْ عَلَيَّ وَأَصْغِ إِلَى صَلاتِي. إِلَى مَتَى يَا بَنِي الْبَشَرِ تُحَوِّلُونَ مَجْدِي عَاراً؟ وَإِلَى مَتَى تُحِبُّونَ الأُمُورَ البَاطِلَةَ، وَتَسْعَوْنَ وَرَاءَ الأَكَاذِيبِ؟ اعْلَمُوا أَنَّ الرَّبَّ قَدْ مَيَّزَ لِنَفْسِهِ تَقِيَّهُ؛ الرَّبُّ يَسْمَعُ عِنْدَمَا أَدْعُوهُ. ارْتَعِدُوا وَلَا تُخْطِئُوا. فَكِّرُوا فِي قُلُوبِكُمْ عَلَى مَضَاجِعِكُمْ مُلْتَزِمِين الصَّمْتَ. قَدِّمُوا ذَبَائِحَ الْبِرِّ، وَاتَّكِلُوا عَلَى الرَّبِّ.

مَا أَكْثَرَ الْمُتَسَائِلِينَ: «مَنْ يُرِينَا خَيْراً؟» أَشْرِقْ عَلَيْنَا أَيُّهَا الرَّبُّ بِنُورِ وَجْهِكَ. غَرَسْتَ فِي قَلْبِي فَرَحاً أَعْظَمَ مِنْ فَرَحِ مَنِ امْتَلَأَتْ بُيُوتُهُمْ وَأَجْرَانُهُمْ بِالْحِنْطَةِ وَالْخَمْرِ الْجَدِيدَةِ. بِسَلامٍ أَضْطَجِعُ وَأَنَامُ، لأَنَّكَ أَنْتَ وَحْدَكَ يَا رَبُّ تُنْعِمُ عَلَيَّ بِالطُّمَأْنِينَةِ وَالسَّلامِ.

لِقَائِدِ الْمُنْشِدِينَ عَلَى آلاتِ النَّفْخِ مَزْمُورٌ لِدَاوُدَ

رَبُّ أَصْغِ إِلَى كَلامِي وَأَنْصِتْ إِلَى تَنَهُّدِي، اسْمَعْ إِلَى نِدَاءِ اسْتِغَاثَتِي يَا مَلِكِي وَإِلَهِي، فَإِنِّي إِلَيْكَ أُصَلِّي. فِي بَوَاكِيرِ الصَّبَاحِ تُصْغِي إِلَى صَوْتِي يَا رَبُّ، وَفِي الصَّبَاحِ أَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ مُنْتَظِراً إِيَّاكَ. فَإِنَّكَ إِلَهٌ لَا يُسَرُّ بِالشَّرِّ. وَلَيْسَ لِلشِّرِّيرِ أَنْ يُقِيمَ فِي حَضْرَتِك. لَا يَمْثُلُ الْمُتَغَطْرِسُونَ أَمَامَكَ، فَإِنَّكَ تُبْغِضُ جَمِيعَ فَاعِلِي الإِثْمِ، وَتُهْلِكُ النَّاطِقِينَ بِالْكَذِبِ، لأَنَّكَ تَمْقُتُ سَافِكَ الدِّمَاءِ وَالْمَاكِرَ أَمَّا أَنَا فَبِفَضْلِ رَحْمَتِكَ الْعَظِيمَةِ أَدْخُلُ بَيْتَكَ. أَسْجُدُ فِي خُشُوعٍ وَرِعْدَةٍ فِي هَيْكَلِكَ الْمُقَدَّسِ.

يَا رَبُّ أَرْشِدْنِي لِعَمَلِ بِرِّكَ عِنْدَ مُوَاجَهَةِ أَعْدَائِي لِي، وَسَهِّلْ أَمَامِي طَرِيقَكَ. إذْ لَيْسَ فِي أَفْوَاهِهِمْ صِدْقٌ وَدَاخِلُهُمْ مَفَاسِدُ، حَنَاجِرُهُمْ قُبُورٌ مَفْتُوحَةٌ وَأَلْسِنَتُهُمْ أَدَوَاتٌ لِلْمَكْرِ. 10 احْكُمْ عَلَيْهِمِ اللهُمَّ، وَلْتَكُنْ مُؤَامَرَاتُهُمْ فَخّاً لَهُمْ يَسْقُطُونَ فِيهِ. طَوِّحْ بِهِمْ لِكَثْرَةِ مَعَاصِيهِمْ فَإِنَّهُمْ قَدْ تَمَرَّدُوا عَلَيْكَ.

11 وَيَبْتَهِجُ جَمِيعُ الْمُتَّكِلِينَ عَلَيْكَ. إِلَى الأَبَدِ يَتَرَنَّمُونَ، لأَنَّكَ تُظَلِّلُهُمْ بِحِمَايَتِكَ، فَيَفْرَحُ بِكَ الَّذِينَ يُحِبُّونَ اسْمَكَ. 12 لأَنَّكَ أَنْتَ يَا رَبُّ تُبَارِكُ الْبَارَّ وَتُطَوِّقُهُ بِتُرْسِ رِضَاكَ.

لِقَائِدِ الْمُنْشِدِينَ عَلَى الآلاتِ الْوَتَرِيَّةِ (الدَّرَجَةُ الثَّامِنَةُ). مَزْمُورٌ لِدَاوُدَ

يَا رَبُّ لَا تُوَبِّخْنِي فِي إبَّانِ غَضَبِكَ، وَلَا تُؤَدِّبْنِي فِي احْتِدَامِ سَخَطِكَ. ارْحَمْنِي يَا رَبُّ لأَنِّي ضَعِيفٌ. اشْفِنِي يَا رَبُّ لأَنَّ عِظَامِي رَاجِفَةٌ، وَنَفْسِي مُرْتَعِدَةٌ جِدّاً. وَأَنْتَ يَا رَبُّ فَإِلَى مَتَى (تَنْتَظِرُ)؟ ارْجِعْ يَا رَبُّ وَحَرِّرْ نَفْسِي، أَنْقِذْنِي بِفَضْلِ رَحْمَتِكَ. إِذْ لَيْسَ فِي عَالَمِ الْمَوْتِ مَنْ يَذْكُرُكَ، أَوْ فِي مَقَرِّ الأَمْوَاتِ مَنْ يُسَبِّحُكَ. لَقَدْ أَرْهَقَنِي تَنَهُّدِي، فَأُغْرِقُ سَرِيرِي فِي كُلِّ لَيْلَةٍ بِدُمُوعِي وَأُبَلِّلُ بِها فِرَاشِي. وَهَنَتْ عَيْنَايَ مِنْ فَرْطِ الْغَمِّ، وَكَلَّتَا بِسَبَبِ جَمِيعِ خُصُومِي.

ابْتَعِدُوا عَنِّي يَا جَمِيعَ فَاعِلِي الإِثْمِ، لأَنَّ الرَّبَّ قَدْ سَمِعَ صَوْتَ بُكَائِي. سَمِعَ الرَّبُّ تَضَرُّعِي. الرَّبُّ يَتَقَبَّلُ صَلاتِي. 10 لِيَخْزَ جَمِيعُ أَعْدَائِي وَيَرْتَاعُوا جِدّاً، وَلْيَتَرَاجَعُوا إِذْ لَحِقَ بِهِمِ الْعَارُ فَجْأَةً.

قَصِيدَةُ حُزْنٍ نَظَمَهَا دَاوُدُ وَرَنَّمَهَا لِلرَّبِّ رَدّاً لِلتُّهْمَةِ الَّتِي رَمَاهُ بِها كُوشُ الْبَنْيَامِينِيُّ

أَيُّهَا الرَّبُّ إِلَهِي، إِلَيْكَ الْتَجَأْتُ، فَأَنْقِذْنِي وَنَجِّنِي مِنْ جَمِيعِ مُطَارِدِيَّ، لِئَلّا يَفْتَرِسَ الْعَدُوُّ نَفْسِي كَالأَسَدِ، وَلَيْسَ مَنْ يُنْقِذُنِي.

أَيُّهَا الرَّبُّ إِلَهِي، إِنْ كُنْتُ قَدِ اقْتَرَفْتُ هَذِهِ الإِسَاءَةَ، وَكَانَتْ يَدَايَ قَدِ ارْتَكَبَتَا هَذَا الإِثْمَ، إِنْ كُنْتُ قَدْ أَسَأْتُ لِمَنْ أَحْسَنَ إِلَيَّ وَسَلَبْتُ عَدُوِّي مِنْ غَيْرِ سَبَبٍ، إِذَنْ فَلْيُطَارِدِ الْعَدُوُّ نَفْسِي ويَنْزِعْهَا مِنِّي، وَلْيَدُسْ فِي الأَرْضِ حَيَاتِي، وَيُعَفِّرْ فِي التُّرَابِ شَرَفِي.

انْهَضْ يَا رَبُّ فِي احْتِدَامِ غَضَبِكَ، وَانْتَصِبْ فِي وَجْهِ سَخَطِ خُصُومِي، يَا مَنْ أَوْصَيْتَ بِالْعَدْلِ. لِتُحِطْ بِكَ جَمَاعَةُ الشُّعُوبِ فَتَحْكُمَهَا مِنْ مَنَصَّةِ الْقَضَاءِ الْعَالِيَةِ. إِنَّ الرَّبَّ يَدِينُ الأُمَمَ. اقضِ لِي يَا رَبُّ كَحَقِّي، بِحَسَبِ مَا فِيَّ مِنْ كَمَالٍ. ضَعْ حَدّاً لِشَرِّ الأَشْرَارِ، وَأَثْبِتْ بَرَاءَةَ الأَبْرَارِ، أَيُّهَا الإِلَهُ الْعَادِلُ فَاحِصُ الْقُلُوبِ وَالدَّخَائِلِ. 10 مَلْجَإِي عِنْدَ اللهِ مُخَلِّصِ مُسْتَقِيمِي الْقُلُوبِ.

11 اللهُ قَاضٍ عَادِلٌ، وَهُوَ إِلَهٌ يَسْخَطُ عَلَى الأَشْرَارِ فِي كُلِّ يَوْمٍ. 12 صَقَلَ سَيْفَهُ لِيَضْرِبَ بِهِ الشِّرِّيرَ الَّذِي لَا يَتُوبُ. وَتَّرَ قَوْسَهُ وَهَيَّأَهَا. 13 أَعَدَّ لَهُ الأَسْلِحَةَ الْقَتَّالَةَ، وَجَعَلَ سِهَامَهُ مُحْرِقَةً.

14 هُوَذَا الْعَدُوُّ يَتَمَخَّضُ بِالإِثْمِ، يَحْبَلُ بِالأَذَى، وَيَلِدُ كَذِباً. 15 حَفَرَ بِئْراً وَعَمَّقَهَا، فَسَقَطَ فِيهَا. 16 شَرُّهُ يَرْتَدُّ عَلَى رَأْسِهِ، وَظُلْمُهُ يَهْبِطُ عَلَى هَامَتِهِ. 17 إِنِّي أَحْمَدُ الرَّبَّ مِنْ أَجْلِ عَدَالَتِهِ، وَأَتَرَنَّمُ لاسْمِ الرَّبِّ العَلِيِّ.

إِلَى قَائِدِ الْمُنْشِدِينَ عَلَى الْجَتِّيَّةِ. مَزْمُورٌ لِدَاوُدَ

أَيُّهَا الرَّبُّ سَيِّدُنَا، مَا أَعْظَمَ اسْمَكَ فِي كُلِّ الأَرْضِ، بِهِ بَسَطْتَ جَلالَكَ فَوْقَ السَّمَاوَاتِ. مِنْ أَفْوَاهِ الأَطْفَالِ وَالرُّضَّعِ أَسَّسْتَ حَمْداً، لإِفْحَامِ خُصُومِكَ، وَإِسْكَاتِ عَدُوٍّ وَمُنْتَقِمٍ.

عِنْدَمَا أَتَأَمَّلُ سَمَاوَاتِكَ الَّتِي أَبْدَعَتْهَا أَصَابِعُكَ، وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ الَّتِي رَتَّبْتَ مَدَارَاتِهَا أُسَائِلُ نَفْسِي: مَنْ هُوَ الإِنْسَانُ حَتَّى تَهْتَمَّ بِهِ؟ أَوِ «ابْنُ الإِنْسَانِ» حَتَّى تَعْتَبِرَهُ؟ جَعَلْتَهُ أَدْنَى قَلِيلاً مِنَ الْمَلائِكَةِ إِلَى حِينٍ، ثُمَّ كَلَّلْتَهُ بِالْمَجْدِ وَالْكَرَامَةِ وَأَعْطَيْتَهُ السُّلْطَةَ عَلَى كُلِّ مَا صَنَعَتْهُ يَداكَ. أَخْضَعْتَ كُلَّ شَيْءٍ تَحْتَ قَدَمَيْهِ. الْغَنَمَ وَالْبَقَرَ وَجَمِيعَ الْمَوَاشِي، وَوُحُوشَ الْبَرِّيَّةِ أَيْضاً، وَالطُّيُورَ والأَسْمَاكَ وَجَمِيعَ الْحَيَوَانَاتِ الْمَائِيَّةِ. أَيُّهَا الرَّبُّ سَيِّدُنَا، مَا أَعْظَمَ اسْمَكَ فِي كُلِّ الأَرْضِ!

لِقَائِدِ الْمُنْشِدِينَ عَلَى الْمِزْمَارِ مَزْمُورٌ لِدَاوُدَ

أَحْمَدُ الرَّبَّ بِكُلِّ قَلْبِي. أُحَدِّثُ بِجَمِيعِ مُعْجِزَاتِكَ. أَفْرَحُ بِكَ وَأَبْتَهِجُ. أُرَنِّمُ لاِسْمِكَ أَيُّهَا العَلِيُّ. عِنْدَمَا يَتَقَهْقَرُ أَعْدَائِي إِلَى الْوَرَاءِ، يَتَعَثَّرُونَ وَيَهْلِكُونَ أَمَامَ وَجْهِكَ، لأَنَّكَ بَرَّأْتَنِي وَدَافَعْتَ عَنْ قَضِيَّتِي، إِذْ جَلَسْتَ عَلَى عَرْشِكَ لِتَقْضِيَ بِالْعَدْلِ. زَجَرْتَ الشُّعُوبَ وَأَهْلَكْتَ الشِّرِّيرَ، مَحَوْتَ اسْمَهُمْ إِلَى أَبَدِ الدُّهُورِ. أَفْنَيْتَ الْعَدُوَّ إِفْنَاءً. دَمَّرْتَ مُدُنَهُمْ حَتَّى بَادَ ذِكْرُهُمْ. أَمَّا الرَّبُّ فَإِلَى الأَبَدِ يَمْلِكُ. ثَبَّتَ عَرْشَهُ لِلْقَضَاءِ. يَدِينُ الْعَالَمَ بِالْعَدْلِ وَيَقْضِي بَيْنَ الشُّعُوبِ بِالإِنْصَافِ. وَيَكُونُ الرَّبُّ مَلْجَأً لِلْمَظْلُومِ، حِصْناً فِي أَزْمِنَةِ الضِّيقِ. 10 وَيَتَّكِلُ عَلَيْكَ الَّذِينَ يَعْرِفُونَ اسْمَكَ، لأَنَّكَ يَا رَبُّ لَمْ تَخْذِلْ طَالِبِيكَ.

11 أَشِيدُوا بِالْحَمْدِ لِلرَّبِّ الْمُتَوَّجِ فِي صِهْيَوْنَ، أَذِيعُوا بَيْنَ الشُّعُوبِ أَعْمَالَهُ الْعَظِيمَةَ. 12 فَهُوَ الَّذِي يَثْأَرُ لِلدِّمَاءِ. لَا يَنْسَى وَلَا يَتَجَاهَلُ صُرَاخَ الْمُتَضَايِقِينَ.

13 ارْحَمْنِي يَا رَبُّ. انْظُرْ مَذَلَّتِي الَّتِي يَسُومُنِي إِيَّاهَا مُبْغِضِيَّ، يَا مُنْقِذِي مِنْ أَبْوَابِ الْمَوْتِ، 14 لِكَيْ أُحَدِّثَ بِجَمِيعِ تَسَابِيحِكَ فِي أَبْوَابِ سَاكِنِي صِهْيَوْنَ، مُبْتَهِجاً بِخَلاصِكَ.

15 لَقَدْ هَوَتِ الشُّعُوبُ فِي أَعْمَاقِ الحُفْرَةِ الَّتِي حَفَرُوهَا، وَأَطْبَقَ الْفَخُّ الَّذِي نَصَبُوهُ عَلَى أَرْجُلِهِمْ. 16 الرَّبُّ مَعْرُوفٌ بِعَدْلِهِ، قَضَى أَنْ يَقَعَ الشِّرِّيرُ فِي شَرَكِ أَعْمَالِهِ. 17 مَآلُ الأَشْرَارِ إِلَى الْجَحِيمِ. وَكَذَلِكَ جَمِيعُ الأُمَمِ النَّاسِينَ اللهَ. 18 أَمَّا الْمُحْتَاجُ الْمُتَضَايِقُ فَلَنْ يُنْسَى إِلَى الأَبَدِ. وَرَجَاءُ الْمَسَاكِينِ لَنْ يَخِيبَ إِلَى الدَّهْرِ. 19 قُمْ يَا رَبُّ. لَا تَدَعِ الإِنْسَانَ يَسُودُ، وَلْتُحَاكَمِ الأُمَمُ أَمَامَ حَضْرَتِكَ. 20 أَلْقِ فِي قُلُوبِهِمِ الرُّعْبَ فَتَعْلَمَ الأُمَمُ أَنَّهُمْ لَيْسُوا سِوَى بَشَرٍ.

10 رَبُّ، لِمَاذَا تَقِفُ بَعِيداً وَتَحْتَجِبُ فِي أَزْمِنَةِ الضِّيقِ؟ الشِّرِّيرُ، بِعَجْرَفَةٍ، يَجِدُّ فِي تَعَقُّبِ الْمِسْكِينِ، غَيْرَ أَنَّ الأَشْرَارَ يَسْقُطُونَ فِي مُؤَامَرَتِهِمِ الَّتِي فَكَّرُوا فِيهَا. الشِّرِّيرُ يَفْتَخِرُ بِشَهَوَاتِ نَفْسِهِ، وَالرَّجُلُ الطَّمَّاعُ يَلْعَنُ وَيُجَدِّفُ عَلَى اللهِ. فِي تَكَبُّرِهِ وَتَشَامُخِهِ لَا يَلْتَمِسُ اللهَ، وَلَا مَكَانَ لِلهِ فِي أَفْكَارِهِ كُلِّهَا، وَمَعْ ذَلِكَ فَإِنَّ مَسَاعِيَهُ تَبْدُو نَاجِحَةً، وَيَسْتَخِفُّ بِجَمِيعِ أَعْدَائِهِ. وَلَكِنَّ أَحْكَامَكَ عَالِيَةٌ أَسْمَى مِنْهُ قَالَ فِي نَفْسِهِ: «لَنْ يُزَحْزِحَنِي شَيْءٌ، وَلَنْ يَنَالَنِي مَكْرُوهٌ قَطُّ». فَمُهُ مَمْلُوءٌ لَعْنَةً وَغِشّاً وَظُلْماً. تَحْتَ لِسَانِهِ الأَذَى وَالإِثْمُ. يَتَرَبَّصُ فِي كَمَائِنِ الدِّيَارِ لِيَقْتُلَ الْبَرِيءَ. عَيْنَاهُ تَتَرَصَّدَانِ الْمِسْكِينَ. يَكْمُنُ فِي الْخَفَاءِ، كَأَسَدٍ فِي عَرِينِهِ لِيَخْطِفَ الْمِسْكِينَ وَيَجُرَّهُ فِي شَبَكَتِهِ. 10 يَسْحَقُ الْمَسَاكِينَ وَيَدُوسُهُمْ حِينَ يَسْقُطُونَ بَيْنَ مَخَالِبِهِ الْقَوِيَّةِ. 11 يَقُولُ فِي قَلْبِهِ: اللهُ غَافِلٌ. قَدْ حَجَبَ وَجْهَهُ، وَلَنْ يَرَى مَا يَجْرِي 12 قُمْ يَا رَبُّ، ارْفَعْ يَدَكَ يَا اللهُ، لَا تَنْسَ الْمَسَاكِينَ. 13 لِمَاذَا يَسْتَهِينُ الشِّرِّيرُ بِاللهِ قَائِلاً فِي قَلْبِهِ: إِنَّكَ لَا تُحَاسِبُهُ؟ 14 وَلَكِنَّكَ قَدْ رَأَيْتَ. عَايَنْتَ مَا أَصَابَ الْمَسَاكِينَ مِنَ الْمَشَقَّةِ وَالْغَمِّ، فَتُجَازِي الشِّرِّيرَ بِيَدِكَ. يُسَلِّمُ إِلَيْكَ الْمِسْكِينُ أَمْرَهُ، فَأَنْتَ دَائِماً مُعِينُ الْيَتِيمِ. 15 حَطِّمْ ذِرَاعَ الشِّرِّيرِ وَالْفَاجِرِ. حَاسِبْهُ عَلَى شَرِّهِ، حَتَّى لَا تَجِدَهُ. 16 الرَّبُّ مَلِكٌ إِلَى أَبَدِ الدُّهُورِ، قَدْ بَادَتْ مِنْ أَرْضِهِ الأُمَمُ (الَّتِي تَعْبُدُ آلِهَةً سِوَاهُ) 17 أَنْتَ يَا رَبُّ تَسْتَجِيبُ طِلْبَةَ الْوُدَعَاءِ، تُشَدِّدُ قُلُوبَهُمْ إِذْ تُصْغِي (إِلَى تَأَوُّهَاتِهِمْ). 18 تُنْصِفُ الْيَتِيمَ وَالْمَقْهُورَ، فَلَا يَعُودُ إِنْسَانٌ فِي الأَرْضِ يُرْعِبُهُمْ.

لِقَائِدِ الْمُنْشِدِينَ. مَزْمُورٌ لِدَاوُدَ

11 إِلَى الرَّبِّ الْتَجَأْتُ، فَكَيْفَ تَقُولُونَ لِنَفْسِي: «اهْرُبُوا إِلَى جِبَالِكُمْ كَعُصْفُورٍ؟» هُوَذَا الأَشْرَارُ يَشُدُّونَ أَقْوَاسَهُمْ، فَوَّقُوا سِهَاماً فِي أَوْتَارِهَا، لِيُطْلِقُوهَا فِي الظَّلامِ عَلَى ذَوِي الْقُلُوبِ الْمُسْتَقِيمَةِ. إِذَا تَقَوَّضَتِ الأَسَاسَاتُ، فَمَاذَا يَعْمَلُ الصِّدِّيقُ؟

مَازَالَ الرَّبُّ فِي هَيْكَلِهِ الْمُقَدَّسِ. الرَّبُّ فِي السَّمَاءِ عَرْشُهُ. تُبْصِرُ عَيْنَاهُ بَنِي آدَمَ، وَتَتَقَصَّاهُمْ أَجْفَانُهُ. يَمْتَحِنُ الرَّبُّ الصِّدِّيقَ، وَلَكِنَّ نَفْسَهُ تَمْقُتُ الشِّرِّيرَ وَمُحِبَّ الظُّلْمِ. يُمْطِرُ عَلَى الأَشْرَارِ جَمْراً وَكِبْرِيتاً وَتَكُونُ الرِّيحُ الْمُحْرِقَةُ نَصِيبَهُمْ. لأَنَّ الرَّبَّ عَادِلٌ، وَيُحِبُّ الإِنْصَافَ، وَيُبْصِرُ الْمُسْتَقِيمُونَ وَجْهَهُ.

لِقَائِدِ الْمُنْشِدِينَ عَلَى الْقَرَارِ. مَزْمُورٌ لِدَاوُدَ

12 أَغِثْ يَا رَبُّ لأَنَّهُ قَدِ انْقَرَضَ التَّقِيُّ، وَاخْتَفَى الأُمَنَاءُ مِنْ بَيْنِ بَنِي الْبَشَرِ. كُلُّ إِنْسَانٍ يُخَاطِبُ صَاحِبَهُ بِالْبَاطِلِ: بِشِفَاهٍ مَلِقَةٍ وَقُلُوبٍ مُنَافِقَةٍ يَتَحَادَثُونَ. يَقْطَعُ الرَّبُّ كُلَّ الشِّفَاهِ الْمَلِقَةِ، وَكُلَّ لِسَانٍ مُتَبَجِّحٍ. الَّذِينَ قَالُوا: أَلْسِنَتُنَا لَنَا وَبِهَا نَسُودُ. فَمَنْ يَتَحَكَّمُ فِينَا؟

وَلَكِنَّ الرَّبَّ يَقُولُ: إِنْقَاذاً لِلْمَسَاكِينِ، وَاسْتِجَابَةً لِتَنَهُّدَاتِ الْمَظْلُومِينَ، أَهُبُّ الآنَ لأُفَرِّجَ كُرْبَةَ الْمُتَضَايِقِينَ.

أَقْوَالُ الرَّبِّ خَالِصَةٌ لَا شَائِبَةَ فِيهَا، كالْفِضَّةِ الْمُنَقَّاةِ الْمُصَفَّاةِ سَبْعَ مَرَّاتٍ فِي بَوتَقَةٍ مُحَمَّاةٍ. أَنْتَ يَا رَبُّ تَحْفَظُ الأَبْرَارَ، وَتَقِيهِمْ إِلَى الأَبَدِ مِنْ جِيلِ الأَشْرَارِ. يَتَجَوَّلُ الأَشْرَارُ أَحْرَاراً فِي كُلِّ نَاحِيَةٍ، عِنْدَمَا يَتَبَوَّأُ أَرَاذِلُ النَّاسِ الْمَقَامَاتِ الرَّفِيعَةَ.

لِقَائِدِ الْمُنْشِدِينَ. مَزْمُورٌ لِدَاوُدَ

13 إِلَى مَتَى يَا رَبُّ تَنْسَانِي؟ أَإِلَى الأَبَدِ؟ إِلَى مَتَى تَحْجُبُ وَجْهَكَ عَنِّي؟ إِلَى مَتَى أَرْعَى هُمُوماً فِي نَفْسِي وَحُزْناً فِي قَلْبِي كُلَّ يَوْمٍ؟ إِلَى مَتَى يَتَشَامَخُ عَدُوِّي عَلَيَّ؟ انْظُرْ إِلَيَّ أَيُّهَا الرَّبُّ إِلَهِى وَاسْتَجِبْ لِي. أَنِرْ عَيْنَيَّ لِئَلّا أَنَامَ نَوْمَةَ الْمَوْتِ، فَيَقُولَ عَدُوِّي: قَدْ قَهَرْتُهُ؛ وَيَبْتَهِجَ خُصُومِي بِسُقُوطِي. غَيْرَ أَنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى رَحْمَتِكَ، فَيَبْتَهِجُ قَلْبِي حَقّاً بِخَلاصِكَ. أُرَنِّمُ لِلرَّبِّ لأَنَّهُ غَمَرَنِي بِإِحْسَانِهِ الْعَمِيمِ.

لِقَائِدِ الْمُنْشِدِينَ. مَزْمُورٌ لِدَاوُدَ

14 قَالَ الْجَاهِلُ فِي قَلْبِهِ: لَا يُوجَدُ إِلَهٌ! قَدْ فَسَدَ الْبَشَرُ وَارْتَكَبُوا الْمُوبِقَاتِ، وَلَيْسَ بَيْنَهُمْ مَنْ يَعْمَلُ الصَّلاحَ. أَشْرَفَ الرَّبُّ عَلَى بَنِي آدَمَ لِيَرَى هَلْ هُنَاكَ أَيُّ فَاهِمٍ يَطْلُبُ اللهَ؟ فَإِذَا الْجَمِيعُ قَدْ ضَلُّوا عَلَى السَّوَاءِ. كُلُّهُمْ فَسَدُوا، وَلَيْسَ بَيْنَهُمْ مَنْ يَعْمَلُ الصَّلاحَ، وَلَا وَاحِدٌ.

أَلَيْسَ لَدَى جَمِيعِ فَاعِلِي الإِثْمِ مَعْرِفَةٌ؟ أُولَئِكَ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ شَعْبِي كَمَا يَأْكُلُونَ خُبْزاً، وَلَا يَطْلُبُونَ الرَّبَّ. هُنَاكَ اسْتَوْلَى عَلَيْهِمْ خَوْفٌ عَظِيمٌ، لأَنَّ اللهَ فِي جَمَاعَةِ الأَبْرَارِ. تُسَفِّهُونَ رَأْيَ الْمِسْكِينِ، لأَنَّهُ جَعَلَ اللهَ مَلْجَأَهُ. لَيْتَ مِنْ صِهْيَوْنَ خَلاصَ إِسْرَائِيلَ. عِنْدَمَا يَرُدُّ الرَّبُّ سَبْيَ شَعْبِهِ، يَبْتَهِجُ يَعْقُوبُ، وَيَفْرَحُ بَنُو إِسْرَائِيلَ.

مَزْمُورٌ لِدَاوُدَ

15 يَا رَبُّ مَنْ يُقِيمُ فِي مَسْكَنِكَ؟ وَمَنْ يَأْوِي إِلَى جَبَلِكَ الْمُقَدَّسِ؟ السَّالِكُ بِالاسْتِقَامَةِ، الصَّانِعُ الْبِرَّ، والصَّادِقُ الْقَلْبِ. الَّذِي لَا يُشَوِّهُ سُمْعَةَ الآخَرِينَ، وَلَا يُسِيءُ إِلَى صَاحِبِهِ، وَلَا يُلْحِقُ بِقَرِيبِهِ عَاراً. يَحْتَقِرُ الأَرَاذِلَ وَيُكْرِمُ خَائِفِي الرَّبِّ. لَا يَنْقُضُ حَلْفَهُ وَلَوْ فِيهِ أَذىً لَهُ. لَا يَسْتَثْمِرُ مَالَهُ بِالرِّبَا، وَلَا يَقْبِضُ رِشْوَةً لِلإِيقَاعِ بِالْبَرِيءِ. الَّذِي يَصْنَعُ هَذَا لَا يَتَزَعْزَعُ أَبَداً.

لِقَائِدِ الْمُنْشِدِينَ. مَزْمُورٌ لِدَاوُدَ

16 احْفَظْنِي يَا اللهُ، فَإِنِّي مُتَوَكِّلٌ عَلَيْكَ. قُلْتُ لِلرَّبِّ: أَنْتَ سَيِّدِي، وَلَا خَيْرَ لِي بِمَعْزِلٍ عَنْكَ. كُلُّ بَهْجَتِي فِي قِدِّيسِي الأَرْضِ وَأَفَاضِلِهَا. تَتَكَاثَرُ أَوْجَاعُ الْمُتَهَافِتِينَ وَرَاءَ غَيْرِكَ. أَمَّا أَنَا فَتَقْدِمَاتُ سَكَائِبِهِمِ الدَّمَوِيَّةِ لَا أُقَدِّمُ، وَلَا أَذْكُرُ أَسْمَاءَ أَوْثَانِهِمْ بِشَفَتَيَّ. الرَّبُّ نَصِيبِي وَمِيرَاثِي وَكَأْسُ ارْتِوَائِي. أَنْتَ حَافِظُ قِسْمَتِي. فِي أَرْضٍ بَهِيجَةٍ وَقَعَتْ قِسْمَةُ حِصَّتِي. فَمَا أَفْضَلَ هَذَا الْمِيرَاثَ عِنْدِي!

أُبَارِكُ الرَّبَّ نَاصِحِي، وَفِي اللَّيْلِ أَيْضاً يُرْشِدُنِي ضَمِيرِي. جَعَلْتُ الرَّبَّ أَمَامِي دَائِماً فَإِنَّهُ عَنْ يَمِينِي فَلَا أَتَزَعْزَعُ. لِذَلِكَ فَرِحَ قَلْبِي وَتَهَلَّلَ لِسَانِي حَتَّى إِنَّ جَسَدِي سَيَرْقُدُ عَلَى رَجَاءٍ، 10 لأَنَّكَ لَنْ تَتْرُكَ نَفْسِي فِي هُوَّةِ الأَمْوَاتِ وَلَنْ تَدَعَ وَحِيدَكَ الْقُدُّوسَ يَنَالُ مِنْهُ الْفَسَادُ. 11 هَدَيْتَنِي سُبُلَ الْحَيَاةِ: فَإِنَّ مِلْءَ الْبَهْجَةِ فِي حَضْرَتِكَ، وَفِي يَمِينِكَ مَسَرَّاتٌ أَبَدِيَّةٌ.

صَلاةٌ رَفَعَهَا دَاوُدُ

17 اسْمَعْ يَا رَبُّ دَعْوَى الْحَقِّ. أَنْصِتْ إِلَى صُرَاخِي، وَأَصْغِ إِلَى صَلاتِي الصَّاعِدَةِ مِنْ شَفَتَيْنِ صَادِقَتَيْنِ. لِيَخْرُجْ مِنْ أَمَامِكَ قَضَائِي، وَلْتُلاحِظْ عَيْنَاكَ اسْتِقَامَتِي. اخْتَبَرْتَ قَلْبِي إِذِ افْتَقَدْتَنِي لَيْلاً، وَامْتَحَنْتَنِي فَلَمْ تَجِدْ فِيَّ سُوءاً. لَمْ تُخَالِفْ أَقْوَالِي أَفْكَارِي. مَا شَأْنِي بِأَعْمَالِ النَّاسِ الشِّرِّيرَةِ؟ فَبِفَضْلِ كَلامِ شَفَتَيْكَ تَفَادَيْتُ مَسَالِكَ الْعَنِيفِ. ثَبَّتُّ خُطْوَاتِي فِي طُرُقِكَ فَلَمْ تَزِلَّ قَدَمَايَ.

إِلَيْكَ دَعَوْتُ اللهُمَّ، لأَنَّكَ تَسْتَجِيبُ، فَأَرهِفْ إِلَيَّ أُذُنَكَ وَأَصْغِ لِكَلامِي. أَظْهِرْ رَوْعَةَ مَرَاحِمِكَ يَا مَنْ تُخَلِّصُ بِيَمِينِكَ مَنْ يَلْتَجِئُونَ إِلَيْكَ مِنْ مُطَارِدِيهِمْ. احْفَظْنِي كَحَدَقَةِ عَيْنِكَ، وَاسْتُرْنِي بِظِلِّ جَنَاحَيْكَ. احْفَظْنِي مِنَ الأَشْرَارِ الَّذِينَ يُخْرِبُونَنِي، مِنْ أَعْدَائِي الْقَتَلَةِ الْمُحْدِقِينَ بِي. 10 عَوَاطِفُهُمْ مُتَحَجِّرَةٌ لَا تُشْفِقُ. أَفْوَاهُهُمْ تَنْطِقُ بِالْكِبْرِيَاءِ. 11 حَاصَرُونَا مِنْ كُلِّ جِهَةٍ، وَوَطَّدُوا العَزْمَ عَلَى طَرْحِنَا أَرْضاً. 12 الشِّرِّيرُ كَأَسَدٍ مُتَلَهِّفٍ لِلاِفْتِرَاسِ، وَكَالشِّبْلِ الْكَامِنِ فِي مَخْبَئِهِ. 13 قُمْ يَا رَبُّ تَصَدَّ لَهُ. اصْرَعْهُ. وَبِسَيْفِكَ نَجِّ نَفْسِي مِنَ الشِّرِّيرِ. 14 أَنْقِذْنِي بِيَدِكَ يَا رَبُّ مِنَ النَّاسِ. مِنْ أَهْلِ الدُّنْيَا الَّذِينَ نَصِيبُهُمْ هُوَ فِي هَذِهِ الْحَيَاةِ. أَنْتَ تَمْلَأُ بُطُونَهُمْ مِنْ خَيْرَاتِكَ الْمَخْزُونَةِ، فَيَشْبَعُ أَبْنَاؤُهُمْ، وَيُوَرِّثُونَ أَوْلادَهُمْ مَا يَفْضُلُ عَنْهُمْ. 15 أَمَّا أَنَا فَبِالْبِرِّ أُشَاهِدُ وَجْهَكَ. أَشْبَعُ، إِذَا اسْتَيْقَظْتُ، مِنْ بَهَاءِ طَلْعَتِكَ.

لِقَائِدِ الْمُنْشِدِينَ. لِعَبْدِ الرَّبِّ دَاوُدَ. قَصِيدَةٌ خَاطَبَ بِها الرَّبَّ يَوْمَ أَنْقَذَهُ مِنْ قَبْضَةِ كُلِّ أَعْدَائِهِ وَمِنْ يَدِ شَاوُلَ. فَقَالَ:

18 أُحِبُّكَ يَا رَبُّ، يَا قُوَّتِي. الرَّبُّ صَخْرَتِي وَحِصْنِي وَمُنْقِذِي. إِلَهِي صَخْرَتِي بِهِ أَحْتَمِي. تُرْسِي وَرُكْنُ خَلاصِي، وَقَلْعَتِي الْحَصِينَةُ. أَدْعُو الرَّبَّ الْجَدِيرَ بِكُلِّ حَمْدٍ فَيُخَلِّصُنِي مِنْ أَعْدَائِي. قَدْ أَحْدَقَتْ بِي حِبَالُ الْمَوْتِ، وَأَفْزَعَتْنِي سُيُولُ الْهَلاكِ. أَحَاطَتْ بِي حِبَالُ الْهَاوِيَةِ، وَأَطْبَقَتْ عَلَيَّ فِخَاخُ الْمَوْتِ. فِي ضِيقِي دَعَوْتُ الرَّبَّ وَصَرَخْتُ إِلَى إِلَهِي، فَسَمِعَ صَوْتِي مِنْ هَيْكَلِهِ، وَصَعِدَ صُرَاخِي أَمَامَهُ، بَلْ دَخَلَ أُذُنَيْهِ. عِنْدَئِذٍ ارْتَجَّتِ الأَرْضُ وَتَزَلْزَلَتْ. ارْتَجَفَتْ أَسَاسَاتُ الْجِبَالِ وَاهْتَزَّتْ، لأَنَّ الرَّبَّ غَضِبَ. نَفَثَ أَنْفُهُ دُخَاناً، وَانْقَذَفَتْ نَارٌ آكِلَةٌ مِنْ فَمِهِ، وَكَأَنَّهَا جَمْرٌ مُلْتَهِبٌ. طَأْطَأَ السَّمَاوَاتِ وَنَزَلَ، فَكَانَتِ الْغُيُومُ الْمُتَجَهِّمَةُ تَحْتَ قَدَمَيْهِ. 10 امْتَطَى مَرْكَبَةً مِنْ مَلائِكَةِ الْكَرُوبِيمِ، وَطَارَ مُسْرِعاً عَلَى أَجْنِحَةِ الرِّيْاحِ. 11 جَعَلَ الظُّلْمَةَ سِتَاراً لَهُ، وَصَارَ ضَبَابُ الْمِيَاهِ وَسُحُبُ الْسَّمَاءِ الدَّاكِنَةُ مِظَلَّتَهُ الْمُحِيطَةَ بِهِ. 12 مِنْ بَهَاءِ طَلْعَتِهِ عَبَرَتِ السُّحُبُ أَمَامَهُ. حَدَثَتْ عَاصِفَةُ بَرَدٍ وَبَرْقٍ كَالْجَمْرِ الْمُلْتَهِبِ. 13 أَرْعَدَ الرَّبُّ فِي السَّمَاوَاتِ، أَطْلَقَ الْعَلِيُّ صَوْتَهُ فَانْهَمَرَ بَرَدٌ، وَانْدَلَعَتْ نَارُ! 14 أَطْلَقَ سِهَامَهُ فَبَدَّدَ أَعْدَائِي، وَأَرْسَلَ بُرُوقَهُ فَأَزْعَجَهُمْ. 15 ظَهَرَتْ مَجَارِي الْمِيَاهِ الْعَمِيقَةِ، وَانْكَشَفَتْ أُسُسُ الْمَسْكُونَةِ مِنْ زَجْرِكَ يَا رَبُّ، وَمِنْ أَنْفِكَ اللّافِحَةِ. 16 مَدَّ الرَّبُّ يَدَهُ مِنَ الْعُلَى وَأَمْسَكَنِي، وَانْتَشَلَنِي مِنَ السُّيُولِ الْغَامِرَةِ. 17 أَنْقَذَنِي مِنْ عَدُوِّي الْقَويِّ، وَمِنَ مُبْغِضِيَّ، لأَنَّهُمْ كَانُوا أَقْوَى مِنِّي. 18 تَصَدَّوْا لِي فِي يَوْمِ بَلِيَّتِي، فَكَانَ الرَّبُّ سَنَدِي، 19 وَاقْتَادَنِي إِلَى مَكَانٍ رَحِيبٍ. أَنْقَذَنِي لأَنَّهُ سُرَّ بِي. 20 يُكَافِئُنِي الرَّبُّ بِمُقْتَضَى بِرِّي وَيُعَوِّضُنِي حَسَبَ طَهَارَةِ يَدَيَّ، 21 لأَنِّي سَلَكْتُ دَائِماً فِي طُرُقِ الرَّبِّ وَلَمْ أَعْصَ إِلَهِي. 22 جَعَلْتُ أَحْكَامَهُ دَائِماً نُصْبَ عَيْنَيَّ، وَلَمْ أَحِدْ عَنْ فَرَائِضِهِ. 23 وَأَكُونُ مَعَهُ كَامِلاً وَأَصُونُ نَفْسِي مِنْ إِثْمِي. 24 فَيُكَافِئُنِي الرَّبُّ وَفْقاً لِبِرِّي، بِحَسَبِ طَهَارَةِ يَدَيَّ أَمَامَ عَيْنَيْهِ.

25 مَعَ الرَّحِيمِ تَكُونُ رَحِيماً، وَمَعَ الْكَامِلِ تَكُونُ كَامِلاً، 26 وَمَعَ الطَّاهِرِ تَكُونُ طَاهِراً، وَمَعَ الْمُعْوَجِّ تَكُونُ مُعْوَجّاً. 27 لأَنَّكَ أَنْتَ تُخَلِّصُ الشَّعْبَ الْمُتَضَايِقَ، أَمَّا الْمُتَرَفِّعُونَ فَتَخْفِضُ عُيُونَهُمْ. 28 لأَنَّكَ أَيُّهَا الرَّبُّ إِلَهِي تَضِيءُ مِصْبَاحِي، وَتُحَوِّلُ ظَلامِي نُوراً 29 لأَنِّي بِكَ اقْتَحَمْتُ جَيْشاً، وَبِمَعُونَةِ إِلَهِي اخْتَرَقْتُ أَسْوَاراً. 30 مَا أَكْمَلَ طَرِيقَ الرَّبِّ! إِنَّ كَلِمَتَهُ نَقِيَّةٌ، وَهُوَ تُرْسٌ يَحْمِي جَمِيعَ الْمُلْتَجِئِينَ إِلَيْهِ. 31 فَمَنْ هُوَ إِلْهٌ غَيْرُ الرَّبِّ؟ وَمَنْ هُوَ صَخْرَةٌ سِوَى إِلَهِنَا؟ 32 يَشُدُّنِي اللهُ بِحِزامٍ مِنَ الْقُوَّةِ، وَيَجْعَلُ طَرِيقِي كَامِلاً، 33 يُثَبِّتُ قَدَمَيَّ كَأَقْدَامِ الإيَّلِ وَيُصْعِدُنِي عَلَى مُرْتَفَعَاتِي الْوَعِرَةِ. 34 يُدَرِّبُ يَدَيَّ عَلَى فَنِّ الْحَرْبِ، فَتَشُدُّ ذِرَاعَايَ قَوْساً مِنْ نُحَاسٍ. 35 تَجْعَلُ أَيْضاً خَلاصَكَ تُرْساً لِي، فَتُعَضِّدُنِي بِيَمِينِكَ، وَيُعَظِّمُنِي لُطْفُكَ. 36 وَسَّعْتَ طَرِيقِي تَحْتَ قَدَمَيَّ، فَلَمْ تَتَقَلْقَلْ عَقِبَايَ. 37 أُطَارِدُ أَعْدَائِي فَأُدْرِكُهُمْ، وَلَا أَرْجِعُ حَتَّى أُبِيدَهُمْ. 38 أَسْحَقُهُمْ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ النُّهُوضَ. يَسْقُطُونَ تَحْتَ قَدَمَيَّ. 39 تُمَنْطِقُنِي بِحِزَامٍ مِنَ الْقُوَّةِ تَأَهُّباً لِلْقِتَالِ. تُخْضِعُ لِسُلْطَانِي الْمُتَمَرِّدِينَ عَلَيَّ. 40 يُوَلُّونَ الأَدْبَارَ هَرَباً أَمَامِي. وَأُفْنِي الَّذِينَ يُبْغِضُونَنِي. 41 يَسْتَغِيثُونَ وَلَا مُخَلِّصَ. يُنَادُونَ الرَّبَّ فَلَا يَسْتَجِيبُ لَهُمْ. 42 فَأَسْحَقُهُمْ كَالْغُبَارِ فِي مَهَبِّ الرِّيحِ، وَأَطْرَحُهُمْ مِثْلَ الطِّينِ فِي الشَّوَارِعِ. 43 تُنْقِذُنِي مِنْ ثَوْرَاتِ الشَّعْبِ، وَتَجْعَلُنِي سَيِّداً لِلأُمَمِ، حَتَّى صَارَ شَعْبٌ لَمْ أَكُنْ أَعْرِفُهُ عَبْداً يَخْدِمُنِي. 44 فَمَا إِنْ يَسْمَعُوا أَمْرِي حَتَّى يُلَبُّوهُ. الْغُرَبَاءُ يَتَذَلَّلُونَ لِي 45 الْغُرَبَاءُ يَخُورُونَ، يَخْرُجُونَ مِنْ حُصُونِهِمْ مُرْتَعِدِينَ. 46 حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ، وَمُبَارَكٌ صَخْرَتِي، وَمُتَعَالٍ إِلَهُ خَلاصِي، 47 الإِلَهُ الْمُنْتَقِمُ لِي، يُخْضِعُ الشُّعُوبَ لِسُلْطَانِي، 48 مُنْقِذِي مِنْ أَعْدَائِي، رَافِعِي عَلَى الْمُتَمَرِّدِينَ عَلَيَّ، وَمِنَ الرَّجُلِ الطَّاغِي تُخَلِّصُنِي. 49 لِهَذَا أَعْتَرِفُ لَكَ بَيْنَ الأُمَمِ وَأُرَتِّلُ لاِسْمِكَ. 50 يَا مَانِحَ الْخَلاصِ الْعَظِيمِ لِمَلِكِهِ، وَصَانِعَ الرَّحْمَةِ لِمَسِيحِهِ، لِدَاوُدَ وَنَسْلِهِ إِلَى الأَبَدِ.

لِقَائِدِ الْمُنْشِدِينَ. مَزْمُورٌ لِدَاوُدَ

19 السَّمَاوَاتُ تُحَدِّثُ بِمَجْدِ اللهِ، وَالْفَلَكُ يُخْبِرُ بِعَمَلِ يَدَيْهِ بِذَلِكَ تَتَحَادَثُ الأَيَّامُ أَبْلَغَ حَدِيثٍ، وَتَتَخَاطَبُ بِهِ اللَّيَالِي. لَا يَصْدُرُ عَنْهَا كَلامٌ، لَكِنَّ صَوْتَهَا يُسمَعُ وَاضِحاً. انْطَلَقَ صَوْتُهُمْ إِلَى الأَرْضِ كُلِّهَا وَكَلامُهُمْ إِلَى أَقَاصِي الْعَالَمِ. جَعَلَ لِلشَّمْسِ مَسْكَناً فِيهَا، وَهِيَ مِثْلُ الْعَرِيسِ الْخَارِجِ مِنْ مُخْدَعِهِ، كَالْعَدَّاءِ الْمُبْتَهِجِ لِلسِّبَاقِ فِي الطَّرِيقِ. تَنْطَلِقُ مِنْ أَقْصَى السَّمَاوَاتِ، وَتَدُورُ إِلَى أَقَاصِيهَا، وَلَا شَيْءَ يَحْتَجِبُ مِنْ حَرِّهَا.

شَرِيعَةُ الرَّبِّ كَامِلَةٌ تُنْعِشُ النَّفْسَ. شَهَادَةُ الرَّبِّ صَادِقَةٌ تَجْعَلُ الْجَاهِلَ حَكِيماً. وَصَايَا الرَّبِّ مُسْتَقِيمَةٌ تُفَرِّحُ الْقَلْبَ. أَمْرُ الرَّبِّ نَقِيٌّ يُنِيرُ الْعَيْنَيْنِ. مَخَافَةُ الرَّبِّ طَاهِرَةٌ ثَابِتَةٌ إِلَى الأَبَدِ، وَأَحْكَامُ الرَّبِّ حَقٌّ وَعَادِلَةٌ كُلُّهَا. 10 إِنَّهَا أَشْهَى مِنَ الذَّهَبِ النَّقِيِّ، وَهِيَ أَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ بَلِ الْقَطْرِ السَّائِلِ مِنْ أَقْرَاصِ الشَّهْدِ. 11 عَبْدُكَ يَهْتَدِي بِها، وَفِي صَوْنِهَا ثَوَابٌ عَظِيمٌ. 12 مَنْ يَتَنَبَّهُ إِلَى سَهَوَاتِهِ؟ مِنَ الْخَطَايَا الْخَفِيَّةِ خَلِّصْنِي، 13 وَمِنَ الْكَبَائِرِ أَيْضاً احْفَظْ عَبْدَكَ، وَلَا تَدَعْهَا تَتَسَلَّطُ عَلَيَّ. عِنْدَئِذٍ أَكُونُ كَامِلاً وَأَتَبَرَّأُ مِنْ ذَنْبٍ عَظِيمٍ. 14 لِتَكُنْ أَقْوَالُ فَمِي وَخَوَاطِرُ قَلْبِي مَقْبُولَةً لَدَيْكَ يَا رَبُّ، يَا صَخْرَتِي وَفَادِيَّ.

لِقَائِدِ الْمُنْشِدِينَ. مَزْمُورٌ لِدَاوُدَ

20 لِيَسْتَجِبْ لَكَ الرَّبُّ فِي يَوْمِ ضِيقِكَ. لِيَحْرُسْكَ اسْمُ إِلَهِ يَعْقُوبَ. لِيُرْسِلْ لَكَ عَوْناً مِنْ مَقْدِسِهِ، وَمُسَانَدَةً مِنْ صِهْيَوْنَ. لِيَتَذَكَّرْ جَمِيعَ تَقْدِمَاتِكَ، وَيَتَقَبَّلْ مُحْرَقَاتِكَ. لِيُعْطِكَ بُغْيَةَ قَلْبِكَ، وَيُتَمِّمْ لَكَ كُلَّ مَقَاصِدِكَ. نَهْتِفُ مُبْتَهِجِينَ بِخَلاصِكَ، وَبِاسْمِ إِلَهِنَا نَرْفَعُ رَايَتَنَا، لِيُحَقِّقْ لَكَ الرَّبُّ كُلَّ مَا تَسْأَلُهُ.

الآنَ أَدْرَكْتُ أَنَّ الرَّبَّ يُخَلِّصُ مَسِيحَهُ، وَيَسْتَجِيبُ مِنْ سَمَاوَاتِهِ الْمُقَدَّسَةِ، بِقُدْرَةِ يَمِينِهِ الْمُخَلِّصَةِ. يَتَّكِلُ هَؤُلاءِ عَلَى مَرْكَبَاتِ الْحَرْبِ، وَأُولَئِكَ عَلَى الْخَيْلِ. أَمَّا نَحْنُ فَنَتَّكِلُ عَلَى اسْمِ الرَّبِّ إِلَهِنَا. هُمْ خَرُّوا وَسَقَطُوا، أَمَّا نَحْنُ فَنَهَضْنَا وَانْتَصَبْنَا. خَلِّصْ يَا رَبُّ! لِيَسْتَجِبِ الْمَلِكُ حِينَ نَدْعُوهُ.

لِقَائِدِ الْمُنْشِدِينَ مِنْ نَظْمِ دَاوُدَ

21 رَبُّ بِقُوَّتِكَ يَفْرَحُ الْمَلِكُ، وَمَا أَعْظَمَ بَهْجَتَهُ بِخَلاصِكَ! لَقَدْ وَهَبْتَهُ بُغْيَةَ قَلْبِهِ وَلَمْ تَحْرِمْهُ مِنْ طِلْبَةِ شَفَتَيْهِ. بَادَرْتَهُ بِبَرَكَاتِ الْخَيْرِ، وَوَضَعْتَ عَلَى رَأْسِهِ تَاجاً مِنَ الذَّهَبِ النَّقِيِّ! طَلَبَ مِنْكَ الْحَيَاةَ فَوَهَبْتَهَا لَهُ، إِذْ أَطَلْتَ عُمْرَهُ إِلَى أَبَدِ الدُّهُورِ. عَظِيمٌ مَجْدُهُ بِفَضْلِ خَلاصِكَ، بِالْعِزَّةِ وَالْبَهَاءِ كَلَّلْتَهُ. لأَنَّكَ جَعَلْتَهُ أَكْثَرَ الْمُبَارَكِينَ إِلَى الأَبَدِ. تَغْمُرُهُ بِفَيْضِ الْفَرَحِ فِي حَضْرَتِكَ. لأَنَّ الْمَلِكَ يَتَوَكَّلُ عَلَى الرَّبِّ، وَبِنِعْمَةِ الْعَلِيِّ لَا يَتَزَعْزَعُ.

يَدُكَ حَتْماً تَنَالُ جَمِيعَ أَعْدَائِكَ، وَيُمْنَاكَ حَقّاً تَظْفَرُ بِمُبْغِضِيكَ. حِينَ يَتَجَلَّى وَجْهُكَ تُحْرِقُهُمْ كَمَا بِمَوْقِدٍ مُشْتَعِلٍ. تَلْتَهِمُهُمْ فِي غَضَبِكَ فَتَأْكُلُهُمُ النَّارُ. 10 تُبِيدُ ذُرِّيَّتَهُمْ مِنَ الأَرْضِ وَنَسْلَهُمْ مِنْ بَيْنِ بَنِي آدَمَ. 11 لَقَدْ تَآمَرُوا لِلإِسَاءَةِ إِلَيْكَ، وَدَبَّرُوا مَكِيدَةً شِرِّيرَةً لَمْ يُفْلِحُوا فِيهَا. 12 لأَنَّكَ تَجْعَلُهُمْ يُدْبِرُونَ لِلْهَرَبِ، عِنْدَمَا تَشُدُّ وَتَرَ الْقَوْسِ نَحْوَ وُجُوهِهِمْ. 13 ارْتَفِعْ يَا رَبُّ بِقُوَّتِكَ، فَنَتَرَنَّمَ وَنَتَغَنَّى بِقُدْرَتِكَ.

لِقَائِدِ الْمُنْشِدِينَ، عَلَى أَيِّلَةِ الصَّبَاحِ مَزْمُورٌ لِدَاوُدَ

22 إِلَهِي، إِلَهِي، لِمَاذَا تَرَكْتَنِي؟ لِمَاذَا تَبَاعَدْتَ عَنْ خَلاصِي وَعَنْ سَمَاعِ صَوْتِ تَنَهُّدَاتِي؟ إِلَهِي، أَصْرُخُ إِلَيْكَ مُسْتَغِيثاً فِي النَّهَارِ فَلَا تُجِيبُنِي، وَفِي اللَّيْلِ فَلَا رَاحَةَ لِي، مَعْ أَنَّكَ أَنْتَ الْقُدُّوسُ الَّذِي أَقَمْتَ عَرْشَكَ فِي وَسَطِ شَعْبِكَ الَّذِي يُسَبِّحُكَ. عَلَيْكَ اتَّكَلَ آبَاؤُنَا، وَبِكَ وَثِقُوا، وَأَنْتَ قَدْ نَجَّيْتَهُمْ. إِلَيْكَ صَرَخُوا فَنَجَوْا، وَعَلَيْكَ اتَّكَلُوا فَلَمْ يَخْزَوْا. أَمَّا أَنَا فَدُودَةٌ لَا إِنْسَانٌ. عَارٌ فِي نَظَرِ الْبَشَرِ، وَمَنْبُوذٌ فِي عَيْنَيْ شَعْبِي. جَمِيعُ الَّذِينَ يَرَوْنَنِي يَسْتَهْزِئُونَ بِي، يَفْتَحُونَ شِفَاهَهُمْ عَلَيَّ بِالْبَاطِلِ، وَيَهُزُّونَ رُؤُوسَهُمْ قَائِلِينَ:

«سَلَّمَ إِلَى الرَّبِّ أَمْرَهُ، فَلْيُنْجِدْهُ. لِيُنْقِذْهُ مَادَامَ قَدْ سُرَّ بِهِ». أَنْتَ أَخْرَجْتَنِي مِنَ الرَّحِمِ. أَنْتَ جَعَلْتَنِي أَنَامُ مُطْمَئِنّاً وَأَنَا مَازِلْتُ عَلَى صَدْرِ أُمِّي. 10 أَنْتَ مُتَّكَلِي مِنْ قَبْلِ مِيلادِي، فَأَنْتَ إِلَهِي مُنْذُ كُنْتُ جَنِيناً. 11 لَا تَقِفْ بَعِيداً عَنِّي، لأَنَّ الضِّيقَ قَرِيبٌ وَلَا مُعِينَ لِي.

12 حَاصَرَنِي أَعْدَاءُ أَقْوِيَاءُ، كَأَنَّهُمْ ثِيرَانُ بَاشَانَ الْقَوِيَّةُ. 13 فَغَرُوا عَلَيَّ أَفْوَاهَهُم كَأَنَّهُمْ أُسُودٌ مُفْتَرِسَةٌ مُزَمْجِرَةٌ. 14 صَارَتْ قُوَّتِي كَالْمَاءِ، وَانْحَلَّتْ عِظَامِي. صَارَ قَلْبِي كَالشَّمْعِ، وَذَابَ فِي دَاخِلِي. 15 جَفَّتْ نَضَارَتِي كَقِطْعَةِ الْفَخَّارِ، وَالْتَصَقَ لِسَانِي بِحَنَكِي. إِلَى تُرَابِ الأَرْضِ تَضَعُنِي. 16 أَحَاطَ بِي الأَدْنِيَاءُ. جَمَاعَةٌ مِنَ الأَشْرَارِ طَوَّقَتْنِي. ثَقَبُوا يَدَيَّ وَرِجْلَيَّ. 17 صِرْتُ لِهُزَالِي أُحْصِي عِظَامِي، وَهُمْ يُرَاقِبُونَنِي وَيُحْدِقُونَ فِيَّ. 18 يَتَقَاسَمُونَ ثِيَابِي فِيمَا بَيْنَهُمْ، وَعَلَى لِبَاسِي يُلْقُونَ قُرْعَةً.

19 يَا رَبُّ، لَا تَتَبَاعَدْ عَنِّي. يَا قُوَّتِي أَسْرِعْ إِلَى نَجْدَتِي. 20 أَنْقِذْ مِنَ السَّيْفِ نَفْسِي، وَمِنْ مَخَالِبِ الأَدْنِيَاءِ حَيَاتِي. 21 خَلِّصْنِي مِنْ فَمِ الأَسَدِ، وَمِنْ بَيْنِ قُرُونِ الثِّيرَانِ الْوَحْشِيَّةِ اسْتَجِبْ لِي.

22 أُعْلِنُ اسْمَكَ لإِخْوَتِي، وَأُسَبِّحُكَ فِي وَسَطِ الْجَمَاعَةِ. 23 سَبِّحُوا الرَّبَّ يَا خَائِفِيهِ. مَجِّدُوهُ يَا جَمِيعَ نَسْلِ يَعْقُوبَ، واخْشَوْهُ يَا جَمِيعَ ذُرِّيَّةِ إِسْرَائِيلَ. 24 فَإِنَّهُ لَمْ يَحْتَقِرْ بُؤْسَ الْمِسْكِينِ، وَلَا حَجَبَ عَنْهُ وَجْهَهُ، بَلِ اسْتَجَابَ لَهُ عِنْدَمَا صَرَخَ إِلَيْهِ. 25 أَنْتَ تُلْهِمُنِي تَسْبِيحَكَ فِي وَسَطِ الْجَمَاعَةِ الْعَظِيمَةِ، فَأُوْفِي بِنُذُورِي أَمَامَ جَمِيعِ خَائِفِيهِ. 26 يَأْكُلُ الْوُدَعَاءُ وَيَشْبَعُونَ، وَطَالِبُو الرَّبِّ يُسَبِّحُونَهُ. تَحْيَا قُلُوبُكُمْ إِلَى الأَبَدِ. 27 تَتَذَكَّرُ جَمِيعُ أَقَاصِي الأَرْضِ وَتَرْجِعُ إِلَى الرَّبِّ، وَتَتَعَبَّدُ أَمَامَكَ جَمِيعُ قَبَائِلِ الأُمَمِ. 28 لأَنَّ الْمُلْكَ لِلرَّبِّ، وَهُوَ يَتَسَلَّطُ عَلَى الأُمَمِ. 29 جَمِيعُ عُظَمَاءِ الأَرْضِ يَحْتَفِلُونَ وَيَسْجُدُونَ. يَنْحَنِي أَمَامَهُ الْهَابِطُونَ إِلَى التُّرَابِ وَالْفَانُونَ، 30 يَتَعَبَّدُ نَسْلُهُمْ لِلهِ، وَيَتَحَدَّثُونَ عَنِ الرَّبِّ لِلْجِيلِ الآتِي. 31 يَأْتُونَ وَيُخْبِرُونَ بِبِرِّهِ وَبِمُعْجِزَاتِهِ شَعْباً لَمْ يُولَدْ بَعْدُ.

مَزْمُورٌ لِدَاوُدَ

23 الرَّبُّ رَاعِيَّ فَلَسْتُ أَحْتَاجُ إِلَى شَيْءٍ. فِي مَرَاعٍ خَضْرَاءَ يُرْبِضُنِي، وَإِلَى مِيَاهٍ هَادِئَةٍ يَقُودُنِي. يُنْعِشُ نَفْسِي وَيُرْشِدُنِي إِلَى طُرُقِ الْبِرِّ إِكْرَاماً لاِسْمِهِ. حَتَّى إِذَا اجْتَزْتُ وَادِي ظِلالِ الْمَوْتِ، لَا أَخَافُ سُوءاً لأَنَّكَ تُرَافِقُنِي. عَصَاكَ وَعُكَّازُكَ هُمَا مَعِي يُشَدِّدَانِ عَزِيمَتِي. تَبْسُطُ أَمَامِي مَأْدُبَةً عَلَى مَرْأَىً مِنْ أَعْدَائِي. مَسَحْتَ بِالزَّيْتِ رَأْسِي، وَأَفَضْتَ كَأْسِي. إِنَّمَا خَيْرٌ وَرَحْمَةٌ يَتْبَعَانِنِي طَوَالَ حَيَاتِي، وَيَكُونُ بَيْتُ الرَّبِّ مَسْكَناً لِي مَدَى الأَيَّامِ.

لِدَاوُدَ

24 لِلرَّبِّ الأَرْضُ وَكُلُّ مَا فِيهَا. لَهُ الْعَالَمُ، وَجَمِيعُ السَّاكِنِينَ فِيهِ. لأَنَّهُ هُوَ أَسَّسَ الأَرْضَ عَلَى الْبِحَارِ، وَثَبَّتَهَا عَلَى الأَنْهَارِ.

مَنْ يَحِقُّ لَهُ أَنْ يَصْعَدَ إِلَى جَبَلِ الرَّبِّ، وَيَقِفَ فِي بَيْتِهِ الْمُقَدَّسِ؟ إِنَّهُ صَاحِبُ الْيَدَيْنِ الطَّاهِرَتَيْنِ وَالْقَلْبِ النَّقِيِّ. ذَاكَ الَّذِي لَا يَحْمِلُ نَفْسَهُ عَلَى الْبَاطِلِ، وَلَا يَحْلِفُ مُنَافِقاً. يَتَلَقَّى الْبَرَكَةَ مِنَ الرَّبِّ، وَالْبِرَّ مِنْ عِنْدِ اللهِ مُخَلِّصِهِ. هَذَا هُوَ الْجِيلُ السَّاعِي وَرَاءَ الرَّبِّ، الطَّالِبُ وَجْهَكَ يَا إِلَهَ يَعْقُوبَ.

ارْفَعِي رُؤُوسَكِ أَيَّتُهَا الأَبْوَابُ، وَارْتَفِعِي أَيَّتُهَا الْمَدَاخِلُ الأَبَدِيَّةُ، فَيَدْخُلَ مَلِكُ الْمَجْدِ. مَنْ هُوَ مَلِكُ الْمَجْدِ هَذَا؟ إِنَّهُ الرَّبُّ الْقَدِيرُ الْجَبَّارُ، الرَّبُّ الْجَبَّارُ فِي الْقِتَالِ. ارْفَعِي رُؤُوسَكِ أَيَّتُهَا الأَبْوَابُ، ارْفَعِيهَا أَيَّتُهَا الْمَدَاخِلُ الأَبَدِيَّةُ، فَيَدْخُلَ مَلِكُ الْمَجْدِ 10 مَنْ هُوَ مَلِكُ الْمَجْدِ هَذَا؟ إِنَّهُ رَبُّ الْجُنُودِ، هُوَ مَلِكُ الْمَجْدِ.

لِدَاوُدَ

25 إِلَيْكَ أَيُّهَا الرَّبُّ أَرْفَعُ نَفْسِي. عَلَيْكَ يَا إِلَهِي تَوَكَّلْتُ فَلَا تُخْزِنِي، وَلَا تَدَعْ أَعْدَائِي يَشْمَتُونَ بِي. فَإِنَّ كُلَّ مَنْ يَرْجُوكَ لَنْ يَخِيبَ. أَمَّا الْغَادِرُونَ بِغَيْرِهِمْ مِنْ غَيْرِ عِلَّةٍ، فَسَيَخْزَوْنَ. يَا رَبُّ عَرِّفْنِي طُرُقَكَ، عَلِّمْنِي سُبُلَكَ. دَرِّبْنِي فِي حَقِّكَ وَعَلِّمْنِي، فَإِنَّكَ أَنْتَ الإِلَهُ مُخَلِّصِي، وَإِيَّاكَ أَرْجُو طَوَالَ النَّهَارِ. رَبُّ، اذْكُرْ مَرَاحِمَكَ وَإِحْسَانَاتِكَ لأَنَّهَا مُنْذُ الأَزَلِ. لَا تَذْكُرْ خَطَايَا صِبَايَ الَّتِي ارْتَكَبْتُهَا، وَلَا مَعَاصِيَّ، بَلِ اذْكُرْنِي وَفْقاً لِرَحْمَتِكَ وَمِنْ أَجْلِ جُودِكَ يَا رَبُّ.

الرَّبُّ صَالِحٌ وَمُسْتَقِيمٌ لِذَلِكَ يَهْدِي الضَّالِّينَ الطَّرِيقَ. يُدَرِّبُ الْوُدَعَاءَ فِي سُبُلِ الْحَقِّ وَيُعَلِّمُهُمْ طَرِيقَهُ. 10 مَسَالِكُ الرَّبِّ كُلُّهَا رَحْمَةٌ وَحَقٌّ لِمَنْ يَحْفَظُونَ عَهْدَهُ وَشَهَادَاتِهِ. 11 فَمِنْ أَجْلِ اسْمِكَ أَيُّهَا الرَّبُّ اصْفَحْ عَنْ إِثْمِي فَإِنَّهُ عَظِيمٌ. 12 مَنْ هُوَ الإِنْسَانُ الَّذِي يَخَافُ الرَّبَّ؟ إِيَّاهُ يُدَرِّبُ فِي الطَّرِيقِ الَّتِي يَخْتَارُهَا لَهُ، 13 فَتَنْعَمُ نَفْسُهُ فِي الْخَيْرِ وَتَمْتَلِكُ ذُرِّيَّتُهُ الأَرْضَ. 14 يُطْلِعُ الرَّبُّ خَائِفِيهِ عَلَى مَقَاصِدِهِ الْخَفِيَّةِ، وَيَتَعَهَّدُ تَعْلِيمَهُمْ. 15 تَتَّجِهُ عَيْنَايَ دَائِماً نَحْوَ الرَّبِّ، لأَنَّهُ يُحَرِّرُ رِجْلَيَّ مِنْ فَخِّ الشِّرِّيرِ.

16 الْتَفِتْ نَحْوِي وَارْحَمْنِي، فَأَنَا وَحِيدٌ وَمِسْكِينٌ. 17 قَدْ تَكَاثَرَتْ مَتَاعِبُ قَلْبِي، فَأَنْقِذْنِي مِنْ شَدَائِدِي. 18 انْظُرْ إِلَى مَذَلَّتِي وَمُعَانَاتِي، وَاصْفَحْ عَنْ جَمِيعِ خَطَايَايَ. 19 انْظُرْ كَيْفَ تَكَاثَرَ عَلَيَّ أَعْدَائِي وَهُمْ يُبْغِضُونَنِي ظُلْماً. 20 صُنْ نَفْسِي وَأَنْقِذْنِي، وَلَا تَدَعْنِي أَخِيبُ، فَإِنِّي عَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ. 21 يَحْفَظُنِي الْكَمَالُ وَالاسْتِقَامَةُ، لأَنِّي إِيَّاكَ انْتَظَرْتُ. 22 افْدِ إِسْرَائِيلَ يَا اللهُ مِنْ جَمِيعِ ضِيقَاتِهِ.

لِدَاوُدَ

26 رَبُّ أَظْهِرْ بَرَاءَتِي لأَنِّي قَدْ سَلَكْتُ بِكَمَالِي، وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ فَلَا أَتَزَعْزَعُ افْحَصْنِي أَيُّهَا الرَّبُّ وَاخْتَبِرْنِي. امْتَحِنْ دَخَائِلِي وَقَلْبِي، لأَنَّ رَحْمَتَكَ نُصْبَ عَيْنَيَّ، وَقَدْ سَلَكْتُ فِي حَقِّكَ. لَمْ أُجَالِسْ أَهْلَ الْبَاطِلِ وَمَعَ الْمُنَافِقِينَ لَا أَشْتَرِكُ. بَلْ أَبْغَضْتُ مَعْشَرَ فَاعِلِي الإِثْمِ، وَلَمْ أَجْلِسْ مَعَ الأَشْرَارِ. أَغْسِلُ يَدَيَّ عُرْبُونَ بَرَاءَتِي وَأَنْضَمُّ إِلَى الْمُجْتَمِعِينَ حَوْلَ مَذْبَحِكَ يَا رَبُّ. مُتَرَنِّماً بِصَوْتِ الْحَمْدِ وَأُحَدِّثُ بِأَعْمَالِكَ الْعَجِيبَةِ كُلِّهَا. رَبُّ، قَدْ أَحْبَبْتُ الإِقَامَةَ فِي بَيْتِكَ، حَيْثُ يَحِلُّ مَجْدُكَ.

فَلَا تَجْمَعْ نَفْسِي مَعَ الْخَاطِئِينَ، وَلَا حَيَاتِي مَعَ سَافِكِي الدَّمِ، 10 الَّذِينَ أَيْدِيهِمْ مُلَوَّثَةٌ بِالسُّوءِ، وَيَمِينُهُمْ مَلأَى بِالرِّشْوَةِ. 11 أَمَّا أَنَا فَبِكَمَالِي أَسْلُكُ، فَافْدِنِي وَتَحَنَّنْ عَلَيَّ. 12 قَدَمَايَ مُنْتَصِبَتَانِ عَلَى طَرِيقٍ مُسْتَوِيَةٍ، وَأُرَنِّمُ لِلرَّبِّ جَهْراً فِي مَحَافِلِ الْعِبَادَةِ.

لِدَاوُدَ

27 الرَّبُّ نُورِي وَخَلاصِي، مِمَّنْ أَخَافُ؟ الرَّبُّ حِصْنُ حَيَاتِي مِمَّنْ أَرْتَعِبُ؟ عِنْدَمَا هَجَمَ فَاعِلُو الإِثْمِ، خُصُومِي وَأَعْدَائِي، لِيَلْتَهِمُوا لَحْمِي، تَعَثَّرُوا وَسَقَطُوا. إِنِ اصْطَفَّ ضِدِّي جَيْشٌ، لَا يَخَافُ قَلْبِي. إنْ نَشَبَتْ عَلَيَّ حَرْبٌ، أَظَلُّ فِي ذَلِكَ مُطْمَئِنّاً. أَمْراً وَاحِداً طَلَبْتُ مِنَ الرَّبِّ وَإِيَّاهُ فَقَطْ أَلْتَمِسُ: أَنْ أُقِيمَ فِي بَيْتِ الرَّبِّ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِي، لأُشَاهِدَ جَمَالَ الرَّبِّ وَأَتَأَمَّلَ فِي هَيْكَلِهِ. لأَنَّهُ يَحْمِينِي فِي يَوْمِ الشَّرِّ تَحْتَ سَقْفِ بَيْتِهِ وَيَحْرُسُنِي آمِناً فِي خِبَاءِ خَيْمَتِهِ. إِذْ عَلَى صَخْرَةٍ عَالِيَةٍ يَرْفَعُنِي. حِينَئِذٍ أَفْتَخِرُ عَلَى أَعْدَائِي الْمُحِيطِينَ بِي، وَأُقَدِّمُ لَهُ فِي خَيْمَتِهِ ذَبَائِحَ هُتَافٍ، فَأُغَنِّي بَلْ أُرَنِّمُ حَمْداً لِلرَّبِّ.

اسْمَعْ يَا رَبُّ نِدَائِي لأَنِّي بِمِلْءِ صَوْتِي أَدْعُوكَ! ارْحَمْنِي وَاسْتَجِبْ لِي. قُلْتَ: اطْلُبُوا وَجْهِي! فَوَجْهَكَ يَا رَبُّ أَطْلُبُ. لَا تَحْجُبْ وَجْهَكَ عَنِّي. لَا تَطْرُدْ بِغَضَبٍ عَبْدَكَ، فَطَالَمَا كُنْتَ عَوْنِي. لَا تَرْفُضْنِي وَلَا تَهْجُرْنِي يَا اللهُ مُخَلِّصِي. 10 إِنَّ أَبِي وَأُمِّي قَدْ تَرَكَانِي، لَكِنَّ الرَّبَّ يَتَعَهَّدُنِي بِرِعَايَتِهِ. 11 عَلِّمْنِي يَا رَبُّ طَرِيقَكَ، وَقُدْنِي فِي طَرِيقٍ مُسْتَقِيمَةٍ لِئَلّا يَشْمَتَ بِي أَعْدَائِي. 12 لَا تُسَلِّمْنِي إِلَى مَرَامِ مُضَايِقِيَّ، لأَنَّهُ قَدْ قَامَ عَلَيَّ شُهُودُ زُورٍ يَنْفُثُونَ الظُّلْمَ فِي وَجْهِي. 13 غَيْرَ أَنِّي قَدْ آمَنْتُ بِأَنْ أَرَى جُودَ الرَّبِّ فِي أَرْضِ الأَحْيَاءِ. 14 انْتَظِرِ الرَّبَّ. تَقَوَّ وَلْيَتَشَجَّعْ قَلْبُكَ. وَانْتَظِرِ الرَّبَّ دَائِماً.

لِدَاوُدَ

28 يَا رَبُّ إِلَيْكَ أَصْرُخُ، فَلَا تَتَصَامَمْ عَنِّي يَا صَخْرَتِي، لِئَلّا أَكُونَ، إِذَا سَكَتَّ عَنِّي، مِثْلَ الْمُنْحَدِرِينَ إِلَى الْهَاوِيَةِ. اسْتَمِعْ صَوْتَ تَضَرُّعِي عِنْدَمَا أَسْتَغِيثُ بِكَ، رَافِعاً يَدَيَّ نَحْوَ مِحْرَابِ قَدَاسَتِكَ. لَا تَطْرَحْنِي مَعَ الأَشْرَارِ وَفَاعِلِي الإِثْمِ، الَّذِينَ يُظْهِرُونَ الْوُدَّ لأَصْحَابِهِمْ، وَهُمْ يَكُنُّونَ لَهُمُ الشَّرَّ فِي قُلُوبِهِمْ. جَازِهِمْ وَفْقاً لِفِعْلِهِمْ وَشَرِّ أَعْمَالِهِمْ. أَعْطِهِمْ مَا يَسْتَحِقُّ صَنِيعُ أَيْدِيهِمْ، وَرُدَّ عَلَيْهِمْ جَزَاءَهُمْ. وَلأَنَّهُمْ لَا يُبَالُونَ بِأَفْعَالِ الرَّبِّ وَلَا بِصَنِيعِ يَدَيْهِ، فَإِنَّهُ يُدَمِّرُهُمْ وَلَا يُعِيدُ بِنَاءَهُمْ.

مُبَارَكٌ الرَّبُّ فَقَدْ سَمِعَ صَوْتَ تَضَرُّعِي. الرَّبُّ قُوَّتِي وَتُرْسِي. عَلَيْهِ اتَّكَلَ قَلْبِي، فَنِلْتُ الْغَوْثَ. لِذَلِكَ يَبْتَهِجُ قَلْبِي وَأَحْمَدُهُ بِنَشِيدِي. الرَّبُّ قُوَّةُ شَعْبِهِ، وَهُوَ حِصْنُ خَلاصِ مَسِيحِهِ. خَلِّصْ يَا رَبُّ شَعْبَكَ وَبَارِكْ مِيرَاثَكَ. كُنْ رَاعِياً لَهُمْ وَاحْمِلْهُمْ إِلَى الأَبَدِ.

لِدَاوُدَ

29 قَدِّمُوا لِلرَّبِّ يَا أَبْنَاءَ اللهِ، قَدِّمُوا لِلرَّبِّ مَجْداً وَعِزّاً. قَدِّمُوا لِلرَّبِّ مَجْداً لاِسْمِهِ. اسْجُدُوا لِلرَّبِّ بِثَوْبِ الإِجْلالِ وَالْقَدَاسَةِ.

هُوَذَا صَوْتُ الرَّبِّ يُدَوِّي فَوْقَ الْمِيَاهِ. إِلَهُ الْمَجْدِ أَرْعَدَ. مَجْدُ الرَّبِّ فَوْقَ الْمِيَاهِ الْغَزِيرَةِ. صَوْتُ الرَّبِّ قَوِيٌّ جِدّاً. صَوْتُ الرَّبِّ يَفِيضُ بِالْجَلالِ. صَوْتُ الرَّبِّ يُكَسِّرُ شَجَرَ الأَرْزِ. نَعَمْ، إِنَّ الرَّبَّ يُكَسِّرُ أَرْزَ لُبْنَانَ. فَيَجْعَلُ لُبْنَانَ يَفِرُّ كَالْعِجْلِ، وَجَبَلَ حَرْمُونَ يَقْفِزُ كَالثَّوْرِ الْوَحْشِيِّ الْفَتِيِّ. صَوْتُ الرَّبِّ يَقْدَحُ وَمِيضَ بَرْقٍ، صَوْتُ الرَّبِّ يُزَلْزِلُ الْبَرِّيَّةَ، وَيُزَلْزِلُ الرَّبُّ بَرِّيَّةَ قَادِشَ، صَوْتُ الرَّبِّ يَجْعَلُ الْوُعُولَ تَلِدُ قَبْلَ الأَوَانِ، وَيُحَوِّلُ الْغَابَاتِ إِلَى عَرَاءٍ، وَفِي هَيْكَلِهِ الْكُلُّ يَهْتِفُ: مَجْداً. 10 جَلَسَ الرَّبُّ مَلِكاً فَوْقَ الطُّوفَانِ، وَيَتَرَبَّعُ عَلَى عَرْشِهِ إِلَى الأَبَدِ. 11 الرَّبُّ يُعْطِي شَعْبَهُ عِزّاً. الرَّبُّ يُبَارِكُ شَعْبَهُ بِالسَّلامِ.

مَزْمُورٌ نَشِيدٌ بِمُنَاسَبَةِ تَدْشِينِ الْبَيْتِ. لِدَاوُدَ

30 أُمَجِّدُكَ يَا رَبُّ لأَنَّكَ انْتَشَلْتَنِي وَلَمْ تَجْعَلْ أَعْدَائِي يَشْمَتُونَ بِي. يَا رَبُّ إِلَهِي اسْتَغَثْتُ بِكَ فَشَفَيْتَنِي يَا رَبُّ، أَنْتَ انْتَشَلْتَ نَفْسِي مِنْ شَفَا الْهَاوِيَةِ. وَأَنْقَذْتَنِي مِنْ بَيْنِ الْمُنْحَدِرِينَ إِلَى عَالَمِ الأَمْوَاتِ. يَا أَتْقِيَاءَ الرَّبِّ رَنِّمُوا لَهُ، وَارْفَعُوا الشُّكْرَ لاسْمِهِ الْمُقَدَّسِ، فَإِنَّ غَضَبَهُ يَدُومُ لِلَحْظَةٍ، أَمَّا رِضَاهُ فَمَدَى الْحَيَاةِ. يَبْقَى الْبُكَاءُ لِلَيْلَةٍ، أَمَّا فِي الصَّبَاحِ فَيَعُمُّ الابْتِهَاجُ.

وَأَنَا قُلْتُ فِي أَثْنَاءِ طُمَأْنِينَتِي: لَا أَتَزَعْزَعُ أَبَداً. أَنْتَ يَا رَبُّ قَدْ وَطَّدْتَ بِرِضَاكَ قُوَّتِي كَالْجَبَلِ الرَّاسِخِ، لَكِنْ حِينَ حَجَبْتَ وَجْهَكَ عَنِّي ارْتَعَبْتُ. يَا رَبُّ إِلَيْكَ صَرَخْتُ، وَإِلَيْكَ يَا سَيِّدِي تَضَرَّعْتُ. مَاذَا يُجْدِيكَ مَوْتِي وَنُزُولِي إِلَى الْقَبْرِ؟ أَيَسْتَطِيعُ تُرَابِي أَنْ يَحْمَدَكَ أَوْ يُحَدِّثَ بِأَمَانَتِكَ؟ 10 اسْمَعْنِي يَا رَبُّ، وَارْحَمْنِي. كُنْ مُعِيناً لِي. 11 حَوَّلْتَ نَوْحِي إِلَى رَقْصٍ. خَلَعْتَ عَنِّي مِسْحَ الْحِدَادِ وَكَسَوْتَنِي رِدَاءَ الْفَرَحِ. 12 لِتَتَرَنَّمْ لَكَ نَفْسِي وَلَا تَسْكُتْ، يَا رَبُّ إِلَهِي إِلَى الأَبَدِ أَحْمَدُكَ.

لِقَائِدِ الْمُنْشِدِينَ، مَزْمُورٌ لِدَاوُدَ

31 يَا رَبُّ، إِلَيْكَ الْتَجَأْتُ فَلَا تَدَعْنِي أَخِيبُ مَدَى الدَّهْرِ. بِعَدْلِكَ نَجِّنِي. أَدِرْ أُذُنَكَ نَحْوِي وَأَنْقِذْنِي سَرِيعاً. كُنْ لِي صَخْرَةً تَحْمِينِي وَمَعْقِلاً حَصِيناً يُخَلِّصُنِي، إِذْ إِنَّكَ صَخْرَتِي وَقَلْعَتِي. وَمِنْ أَجْلِ اسْمِكَ تَقُودُنِي وَتَهْدِينِي. أَطْلِقْنِي مِنَ الشَّبَكَةِ الَّتِي أَخْفَاهَا الأَشْرَارُ لِي، لأَنَّكَ أَنْتَ مَلْجَأِي. فِي يَدِكَ أَسْتَوْدِعُ رُوحِي. فَدَيْتَنِي أَيُّهَا الرَّبُّ إِلَهَ الْحَقِّ. لَقَدْ أَبْغَضْتُ الْمُتَعَبِّدِينَ لِلأَصْنَامِ الْبَاطِلَةِ. أَمَّا أَنَا فَعَلَى الرَّبِّ تَوَكَّلْتُ. أَفْرَحُ وَأَبْتَهِجُ بِرَحْمَتِكَ لأَنَّكَ قَدْ نَظَرْتَ إِلَى مَذَلَّتِي، وَعَرَفْتَ أَلَمَ نَفْسِي الْمُبَرِّحَ. لَمْ تُسَلِّمْنِي إِلَى قَبْضَةِ الْعَدُوِّ بَلْ أَوْقَفْتَنِي فِي أَرْضٍ فَسِيحَةٍ.

ارْحَمْنِي يَا رَبُّ فَأَنَا فِي ضِيقٍ: كَلَّتْ عَيْنَايَ غَمّاً، وَاعْتَلَّتْ نَفْسِي وَدَخِيلَتِي أَيْضاً. 10 لأَنَّ حَيَاتِي قَدْ فَنِيَتْ بِالْحُزْنِ وَسِنِي حَيَاتِي بِالتَّنَهُّدِ. خَارَتْ قُوَايَ مِنْ قَصَاصِ إِثْمِي. 11 صِرْتُ مُحْتَقَراً مِنْ كُلِّ أَعْدَائِي وَمَصْدَرَ رُعْبٍ لِجِيرَانِي. الَّذِينَ يَرَوْنَنِي فِي الشَّارِعِ يَتَهَرَّبُونَ مِنِّي. 12 صِرْتُ مَنْسِيًّا كَمَا لَوْ كُنْتُ مَيْتاً، وَأَصْبَحْتُ كَإِنَاءٍ مُحَطَّمٍ، 13 لأَنِّي سَمِعْتُ الْمَذَمَّةَ مِنْ كَثِيرِينَ، حَتَّى بَاتَ الْخَوْفُ يُطَوِّقُنِي، إذْ يَتَآمَرُونَ جَمِيعاً عَلَيَّ، عَازِمِينَ عَلَى قَتْلِي.

14 غَيْرَ أَنِّي يَا رَبُّ عَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، وَقُلْتُ: أَنْتَ إِلَهِي، 15 آجَالِي فِي يَدِكَ. نَجِّنِي مِنْ يَدِ أَعْدَائِي وَمِنْ مُطَارِدِيَّ. 16 لِيُشْرِقْ وَجْهُكَ عَلَى عَبْدِكَ وَخَلِّصْنِي بِرَحْمَتِكَ. 17 لَا تَدَعْنِي يَا رَبُّ أَخْزَى، فَإِنِّي دَعَوْتُكَ. لِيَخْزَ الأَشْرَارُ وَلْيَنْزِلُوا إِلَى هُوَّةِ الْمَوْتِ وَيَسْكُتُوا إِلَى الأَبَدِ. 18 لِتَخْرَسِ الشِّفَاهُ الْكَاذِبَةُ، النَّاطِقَةُ بِكِبْرِيَاءَ وَازْدِرَاءٍ وَوَقَاحَةٍ عَلَى الصِّدِّيقِ.

19 يَا رَبُّ، مَا أَعْظَمَ صَلاحَكَ الَّذِي ذَخَرْتَهُ لِخَائِفِيكَ، وَأَظْهَرْتَهُ لِلْوَاثِقِينَ بِكَ عَلَى مَرْأَى جَمِيعِ الْبَشَرِ، 20 فَإِنَّكَ تَصُونُهُمْ فِي خِبَاءِ حَضْرَتِكَ، فِي مَأْمَنٍ مِنْ مُؤَامَرَاتِ النَّاسِ. فِي خَيْمَةٍ وَاقِيَةٍ تَحْرُسُهُمْ مِنْ لَدْغَاتِ أَلْسُنِ خُصُومِهِمْ. 21 مُبَارَكٌ الرَّبُّ لأَنَّهُ أَحَاطَنِي بِرَحْمَتِهِ الْعَجِيبَةِ وَكَأَنِّي فِي مَدِينَةٍ مُحَصَّنَةٍ. 22 تَسَرَّعْتُ فِي رُعْبِي وَقُلْتُ: «قَدْ تَخَلَّى الرَّبُّ عَنِّي» وَلَكِنَّكَ سَمِعْتَ صَوْتَ تَضَرُّعِي عِنْدَمَا اسْتَغَثْتُ بِكَ.

23 أَحِبُّوا الرَّبَّ يَا جَمِيعَ أَتْقِيَائِهِ، فَإِنَّ الرَّبَّ يَحْفَظُ الأُمَنَاءَ، وَيُجَازِي بِعَدْلِهِ الْمُتَكَبِّرِينَ أَشَدَّ الْجَزَاءِ. 24 لِتَتَقَوَّ وَلْتَتَشَجَّعْ قُلُوبُكُمْ يَا جَمِيعَ الْمُنْتَظِرِينَ الرَّبَّ.

لِدَاوُدَ. مَزْمُورٌ تَعْلِيمِيٌّ.

32 طُوبَى لِلَّذِي غُفِرَتْ آثَامُهُ وَسُتِرَتْ خَطَايَاهُ. طُوبَى لِلرَّجُلِ الَّذِي لَا يَحْسِبُ لَهُ الرَّبُّ خَطِيئَةً، وَلَيْسَ فِي رُوحِهِ غِشٌّ. حِينَ سَكَتُّ عَنِ الاعْتِرَافِ بِالذَّنْبِ بَلِيَتْ عِظَامِي فِي تَأَوُّهِي النَّهَارَ كُلَّهُ، فَقَدْ كَانَتْ يَدُكَ ثَقِيلَةً عَلَيَّ نَهَاراً وَلَيْلاً، حَتَّى تَحَوَّلَتْ نَضَارَتِي إِلَى جَفَافِ حَرِّ الصَّيْفِ أَعْتَرِفُ لَكَ بِخَطِيئَتِي، وَلَا أَكْتُمُ إِثْمِي. قُلْتُ: أَعْتَرِفُ لِلرَّبِّ بِمَعَاصِيَّ، حَقّاً صَفَحْتَ عَنْ إِثْمِ خَطِيئَتِي لِهَذَا لِيَعْتَرِفْ لَكَ كُلُّ تَقِيٍّ بِخَطَايَاهُ وَقْتَمَا يَجِدُكَ فلَا تَبْلُغَ إِلَيْهِ سُيُولُ التَّجَارِبِ الطَّامِيَةِ. أَنْتَ سِتْرٌ لِي، فِي الضِّيقِ تَحْرُسُنِي. بِتَرَانِيمِ بَهْجَةِ النَّجَاةِ تُطَوِّقُنِي.

يَقُولُ الرَّبُّ: أُعَلِّمُكَ وَأُرْشِدُكَ الطَّرِيقَ الَّتِي تَسْلُكُهَا. أَنْصَحُكَ. عَيْنِي تَرْعَاكَ. لَا تَكُونُوا بِلَا عَقْلٍ كَالْحِصَانِ وَالْبَغْلِ؛ الَّذِي لَا يُطِيعُ إلّا إذَا ضُبِطَ بِاللِّجَامِ وَقُيِّدَ بِالْحَبْلِ. 10 كَثِيرَةٌ هِيَ أَوْجَاعُ الأَشْرَارِ. أَمَّا الْوَاثِقُ بِالرَّبِّ فَالرَّحْمَةُ تُحِيطُ بِهِ.

11 افْرَحُوا بِالرَّبِّ أَيُّهَا الأَبْرَارُ وَابْتَهِجُوا. اهْتِفُوا يَا جَمِيعَ الْمُسْتَقِيمِي الْقُلُوبِ.

33 سَبِّحُوا الرَّبَّ أَيُّهَا الأَبْرَارُ، فَإِنَّ الْحَمْدَ يَلِيقُ بِالْمُسْتَقِيمِينَ. اشْكُرُوا الرَّبَّ عَلَى الْعُودِ، رَنِّمُوا لَهُ بِرَبَابَةٍ ذَاتِ عَشَرَةِ أَوْتَارٍ. اعْزِفُوا أَمْهَرَ عَزْفٍ مَعَ الْهُتَافِ، رَنِّمُوا لَهُ تَرْنِيمَةً جَدِيدَةً. فَإِنَّ كَلِمَةَ الرَّبِّ مُسْتَقِيمَةٌ وَهُوَ يَصْنَعُ كُلَّ شَيْءٍ بِالأَمَانَةِ. يُحِبُّ الْبِرَّ وَالْعَدْلَ. وَرَحْمَتُهُ تَغْمُرُ الأَرْضَ. بِكَلِمَةٍ مِنَ الرَّبِّ صُنِعَتِ السَّمَاوَاتُ وَبِنَسْمَةِ فَمِهِ كُلُّ مَجْمُوعَاتِ الْكَوَاكِبِ. يَجْمَعُ الْبِحَارَ كَكَوْمَةٍ وَالْلُّجَجَ فِي أَهْرَاءٍ. لِتَخَفِ الرَّبَّ الأَرْضُ كُلُّهَا، وَلْيُوَقِّرْهُ جَمِيعُ سُكَّانِ الْعَالَمِ. قَالَ كَلِمَةً فَكَانَ. وَأَمَرَ فَصَارَ! 10 الرَّبُّ أَحْبَطَ مُؤَامَرَةَ الأُمَمِ. أَبْطَلَ أَفْكَارَ الشُّعُوبِ. 11 أَمَّا مَقَاصِدُ الرَّبِّ فَتَثْبُتُ إِلَى الأَبَدِ، وَأَفْكَارُ قَلْبِهِ تَدُومُ مَدَى الدُّهُورِ.

12 طُوبَى لِلأُمَّةِ الَّتِي الرَّبُّ إِلَهُهَا، وَلِلشَّعْبِ الَّذِي اخْتَارَهُ مِيرَاثاً لَهُ: 13 يَنْظُرُ الرَّبُّ مِنَ السَّماوَاتِ فَيَرَى بَنِي الْبَشَرِ أَجْمَعِينَ. 14 وَمِنْ مَقَامِ سُكْنَاهُ يُرَاقِبُ جَمِيعَ سُكَّانِ الأَرْضِ. 15 فَهُوَ جَابِلُ قُلُوبِهِمْ جَمِيعاً وَالْعَلِيمُ بِكُلِّ أَعْمَالِهِمْ. 16 لَا يَخْلُصُ الْمَلِكُ بِالْجَيْشِ الْعَظِيمِ، وَلَا الْجَبَّارُ بِشِدَّةِ الْقُوَّةِ. 17 بَاطِلاً يَرْجُو النَّصْرَ مَنْ يَتَّكِلُ عَلَى الْخَيْلِ، فَإِنَّهَا لَا تُنَجِّي رَغْمَ قُوَّتِهَا. 18 هُوَذَا عَيْنُ الرَّبِّ عَلَى خَائِفِيهِ، الْمُتَّكِلِينَ عَلَى رَحْمَتِهِ، 19 لِيُنْقِذَ نُفُوسَهُمْ مِنَ الْمَوْتِ وَيَسْتَحْيِيَهُمْ فِي الْمَجَاعَةِ. 20 أَنْفُسُنَا تَنَتَظِرُ الرَّبَّ. عَوْنُنَا وَتُرْسُنَا هُوَ. 21 بِهِ تَفْرَحُ قُلُوبُنَا، لأَنَّنَا عَلَى اسْمِهِ الْقُدُّوسِ تَوَكَّلْنَا. 22 لِتَكُنْ يَا رَبُّ رَحْمَتُكَ عَلَيْنَا بِمُقْتَضَى رَجَائِنَا فِيكَ.

لِدَاوُدَ عِنْدَمَا ادَّعَى الْجُنُونَ أَمَامَ أَبِيمَالِكَ، فَصَرَفَهُ عَنْهُ، فَمَضَى آمِناً.

34 أُبَارِكُ الرَّبَّ فِي كُلِّ حِينٍ. تَسْبِيحُهُ دَائِماً فِي فَمِي. تَفْتَخِرُ نَفْسِي بِالرَّبِّ، فَيَسْمَعُنِي الْوُدَعَاءُ وَيَفْرَحُونَ. مَجِّدُوا الرَّبَّ مَعِي، وَلْنُعَظِّمِ اسْمَهُ مَعاً.

الْتَمَسْتُ الرَّبَّ فَأَجَابَنِي، وأَنْقَذَنِي مِنْ كُلِّ مَخَاوِفِي. الَّذِينَ تَطَلَّعُوا إِلَيْهِ اسْتَنَارُوا، وَلَمْ تَخْجَلْ وُجُوهُهُمْ قَطُّ. هَذَا الْمِسْكِينُ اسْتَغَاثَ، فَسَمِعَهُ الرَّبُّ وَأَنْقَذَهُ مِنْ جَمِيعِ ضِيقَاتِهِ. مَلاكُ الرَّبِّ يُخَيِّمُ حَوْلَ خَائِفِيهِ، وَيُنَجِّيهِمْ. ذُوقُوا وَانْظُرُوا مَا أَطْيَبَ الرَّبَّ. طُوبَى لِلرَّجُلِ الْمُتَوَكِّلِ عَلَيْهِ. اتَّقُوا الرَّبَّ يَا قِدِّيسِيهِ، لأَنَّهُ لَيْسَ عَوَزٌ لِمُتَّقِيهِ. 10 تَحْتَاجُ الأَشْبَالُ وَتَجُوعُ، وَأَمَّا طَالِبُو الرَّبِّ فَلَا يُعْوِزُهُمْ شَيْءٌ مِنَ الْخَيْرِ.

11 تَعَالَوْا أَيُّهَا الْبَنُونَ وَأَصْغُوا إِلَيَّ، فَأُعَلِّمَكُمْ مَخَافَةَ الرَّبِّ. 12 فَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَتَمَتَّعَ بِحَيَاةٍ سَعِيدَةٍ وَأَيَّامٍ طَيِّبَةٍ، 13 فَلْيَمْنَعْ لِسَانَهُ عَنِ الشَّرِّ وَشَفَتَيْهِ عَنْ كَلامِ الْغِشِّ 14 لِيَتَحَوَّلْ عَنِ الشَّرِّ وَيَفْعَلِ الْخَيْرَ. لِيَطْلُبِ السَّلامَ وَيَسْعَ لِلْوُصُولِ إِلَيْهِ 15 لأَنَّ الرَّبَّ يَرْعَى الأَبْرَارَ بِعِنَايَتِهِ وَيَسْتَجِيبُ إِلَى دُعَائِهِمْ. 16 وَلَكِنْ يَقِفُ ضِدَّ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الشَّرَّ لِيَسْتَأْصِلَ مِنَ الأَرْضِ ذِكْرَهُمْ. 17 يَسْتَغِيثُ الأَبْرَارُ، فَيَسْمَعُ لَهُمُ الرَّبُّ وَيُنْقِذُهُمْ مِنْ جَمِيعِ ضِيقَاتِهِمْ. 18 الرَّبُّ قَرِيبٌ مِنْ مُنْكَسِرِي الْقَلْبِ، وَيُخَلِّصُ مُنْسَحِقِي الرُّوحِ. 19 مَا أَكْثَرَ مَصَائِبَ الصِّدِّيقِ، وَلَكِنْ مِنْ جَمِيعِهَا يُنْقِذُهُ الرَّبُّ. 20 يَحْفَظُ عِظَامَهُ كُلَّهَا، فَلَا تُكْسَرُ وَاحِدَةٌ مِنْهَا. 21 الشَّرُّ يُمِيتُ الشِّرِّيرَ، وَالَّذِينَ يُبْغِضُونَ الصِّدِّيقَ يُعَاقَبُونَ. 22 الرَّبُّ يَفْدِي نُفُوسَ عَبِيدِهِ، وَكُلُّ مَنِ اعْتَصَمَ بِهِ يَنْجُو.

لِدَاوُدَ

35 يَا رَبُّ كُنْ خَصْماً لِمَنْ يُخَاصِمُونَنِي، وَحَارِبِ الَّذِينَ يُحَارِبُونَنِي. تَقَلَّدِ التُّرْسَ وَالدِّرْعَ وَهُبَّ لِنَجْدَتِي. جَرِّدْ رُمْحاً وَتَصَدَّ لِمُطَارِدِيَّ، وَقُلْ لِنَفْسِي: خَلاصُكِ أَنَا. لِيَخْزَ وَلْيَخْجَلِ السَّاعُونَ إِلَى قَتْلِي. لِيَنْهَزِمْ وَيَخْجَلِ الْمُتَوَاطِئُونَ عَلَى أَذِيَّتِي. لِيَكُونُوا مِثْلَ ذَرَّاتِ التِّبْنِ فِي مَهَبِّ الرِّيحِ. وَلْيَدْحَرْهُمْ مَلاكُ الرَّبِّ. لِتَكُنْ طَرِيقُهُمْ مُظْلِمَةً وَزَلِقَةً، وَلْيَتَعَقَّبْهُمْ مَلاكُ الرَّبِّ. فَإِنَّهُمْ مِنْ غَيْرِ سَبَبٍ أَخْفَوْا لِي شَبَكَةً فَوْقَ الْهُوَّةِ، وَمِنْ غَيْرِ عِلَّةٍ حَفَرُوا لِي حُفْرَةً. لِيُطْبِقِ الْهَلاكُ فَجْأَةً عَلَى عَدُوِّي، وَلْتُمْسِكْ بِهِ الشَّبَكَةُ الَّتِي أَخْفَاهَا، فَيَهْلِكَ فِيهَا. أَمَّا نَفْسِي فَتَفْرَحُ بِالرَّبِّ وَتَبْتَهِجُ بِخَلاصِهِ. 10 جَمِيعُ عِظَامِي تَقُولُ: يَا رَبُّ مَنْ مِثْلُكَ، المُخَلِّصُ الْمِسْكِينَ مِمَّنْ هُوَ أَقْوَى مِنْهُ وَمُنْقِذُ الْفَقِيرِ وَالْبَائِسِ مِنْ يَدِ نَاهِبِهِ؟

11 يَقُومُ عَلَيَّ شُهُودُ زُورٍ يَتَّهِمُونَنِي ظُلْماً بِمَا لَا أَعْلَمُ. 12 يُجَازُونَنِي عَنِ الْخَيْرِ شَرّاً إِتْعَاساً لِنَفْسِي. 13 أَمَّا أَنَا فَقَدْ لَبِسْتُ الْمِسْحَ حُزْناً عَلَى مَرَضِهِمْ، وَأَذْلَلْتُ نَفْسِي بِالصَّوْمِ، وَلَكِنَّ صَلاتِي كَانَتْ تَرْتَدُّ إِلَى صَدْرِي مِنْ غَيْرِ اسْتِجَابَةٍ. 14 لَقَدْ عَامَلْتُ كُلًّا مِنْهُمْ كَأَنَّهُ صَدِيقِي وَأَخِي، وَأَطْرَقْتُ حُزْناً كَمَنْ يَنْدُبُ أُمَّهُ. 15 وَأَمَّا هُمْ فَشَمِتُوا فَرَحاً عِنْدَ سَقْطَتِي، وَتَجَمَّعُوا عَلَيَّ شَاتِمِينَ، وَشَرَعَ غُرَبَاءُ لَا أَعْرِفُهُمْ يَضْرِبُونَنِي. مَزَّقُونِي وَلَمْ يَرْتَدِعُوا. 16 كَفُجَّارٍ مَاجِنِينَ مُجْتَمِعِينَ حَوْلَ وَلِيمَةٍ حَرَّقُوا عَلَيَّ أَسْنَانَهُمْ.

17 يَا سَيِّدُ، حَتَّى مَتَى تَظَلُّ مُتَفَرِّجاً؟ نَجِّ نَفْسِي مِنْ مَهَالِكِهِمْ وَخَلِّصْ حَيَاتِي مِنْ بَيْنِ الأَشْبَالِ. 18 أَشْكُرُكَ فِي جَمَاعَةِ الْعَابِدِينَ، وَأَحْمَدُكَ فِي وَسَطِ حُشُودٍ كَثِيرَةٍ. 19 لَا يَشْمَتْ بِي أَعْدَائِي بِحُجَّةٍ بَاطِلَةٍ، وَلَا يَتَغَامَزْ مُبْغِضِيَّ عَلَيَّ، بِغَيْرِ عِلَّةٍ. 20 فَإِنَّهُمْ لَا يَتَكَلَّمُونَ بِالسَّلامِ، وَلَكِنَّهُمْ يَتَآمَرُونَ بِمَكْرٍ لِلإِيقَاعِ بِالْمُسَالِمِينَ السَّاكِنِينَ فِي الأَرْضِ. 21 فَغَرُوا علَيَّ أَفْوَاهَهُمْ عَلَى وِسْعِهَا، وَقَالُوا: «هَهْ! هَهْ! قَدْ رَأَيْنَا بِأَعْيُنِنَا (مَا فَعَلْتَ).» 22 قَدْ رَأَيْتَ يَا رَبُّ ذَلِكَ. لَا تَسْكُتْ وَلَا تَبْتَعِدْ عَنِّي. 23 انْهَضْ يَا إِلَهِي وَسَيِّدِي وَاسْتَيْقِظْ لإِحْقَاقِ حَقِّي وَإِنْصَافِ دَعْوَايَ. 24 احْكُمْ بِبَرَاءَتِي يَا رَبُّ يَا إِلَهِي حَسَبَ عَدْلِكَ، وَلَا تَدَعْهُمْ يَشْمَتُونَ بِي. 25 لِئَلّا يَقُولُوا فِي أَنْفُسِهِمْ: «هَهْ! قَدْ ظَفِرْنَا بِهِ» أَوْ يَقُولُوا: «قَدِ ابْتَلَعْنَاهُ!» 26 لِيَخْزَ وَيَخْجَلْ جَمِيعُ الشَّامِتِينَ بِي فِي مُصِيبَتِي. لِيَرْتَدِ الْمُتَعَظِّمُونَ عَلَيَّ لِبَاسَ الْخِزْيِ وَالْعَارِ. 27 وَلْيَهْتِفِ الْمَسْرُورُونَ بِبِرِّي بِهُتَافِ الْفَرَحِ وَالابْتِهَاجِ، قَائِلِينَ فِي كُلِّ حِينٍ: «لِيَتَمَجَّدِ الرَّبُّ الَّذِي يَبْتَهِجُ بِنَجَاحِ عَبْدِهِ». 28 فَيُذِيعَ لِسَانِي عَدْلَكَ، وَيَتَرَنَّمَ بِحَمْدِكَ النَّهَارَ كُلَّهُ.

لِقَائِدِ الْمُنْشِدِينَ، لِعَبْدِ الرَّبِّ دَاوُدَ

36 يُنْبِئُنِي قَلْبِي فِي دَاخِلِي بِمَعْصِيَةِ الشِّرِّيرِ، الَّذِي لَا يَرْتَدِعُ خَوْفاً مِنَ اللهِ.

الجُزءُ الأوَّلُ

(المَزَامِيرُ 1‏-41)

هَنِيئًا لِلإنْسَانِ الَّذِي لَمْ يَمْشِ حَسَبَ نَصِيحَةِ الأشْرَارِ،
وَعَلَى طَرِيقِ الخُطَاةِ لَمْ يَقِفْ،
وَلَمْ يُخَالِطِ المُسْتَهْزِئِينَ.
لَكِنَّهُ يُحِبُّ شَرِيعَةَ اللهِ.
وَيَتَأمَّلُ تَعَالِيمَهُ لَيلَ نَهَارٍ.
فَهُوَ كَشَجَرَةٍ مَغْرُوسَةٍ قُرْبَ جَدَاوِلِ المِيَاهِ،
تُنتِجُ ثَمَرَهَا فِي وَقْتِهِ،
وَأوْرَاقُهَا لَا تَذْبُلُ أبَدًا،
وَيَنْجَحُ كُلُّ مَا يَفْعَلُهُ.

أمَّا الأشْرَارُ فَلَيْسُوا كَذَلِكَ،
بَلْ هُمْ كَبَقَايَا التِّبْنِ تُطَيِّرُهُ الرِّيحُ.
لِهَذَا لَا يُبَرَّأُ الأشْرَارُ عِنْدَ المُحَاكَمَةِ.
وَلَا يُحْسَبُ الخُطَاةُ بَيْنَ جَمَاعَةِ الأبْرَارِ.
لِأنَّ اللهَ يُرْشِدُ المُسْتَقِيمِينَ وَيَحْمِيهِمْ،
أمَّا الأشْرَارُ فَيَهْلِكُونَ.

لِمَاذَا تَتآمَرُ الأُمَمُ،
وَلِمَاذَا تُدَبِّرُ الشُّعُوبُ المَكَائِدَ عَبَثًا؟
أعَدَّ مُلُوكُ الأرْضِ أنْفُسَهُمْ لِلمَعرَكَةِ.
وَاجتَمَعَ الحُكَّامُ مَعًا عَلَى اللهِ وَعَلَى مَسِيحِهِ.[a]
يَقُولُونَ:
«لِنَتَخَلَّصْ مِنْ قُيُودِهِمْ،
وَلْنُلْقِ بِهَا بَعِيدًا عَنَّا!»

الجَالِسُ فِي السَّمَاءِ يَضْحَكُ،
اللهُ يَهْزَأُ بِهِمْ.
ثُمَّ يَتَحَدَّثُ إلَيْهِمْ فِي غَضَبِهِ،
وَبِسَخَطِهِ يُفزِعُهُمْ وَيَقُولُ:
«قَدْ نَصَّبْتُ مَلِكِي فِي صِهْيَوْنَ – جَبَلِي المُقَدَّسِ.»

دَعُونِي أُخبِرُكُمْ بِمَا
قَضَى بِهِ اللهُ.
قَالَ لِي: «أنْتَ ابْنِي،
وَأنَا اليَوْمَ وَلَدْتُكَ!
اطلُبْ، وَسَأجْعَلُ جَمِيعَ الشُّعُوبِ مِيرَاثًا لَكَ،
وَأطرَافَ الأرْضِ مِلْكًا لَكَ.
سَتَحْكُمُهَا بِصَولَجَانٍ مِنْ حَدِيدٍ،
وَتُكَسِّرُهَا كَآنِيَةِ الفَخَّارِ.»

10 وَالْآنَ، تَعَقَّلُوا أيُّهَا المُلُوكُ.
وَخُذُوا بِنَصِيحَتِي يَا قَادَةَ الأرْضِ.
11 اخدِمُوا اللهَ بِخَوْفٍ وَتَوْقِيرٍ.
ارتَعِدُوا أمَامَهُ ارتِعَادًا.
12 اخضَعُوا لِلِابْنِ لِئَلَّا يَغْضَبَ، فَتَهْلِكُوا!
لِأنَّ غَضَبَهُ يُوشِكُ أنْ يَنْفَجِرَ.
هَنِيئًا لِلمُتَّكِلِينَ عَلَيْهِ.

مَزْمُورٌ لِدَاوُدَ[b] عِنْدَمَا هَرَبَ مِنَ ابْنِهِ أبْشَالُوم.

ضِيقَاتِي كَثِيرَةٌ يَا اللهُ.
فَقَدْ قَامَ عَلَيَّ كَثِيرُونَ.
كَثِيرُونَ يَتَآمَرُونَ ضِدِّي.
وَيَقُولُونَ: «لَنْ يُخَلِّصَهُ اللهُ.» سِلَاهْ[c]

لَكِنَّكَ يَا اللهُ تُرسِي.
أنْتَ مَجْدِي.
أنْتَ مَنْ يَرْفَعُ رَأسِي.

بِصَوْتِي أدعُو اللهَ،
وَهُوَ يُجِيبُنِي مِنْ جَبَلِهِ المُقَدَّسِ. سِلَاهْ

اسْتَلْقَيتُ وَنِمْتُ.
وَهَا قَدِ استَيْقَظْتُ،
لِأنَّ اللهَ يَسْنِدُنِي!
فَلَا أخَافُ مِنْ
عَشَرَاتِ الأُلُوفِ الَّذِينَ أحَاطُوا بِي.

قُمْ يَا اللهُ![d]
قُدْنِي يَا إلَهِي إلَى النَّصْرِ!
عِنْدَمَا تَضْرِبُ كُلَّ أعْدَائِي
عَلَى وُجُوهِهِمْ،
سَتُكَسِّرُ كُلَّ أسنَانِ هَؤُلَاءِ الأشْرَارِ.

الِانْتِصَارُ مِنَ اللهِ!
لِتَكُنْ بَرَكَتُكَ عَلَى شَعْبِكَ! سِلَاهْ

لِقَائِدِ المُرَنِّمِينَ عَلَى آلَاتٍ وَتَرِيَّةٍ. مَزْمُورٌ لِدَاوُدَ.

أجِبْنِي يَا إلَهِي الصَّالِحَ عِنْدَمَا أدعُوكَ.
فِي الضِّيقِ أعْطِنِي فُسْحَةً وَرَاحَةً!
ارحَمْنِي وَاسْمَعْ صَلَاتِي.

حَتَّى مَتَى أيُّهَا النَّاسُ
تُحَوِّلُونَ كَرَامَتِي عَارًا؟
تَعْشَقُونَ الأقَاوِيلَ الفَارِغَةَ،
وَتُفَتِّشُونَ عَنْ أكَاذِيبَ ضِدِّي. سِلَاهْ

فَاعلَمُوا أنَّ اللهَ
يُصْغِي إلَى تَابِعِهِ الأمِينِ!
اللهُ يَسْمَعُنِي
عِنْدَمَا أدعُوهُ!

لَا تَجْعَلُوا غَضَبَكُمْ يَجُرَّكُمْ إلَى الخَطِيَّةِ.[e]
تَفَكَّرُوا فِي مَا حَدَثَ بِصَمتٍ عَلَى فِرَاشِكُمْ. سِلَاهْ

قَدِّمُوا الذَّبَائِحَ اللَّائِقَةَ،
وَاتَّكِلُوا عَلَى اللهِ!

كَثِيرُونَ يَقُولُونَ:
«مَنْ يُرِينَا خَيْرًا؟»
ارفَعْ عَلَيْنَا نُورَ وَجْهِكَ يَا اللهُ.
وَضَعْتَ فِي قَلْبِي سَعَادَةً
أعْظَمَ مِنَ الفَرَحِ
بِأغنَى مَوَاسِمِ حَصَادِ القَمْحِ وَالنَّبِيذِ.
فِي سَلَامٍ كَامِلٍ أستَلْقِي وَأنَامُ.
لِأنَّكَ وَحْدَكَ يَا اللهُ
تَجْعَلُنِي أستَلْقِي فِي أمَانٍ!

لِقَائِدِ المُرَنِّمِينَ عَلَى آلَاتِ النّفخِ. مَزْمُورٌ لِدَاوُدَ.

اسْمَعْ كَلِمَاتِي يَا اللهُ!
وَانتَبِهْ إلَى شَكْوَايَ.
إلَهِي وَمَلِكِي، اسْتَمِعْ لِي وَأنَا أصرُخُ إلَيْكَ،
لِأنِّي إلَيْكَ أُصَلِّي.
كُلَّ صَبَاحٍ أُسْمِعُ صَلَاتِي إلَيْكَ يَا اللهُ،
أُصَلِّي إلَيْكَ وَأنتَظِرُ.

لَسْتَ إلَهًا يُسَرُّ بِالشَّرِّ،
وَالأشْرَارُ لَا يَخْشَوْنَكَ.
وَالحَمقَى[f] لَا يَقِفُونَ قُدَّامَكَ!
أنْتَ تَرْفُضُ فَاعِلِي الشَّرَّ.
يُهلِكُ المُتَكَلِّمِينَ بِالأكَاذِيبِ.
يَمْقُتُ اللهُ القَتَلَةَ الَّذِينَ يَتَآمَرُونَ عَلَى الآخَرِينَ.

أمَّا أنَا فَبِرَحمَتِكَ آتِي إلَى بَيْتِكَ.
أنحَنِي عَابِدًا تُجَاهَ هَيْكَلِكَ المُقَدَّسِ
فِي خَوفٍ وَمَهَابَةٍ.
أرْشِدْنِي يَا اللهُ إلَى بِرِّكَ،
فأنَا مُحَاطٌ بِالأعْدَاءِ.
اجعَلْ طَرِيقَكَ مُسْتَقِيمًا أمَامِي.

هُمْ لَا يَنْطِقُونَ بِالحَقِّ،
فَإنَّ قُلُوبَهُمْ دَمَارٌ.
أفوَاهُهُمْ أشبَهُ بِقُبُورٍ مَفتُوحَةٍ.
يَخْدَعُونَ النَّاسَ بِألسِنَتِهِمُ النَّاعِمَةِ.
10 عَاقِبْهُمْ يَا اللهُ!
مُؤَامَرَاتُهُمْ سَتُدَمِّرُهُمْ.
اسْحَقْهُمْ يَا اللهُ بِسَبَبِ كَثْرَةِ مَعَاصِيهِمْ.
لِأنَّهُمْ تَمَرَّدُوا عَلَيْكَ.
11 أمَّا الَّذِينَ يَتَّكِلُونَ عَلَيْكَ فَسَيَفْرَحُونَ!
إلَى الأبَدِ سَيَبْتَهِجُونَ.
احْمِ مُحِبِّي اسْمِكَ،
فَيَبْتَهِجُونَ بِكَ.
12 حِينَ تُبَارِكُ المُسْتَقِيمِينَ يَا اللهُ،
فَكَأنَّكَ سِيَاجٌ يُحِيطُ بِهِمْ.

لِقَائِدِ المرنّمين عَلَى آلَاتٍ وَتَرِيَّةٍ، مَصحُوبَةً بِالشِّمِنِيتِ. مَزْمُورٌ لِدَاوُدَ.

لَا تُوَبِّخْنِي يَا اللهُ فِي غَضَبِكَ!
لَا تُؤَدِّبْنِي وَأنْتَ سَاخِطٌ.
ارحَمْنِي يَا اللهُ فَأنَا ضَعِيفٌ،
اشفِنِي لِأنَّ عِظَامِي تَتَوَجَّعُ.

نَفْسِي تَرْتَعِدُ ارتِعَادًا.
فَحَتَّى مَتَى يَا اللهُ لَا تُعَزِّينِي.
ارْجِعْ يَا اللهُ وَأنْقِذْني،
خَلِّصْنِي بِمَحَبِّتِكَ وَرَحْمَتِكَ الدِّائِمَتَيْنِ.
لِأنَّ النَّاسَ لَا يُكرِمُونَ اسْمَكَ فِي عَالَمِ الأمْوَاتِ.
النَّاسُ فِي القُبُورِ لَا يُسَبِّحُونَكَ!

أنْهَكْتُ نَفْسِي طَوَالَ اللَّيلِ
بِأنِينِي وَتَنَهُّدِي،
حَتَّى غَرِقَ فِرَاشِي بِالدُّمُوعِ.
ذَبُلَتْ عَيْنَايَ مِنَ الحُزنِ،
وَتَعِبَتْ مِنْ كَثرَةِ الأعْدَاءِ.

ابْتَعِدُوا عَنِّي كُلُّكُمْ يَا فَاعِلِي الإثْمِ!
لِأنَّ اللهَ قَدْ سَمِعَ صَوْتَ صُرَاخِي.
سَمِعَ اللهُ تَضَرُّعَاتِي،
وَقَبِلَ صَلَاتِي.

10 سَيُذَلُّ أعْدَائِي وَيَرْتَعِدُونَ جِدًّا.
نَعَمْ، سَيَتَرَاجَعُونَ أذِلَّاءَ فَجْأةً.

مَزْمُورٌ لِدَاوُدَ غَنَّاهُ للهِ مُشِيرًا إلَى كُوشٍ البَنْيَامِينِيِّ.

يَا إلَهِي، عَلَيْكَ أتَّكِلُ.
خَلِّصْنِي مِنْ كُلِّ مُضْطَهِدِيَّ.
أنقِذْنِي.
لِئَلَّا يُمَزِّقُونِي كَأسَدٍ،
فَأتَمّزَّقَ وَلَا مُنقِذَ لِي!

يَا إلَهِي،
إنْ كُنْتُ قَدِ اقتَرَفْتُ السَّيِّئَاتِ،
وَإنْ اقتَرَفَتْ يَدَايَ شَرًّا،
إنْ كُنْتُ قَدْ أسَأتُ إلَى مَنْ يُسَالِمُنِي،
وَإنْ غَنِمْتُ غَنَائِمَ مِنْ عَدُوِّي بِلَا سَبَبٍ،
فَلَيتَ عَدُوِّي يَسْعَى إلَى قَتلِي،
وَيُمسِكُ بِي وَيَدُوسُ حَيَاتِي فِي الأرْضِ!
وَيَضَعُ نَفْسِي وَكَرَامَتِي فِي التُّرَابِ. سِلَاهْ[g]

قُمْ يَا اللهُ[h] وَأظْهِرْ غَضَبَكَ!
وَتَصَدَّ لِأعْدَائِي الغَاضِبِينَ!
أيِّدْنِي بِالعَدْلِ الَّذِي أوْصَيتَنَا بِهِ!
لِتَجْتَمِعْ حَوْلَكَ الشُّعُوبُ،
وَلْتَرْتَفِعْ عَلَيْهَا قَاضِيًا.
اللهُ هُوَ مَنْ يَدِينُ الشُّعُوبَ.
فَاقْضِ لِي يَا اللهُ
حَسَبَ صَلَاحِي وَنَزَاهَتِي.
اقطَعْ شَرَّ الأشْرَارِ
وَأعِنِ المُستِقِيمَ.
فَأنْتَ أيُّهَا الإلَهُ البَارُّ،
فَاحِصُ الأفكَارِ وَالقُلُوبِ.

10 تُرسِي هُوَ اللهُ،
مُخَلِّصُ الصَّالِحِينَ الأُمَنَاءَ.
11 اللهُ قَاضٍ عَادِلٌ.
وَهُوَ يَدِينُ الأشْرَارَ عَلَى الدَّوَامِ.
12 فَإذَا لَمْ يَتُبِ الشِّرِّيرُ إلَى اللهِ،
سَيَسْتَلُّ اللهُ سَيفَهُ،
وَيَسْحَبُ قَوْسَهُ القَوِيَّ وَيُصَوِّبُ إلَيْهِ.
13 أعَدَّ اللهُ أسلِحَتَهُ المُمِيتَةَ لِلشِّرِّيرِ،
مُسْتَخْدِمًا حَتَّى سِهَامًا نَارِيَّةً.

14 هَا هُوَ الشِّرِّيرُ يَحْمِلُ الشَّرَّ.
يَحْبَلُ بِأعْمَالِ الأذَى،
وَيَلِدُ الخِدَاعَ.
15 قَدْ يَحْفِرُ إنْسَانٌ حُفرَةً وَيُغَطِّيهَا لِتَكُونَ فَخًّا.
فَيَقَعُ هُوَ فِيهَا.
16 يَهْوِي عَلَى رَأسِهِ الفَخُّ الَّذِي صَنَعَهُ.
وَعَلَى جُمجُمَتِهِ يَقَعُ عُنْفُهُ وَظُلْمُهُ.

17 أسَبِّحُ اللهَ حَسَبَ بِرِّهِ.
أُرَنِّمُ مَزَامِيرَ إكْرَامًا لِاسْمِ اللهِ العَلِيِّ.

لِقَائِدِ المرنّمين عَلَى الجَتِّيَّةِ. مَزْمُورٌ لِدَاوُدَ.

يَا اللهُ، رَبَّنَا،
لَكَ أرْوَعُ اسْمٍ فِي كُلِّ الكَوْنِ!
لَكَ يُقَدَّمُ التَّسبِيحُ عَبْرَ السَّمَاوَاتِ.

مِنْ أفوَاهِ الأطْفَالِ وَالرُّضَّعِ،
أسَّسْتَ تَسْبِيحًا فِي وَجْهِ مُقَاوِميكَ،
لِكَي تُخرِسَ أعْدَاءَكَ،
وَالسَّاعِينَ إلَى الِانْتِقَامِ.

عِنْدَمَا أرَى السَّمَاوَاتِ الَّتِي صَنَعَتْهَا أصَابِعِكَ.
وَالقَمَرَ وَالنُّجُومَ الَّتِي وَضَعْتَهَا فِي أمَاكِنِهَا،
أُقُولُ: مَا هِيَ أهَمِّيَّةُ الإنْسَانِ حَتَّى تُفَكِّرَ بِهِ،
وَمَا أهَمِّيَّةُ ابنِ الإنْسَانِ حَتَّى تَهْتَمَّ بِهِ؟

جَعَلْتَهُ لِوَقْتٍ قَلِيلٍ أدنَى مِنَ الكَائِنَاتِ السَّمَاوِيَّةِ
وَتَوَّجْتَهُ بِالمَجْدِ وَالكَرَامَةِ.
وَكَّلْتَهُ عَلَى كُلِّ مَا صَنَعْتَ.
وَأخضَعْتَ كُلَّ الأشْيَاءِ تَحْتَ قَدَمَيهِ.
يَحْكُمُ الأغْنَامَ وَالمَوَاشِي كُلَّهَا،
وَالحَيَوَانَاتِ البَرِّيَّةَ،
وَالطُّيُورَ فِي السَّمَاءِ،
وَالأسمَاكَ السَّابِحَةَ فِي مَسَالِكِ البِحَارِ.
يَا اللهُ، رَبَّنَا، لَكَ أروَعُ اسْمٍ فِي كُلِّ الكَوْنِ!

لِقَائِدِ المرنّمين عَلَى لَحْنِ «مَوْتِ الِابْنِ.» مَزْمُورٌ لِدَاوُدَ.

بِكُلِّ قَلْبِي سَأُسَبِّحُ اللهَ.
سَأُعَدِّدُ كُلَّ أعْمَالِهِ العَجِيبَةِ.
بِكَ سَأسعَدُ وَأبتَهِجُ أيُّهَا العَلِيُّ.
وَأُرَنِّمُ مَزَامِيرَ تَسْبِيحًا لِاسْمِكَ.
بِفَضْلِكَ يَرْتَدُّ أعْدَائِي وَيَفِرُّونَ،
وَيَسْقُطُونَ وَيُقتَلُونَ أمَامَكَ.

فَإنَّكَ قَضَيتَ لِي،
جَلَسْتَ عَلَى الكُرسِيِّ قَاضِيًا عَادِلًا.
وَبَّخْتَ الأُمَمَ الغَرِيبَةَ.
أهْلَكْتَ الأشْرَارَ،
وَمَحَوْتَ اسْمَهُمْ إلَى أبَدِ الآبِدِينَ.
قُضِيَ عَلَى العَدُوِّ!
خَرِبَتْ إلَى الأبَدِ مُدُنُهُمْ.
اسْتَأْصَلْتَهُمْ مِنْهَا.
أبَدْتَ كُلَّ ذِكْرٍ لَهُمْ.

أمَّا اللهُ، فَعَلَى عَرْشِهِ إلَى الأبَدِ.
جَعَلَ عَرْشَهُ كُرسِيَّ عَدلٍ.
وَهُوَ يَدِينُ العَالَمَ بِعَدلٍ.
يَدِينُ الأُمَمَ بِاسْتِقَامَةٍ.
فَلْيَكُنِ اللهُ مَلجَأً لِلمَسحُوقِينَ،
مَلجَأً لَهُمْ فِي أزمِنَةِ الشِّدَّةِ.

10 وَيَتَّكِلُ عَلَيْكَ عَارِفُو اسْمِكَ،
لِأنَّ اللهَ لَا يَتَخَلَّى عَنِ الَّذِينَ يَسْتَعِينُونَ بِهِ.

11 رَنِّمُوا تَرَانِيمَ تَسْبِيحٍ للهِ
السَّاكِنِ عَلَى جَبَلِ صِهْيَوْنَ.
حَدِّثُوا الشُّعُوبَ عَنْ أعْمَالِهِ العَجِيبَةِ.
12 لَا يَنْسَى اللهُ السَّاعِينَ إلَى الحُصُولِ عَلَى حَقِّهِمْ.
لَا يَنْسَى المَسَاكِينَ المُتَّضِعِينَ
الصَّارِخِينَ إلَيْهِ.

13 ارحَمْنِي يَا اللهُ!
انْظُرْ كَيْفَ يَضْطَهِدُنِي أعْدَائِي.
أنْتَ مَنْ يَرْفَعُنِي مِنْ أبوَابِ المَوْتِ.
14 خَلِّصْنِي لِكَي أُرَنِّمَ تَسَابِيحَكَ
عِنْدَ أبوَابِ العَزيزَةِ صِهْيَوْنَ[i]
وَأبتَهِجَ بِخَلَاصِكَ.

15 وَقَعَتِ الشُّعُوبُ فِي الحُفْرَةِ الَّتِي حَفَرَتْهَا.
عَلِقَتْ أقْدَامُهُمْ فِي الشَّبَكَةِ.
16 لِيَعْرِفَ النَّاسُ أنَّ اللهَ عَادِلٌ.
يَعْلَقُ الأشرَارُ بِالمَصَائِدِ
الَّتِي يَصْنَعُونَهَا لِلآخَرِينَ.
خَلِّصْنِي مِنَ المَوْتِ.
هِيجَّايُونَ[j] سِلَاهْ[k]

17 لَيْتَ الأشْرَارَ، كُلُّ الَّذِينَ نَسُوا اللهَ،
يَمْضُونَ إلَى المَوْتِ.
18 لِأنَّ الفُقَرَاءَ المُحْتَاجِينَ لَنْ يُنْسَوْا إلَى الأبَدِ.
وَآمَالُ البَائِسِينَ لَنْ تُحَطَّمَ إلَى الأبَدِ.

19 قُمْ يَا اللهُ.[l]
لَا تَدَعْ هَؤُلَاءِ النَّاسَ يَتَقَوَّوْا!
وَلْتُحَاكَمِ الشُّعُوبُ فِي حَضْرَتِكَ.
20 ضَعْ فِيهِمْ فَزَعًا يَا اللهُ،
فَتَعْرِفَ هَذِهِ الشُّعُوبُ أنَّهُمْ مُجَرَّدُ بَشَرٍ! سِلَاهْ

10 لِمَاذَا، يَا اللهُ، تَبْقَى بَعِيدًا هَكَذَا،
صَامِتًا فِي زَمَانِ الضِّيقِ؟
يُخَطِّطُ الأشْرَارُ المُتَكَبِّرُونَ لِلشَّرِّ.
وَيَسْقُطُ المَسَاكِينُ فِي فَخِّ مَكَائِدِ الأشْرَارِ.
حَقًّا يَفْتَخِرُ الأشْرَارُ بِرَغَبَاتِهِمُ الشِّرِّيرَةِ لِلَّذَّاتِ.
وَالجَشِعُونَ يَلْعَنُونَ وَيَحْتَقِرُونَ اللهَ.
عِنْدَمَا يَغْضَبُ الأشْرَارُ،
فَإنَّهُمْ لَا يَطْلُبُونَ فِي تَكَبُّرِهِمْ مَشُورَةَ اللهِ.
لَا مَكَانَ للهِ فِي خُطَطِهِمْ.
يَفْعَلُ الأشْرَارُ دَوْمًا أُمُورًا مُلتَوِيَةً.
وَهُمْ لَا يَرَوْنَ أحكَامُكَ وَتَعْلِيمَكَ.
لَكِنَّكَ تَسْخَرُ بِهِمْ.
يَقُولُونَ فِي قُلُوبِهِمْ إنَّهُمْ لَنْ يَفْشَلُوا،
وَلَنْ يَحْدُثَ لَهُمْ سُوءٌ أبَدًا.
أفوَاهُهُمْ مَملوءَةٌ بِاللَّعَنَاتِ وَالمَكرِ وَالتَّهدِيدِ،
وَتَحْتَ ألسِنَتِهِمْ شَقَاءٌ وَشَرٌّ.
يَكْمُنُونَ فِي الأزِقَّةِ لِيَغتَالُوا الأبرِيَاءَ.
يَقْبَعُونَ فِي السِّرِّ
مُتَرَقِّبِينَ مُرُورَ المَسْكِينِ.
يَكْمُنُونَ كَأسَدٍ فِي عَرِينِهِ.
يَخْتَبِئُونَ لِيُمسِكُوا بِالمَسَاكِينِ.
لِيُمسِكُوهُمْ وَيَجُرُّوهُمْ فِي شَبَكَتِهِمْ.
10 يَنْطَرِحُ المَسَاكِينُ أيْضًا
مِنْ بَطشِ الأشْرَارِ.
11 يَقُولُ المَسَاكِينُ فِي أنْفُسِهِمْ:
«اللهُ نَسِيَنَا. يَتَجَاهَلُنَا وَلَا يَرَى مَا يَحْدُثُ لَنَا.»

12 قُمْ يَا اللهُ.
ارفَعْ يَدَكَ لِتُعَاقِبَهُمْ.
لَا تَنْسَ المَسَاكِينَ.

13 لِمَاذَا يُهِينُ الشِّريرُ اللهَ وَيَقُولُ لِنَفْسِهِ:
«لَنْ يُحَاسِبَنِي اللهُ عَلَى مَا فَعَلْتُ»؟
14 لَكِنَّكَ تَرَى يَا اللهُ مَا يَحْدُثُ.
تَرَى كُلَّ الضِّيقِ وَالألَمِ!
وَتَمُدُّ يَدَكَ لِتُسَاعِدَ البُؤَسَاءَ.
أنْتَ مُعِينُ مَنْ لَا مُعِينَ لَهُ!

15 اكسِرْ يَا اللهُ ذِرَاعَ الشِّرِّيرِ!
حَطِّمْ مَا فَعَلَهُ مِنْ شَرٍّ
فَلَا يَبْقَى لَهُ أثَرٌ!
16 اللهُ مَلِكٌ إلَى أبَدِ الآبِدِينَ!
وَسَتُقطَعُ الأُمَمُ الشِّرِّيرَةُ مِنْ أرْضِهِ!
17 اسْمَعْ يَا اللهُ مَطلَبَ المَسَاكِينِ المُتَّضِعِينَ.
شَجِّعْهُمْ! اسْتَمِعْ إلَى صَلَوَاتِهِمْ.
18 أنصِفِ الأيتَامَ وَالمُضطَهَدِينَ،
فَلَا يَعُودُ الإنْسَانُ، الَّذِي هُوَ مِنَ الأرْضِ،
يُرْعِبُهُمْ.

لِقَائِدِ المُرَنِّمِينَ، مَزْمُورٌ لِدَاوُدَ.[m]

11 عَلَى اللهِ أتَّكِلُ.
فَكَيْفَ تَقُولُونَ لِي:
«اهرُبْ كَعَصفُورٍ إلَى جَبَلِكَ!»

فَالأشرَارُ يَخْتَبِئُونَ فِي الظَّلَامِ،
يَمُدُّونَ أقوَاسَهُمْ
وَيُسَدِّدُونَ سِهَامَهُمْ
لِيُصِيبُوا أحشَاءَ الإنْسَانِ المُسْتَقِيمِ.
مَاذَا يَفْعَلُ الصَّالِحُونَ إذَا هَوَتِ الأسَاسَاتُ؟

اللهُ فِي هَيْكَلِهِ المُقَدَّسِ.
عَرشُ اللهِ فِي السَّمَاءِ
وَهُوَ يَرَى كُلَّ مَا يَفْعَلُهُ البَشَرُ.
يَمْتَحِنُ اللهُ الصَّالِحِينَ،
لَكِنَّهُ يُبغِضُ الأشرَارَ العُنَفَاءَ،
وَيُمطِرُ عَلَيْهِمْ نَارًا وَكِبرِيتًا.
وَرِيحٌ لَافِحَةٌ هِيَ كُلُّ نَصِيبِهِمْ.
اللهُ عَادِلٌ وَيُحِبُّ الصَّالِحِينَ.
وَسَيُبصِرُ المُسْتَقِيمُونَ وَجْهَهُ.

لِقَائِدِ المُرَنِّمِينَ عَلَى الشِّيمِنِيتِ. مَزْمُورٌ لِدَاوُدَ.

12 نَجِّنِي يَا اللهُ!
فَقَدْ تَلَاشَى الأتقِيَاءُ!
وَاختَفَى كُلُّ الأُمَنَاءِ مِنْ بَينِهِمْ.
لَا يَتَحَدَّثُ النَّاسُ إلَّا بِالتَّوَافِهِ.
وَلَا يُفَكِّرُونَ إلَّا بِأكَاذِيبِ النِّفَاقِ.
هَذَا مَا يُحَدِّثُ بِهِ بَعْضُهُمْ بَعْضًا!
لَيْتَ اللهَ يَقْطَعُ تِلْكَ الشِّفَاهَ الكَاذِبَةَ،
وَتِلْكَ الألسِنَةَ المُتَفَاخِرَةَ.

يَقُولُونَ:
«نَعْرِفُ كَيْفَ نَسْتَخْدِمُ ألسِنَتَنَا وَنَنتَصِرُ.
شِفَاهُنَا تَحْتَ سَيطَرَتِنَا، فَمَنْ يَتَسَيَّدَ عَلَيْنَا؟»

«لِأنَّ المَسَاكِينَ قَدْ سُلِبُوا،
وَالبَائِسِينَ يَئِنُّونَ ألَمًا،
سَأقُومُ، يَقُولُ اللهُ.
سَأُعْطِيهِمُ الأمَانَ الَّذِي يَتُوقُونَ إلَيْهِ.»

وُعُودُ اللهِ نَقِيَّةٌ،
مِثْلَ الفِضَّةِ المُصَفَّاةِ فِي فُرنٍ،
المُنَقَّاةِ سَبْعَ مَرَّاتٍ.
احْمِ المَسَاكِينَ يَا اللهُ.
وَاحفَظْهُمْ مِنْ هَذَا الجِيلِ الشِّرِّيرِ إلَى الأبَدِ.
يَختَالُ الأشرَارُ حَوْلَنَا.
حِينَ يُمْتَدَحُ مَا هُوَ تَافِهٌ بَيْنَ البَشَرِ.

لِقَائِدِ المُرَنِّمِينَ، مَزْمُورٌ لِدَاوُد.

13 حَتَّى مَتَى تَنسَانِي يَا اللهُ؟ أإلَى الأبَدِ؟
حَتَّى مَتَى تُشِيحُ بِوَجْهِكَ عَنِّي؟
حَتَّى مَتَى يَنْبَغِي أنْ أُصَارِعَ
هَذِهِ الأفكَارَ فِي نَفْسِي؟
حَتَّى مَتَى أحمِلُ هَذَا الحُزْنَ فِي قَلْبِي
طَوَالَ النَّهَارِ؟
حَتَّى مَتَى يَتَسَلَّطُ عَدُوِّي عَلَيَّ؟

اللهُ، يَا إلَهِي، التَفِتْ إلَيَّ! أجِبْنِي.
أنِرْ عَينَيَّ وَإلَّا مِتُّ!
أجِبْنِي لِئَلَّا يَقُولَ عَدُوِّي:
«قَضَيتُ عَلَيْهِ!»
إنْ تَعَثَّرْتُ وَسَقَطتُ، سَيَبْتَهِجُ خُصُومِي.

أمَّا أنَا، فَأتَّكِلُ عَلَى مَحَبَّتِكَ المُخْلِصَةِ!
يَبْتَهِجُ قَلْبِي بِخَلَاصِكَ
سَأُرَنِّمُ للهِ،
لِأنَّهُ اهتَمَّ بِي كَثِيرًا.

لِقَائِدِ المُرَنِّمِينَ، مَزْمُورٌ لِدَاوُدَ.

14 يَقُولُ الأحْمَقُ فِي قَلْبِهِ: «اللهُ غَيْرُ مَوجُودٍ!»
الحَمْقَى يُخَرِّبونَ.
يَفْعَلُونَ أُمُورًا مُلتَوِيَةً.
وَلَيْسَ فِيهِمْ مَنْ يَعْمَلُ عَمَلًا صَالِحًا.

مِنَ السَّمَاءِ نَظَرَ اللهُ إلَى البَشَرِ،
لِيَرَى إنْ كَانَ بَيْنَهُمْ أيُّ حَكِيمٍ،
إنْ كَانَ هُنَاكَ مَنْ يَطْلُبُهُ.
لَكِنَّهُمُ انْحَرَفُوا جَمِيعًا وَابْتَعَدُوا.
جَمِيعُهُمْ فَاسِدُونَ.
وَلَيْسَ فِيهِمْ مَنْ يَعْمَلُ عَمَلًا صَالِحًا، وَلَا وَاحِدٌ!

ألَا يَفْهَمُونَ؟
لَا يَطْلُبُ هَؤلَاءِ الأشْرَارُ مَشُورَةَ اللهِ،
لَكِنَّهُمْ يَلْتَهِمُونَ شَعْبِي كَمَا يَلْتَهِمُونَ الطَّعَامَ!
وَعِنْدَمَا يُعَاقِبُهُمُ اللهُ،
سَيَرْتَعِبُ الأشرَارُ رُعبًا.
لِأنَّ اللهَ يَقِفُ مَعَ الصَّالِحِينَ.
يَسْتَصْغِرُ الأشرَارُ سَعيَ المَسَاكِينِ إلَى النَّصِيحَةِ.
لِأنَّ اللهَ هُوَ مَلَاذُهُمْ وَمَلْجَأُهُمْ.

لَيْتَ خَلَاصَ بَنِي إسْرَائِيلَ
يَأْتِي سَرِيعًا مِنْ عِندِ اللهِ عَلَى جَبَلِ صِهْيَوْنَ!
عَندَمَا يُعِيدُ اللهُ أسرَى الحَرْبِ،
سَيَبْتَهِجُ يَعْقُوبُ وَيَفْرَحُ بَنُو إسْرَائِيلَ.

مَزْمُورٌ لِدَاوُدَ.

15 مَنْ يَقْدِرُ أنْ يَسْكُنَ فِي خَيْمَتِكَ يَا اللهُ؟
مَنْ يَقْدِرُ أنْ يَسْكُنَ فِي جَبَلِكَ المُقَدَّسِ؟
أُولَئِكَ الَّذِينَ يَحْيَوْنَ بِالِاسْتِقَامَةِ وَيَفْعَلُونَ الصَّوَابَ،
وَيَتَكَلَّمُونَ بِالصِّدْقِ مِنَ قُلُوبِهِمْ.
الَّذِينَ لَا يَفْتَرُونَ عَلَى القَرِيبِ،
وَلَا يُسِيئُونَ إلَى الأصْحَابِ،
وَلَا يُرَوِّجُونَ لِلأقَاوِيلِ عَلَى الجِيرَانِ.
يَحْتَقِرُونَ الأشْرَارَ الَّذِينَ رَفَضَهُمُ اللهُ،
وَيُكرِمُونَ مَنْ يَهَابُونَ اللهَ.
الَّذِينَ يَفُونَ بِوُعُودِهِمْ، حَتَّى وَإنْ ضَرَّهُمْ ذَلِكَ.
أُولَئِكَ الَّذِينَ يُقرِضُونَ بِلَا مُقَابِلٍ.
وَلَا يَقْبَلُونَ الرِّشوَةَ لِأذَى الأبرِيَاءِ.

مَنْ يَفْعَلُ هَذِهِ كُلَّهَا لَا يَسْقُطُ أبَدًا.

قَصِيدَةٌ لِدَاوُدَ.

16 احمِنِي يَا اللهُ لِأنِّي عَلَيْكَ أعتَمِدُ!
قُلْتُ للهِ:
«أنْتَ رَبِّي! بَرَكَاتِي كُلُّهَا مِنْكَ تَأْتِي!
القِدِّيسُونَ الَّذِينَ فِي الأرْضِ
هُمُ الجَلِيلُونَ الَّذِينَ أُسَرُّ وَأتَمَتَّعُ بِهِمْ.»

لَكِنْ مَا أكْثَرَ أوجَاعَ الَّذِينَ
يَطْلُبُونَ آلِهَةً أُخْرَى!
وَلَا أشتَرِكُ فِي سَكَائِبِ الدَّمِ الَّتِي يُقَدِّمُونَهَا.
وَلَا أجعَلُ أسْمَاءَ آلِهَتِهِمْ تَمُسُّ لِسَانِي!
نَصِيبِي هُوَ اللهُ وَكَأسِي!
أنْتَ تُمْسِكُ بِمِيرَاثِي بَيْنَ يَدَيْكَ!
وَقَعَ نَصِيبِي فِي أرْضٍ طَيِّبَةٍ.
فَمَا أحلَى مِيرَاثِي!
أُبَارِكُ اللهَ، الَّذِي يَنْصَحُنِي.
يُعَلِّمُنِي حَتَّى فِي اللَّيلِ وَيُوَجِّهُ قَلْبِي.

جَعَلْتُ اللهَ أمَامِي دَائِمًا،
هُوَ عَنْ يَمِينِي فَلَنْ أتَزَعْزَعَ.
لِهَذَا يَفْرَحُ قَلْبِي وَتَبْتَهِجُ رُوحِي.
حَتَّى جَسَدِي يَسْكُنُ فِي أمَانٍ.
10 لِأنَّكَ لَنْ تَتْرُكَ نَفْسِي فِي الهَاوِيَةِ.
لَنْ تَدَعَ تَابِعَكَ التَّقِيِّ يَتَعَفَّنُ.
11 تُعَلِّمُنِي طَرِيقَ الحَيَاةِ!
مَعَكَ أشبَعُ سُرُورًا.
أسْعَدُ، وَأنَا بِجَانِبِكَ، إلَى الأبَدِ!

صَلَاةٌ لِدَاوُدَ.

17 اسْتَمِعْ يَا اللهُ إلَى مُطَالَبَتِي بِالعَدْلِ.
أنصِتْ إلَى صَوْتِ استِغَاثَتِي.
أُقَدِّمُ إلَيْكَ صَلَاتِي مِنْ شَفَتَيْنِ لَا غِشَّ فِيهِمَا.
مِنْ عِندِكَ يَأْتِي حَقِّي.
عَينَاكَ تَرَيَانِ الحَقَّ.

أنْتَ فَحَصْتَ قَلْبِي.
فَتَّشْتَنِي فِي اللَّيلِ.
امتَحَنتَنِي فَلَمْ تَجِدْ فِيَّ لَوْمًا.
فَقَدْ عَزَمْتُ عَلَى ألَّا أُخْطِئَ بِفَمِي.
عَلَى قَدْرِ طَاقَتِي كَإنْسَانٍ،
أطَعْتُ كَلَامَ شَفَتَيْكَ،
لَكَي أتَجَنَّبَ دُرُوبَ العُنْفِ.
فَلَيتَكَ تَحْفَظُ خُطُوَاتِي فِي طُرُقِكَ،
حَتَّى لَا تَتَعَثَّرَ قَدَمَايَ!

دَعَوْتُكَ لِأنَّكَ تُجِيبُنِي يَا اللهُ!
أمِلْ إلَيَّ أُذُنَكَ.
وَاسمَعْ كَلِمَاتِي!
أظْهِرْ بِشَكلٍ عَجِيبٍ مَحَبَّتَكَ المُخْلِصَةَ،
يَا مَنْ تُنقِذُ يَمِينُكَ الَّذِينَ يَلْجَأُونَ إلَيْكَ
مِمَّنْ يَقُومُونَ ضِدَّهُمْ.

احفَظْنِي وَكَأنِّي حَدَقَةُ عَيْنِكَ!
خَبِّئْنِي فِي ظِلِّ جَنَاحَيكَ،
مِنَ الأشْرَارِ الَّذِينَ يَسْلِبُونَنِي!
وَمِنْ أعْدَائِي اللَّدُودِينَ
الَّذِينَ يُحَاصِرُونَنِي!
10 أغلَقُوا قُلُوبَهُمْ عَنِ الشَّفَقَةِ!
فَمُهُمْ يَنْطُقُ بِالكِبرِيَاءِ.
11 طَارَدُونِي، وَقَدْ أحَاطُوا بِي
مُتَأهِّبِينَ لِطَرحِي أرْضًا!
12 وَكَأنَّ عَدُوِّي أسَدٌ مُتَأهِّبٌ
لِلِانقِضَاضِ عَلَى فَرِيسَتِهِ.
كَشِبلٍ قَوِيٍّ يَتَرَبَّصُ.

13 قُمْ يَا اللهُ![n]
تَصَدَّ لَهُ، وَأخْضِعْهُ!
بِسَيفِكَ خَلِّصْنِي مَنْ ذَلِكَ الشِّرِّيرِ!
14 أزِلْهُمْ يَا اللهُ بِيَدِكَ بِقُوَّتِكَ مِنْ هَذِهِ الدُّنيَا!
أزِلْهُمْ مِنْ أرْضِ الأحيَاءِ!
أمَّا الَّذِينَ تُعِزُّهُمْ، فَأعْطِهِمْ وَفرَةً لِيَشْبَعُوا،
وَيَشْبَعَ أوْلَادُهُمْ، وَيَكْتَفِي أحفَادُهُمْ!

15 أرَى وَجْهَكَ بِالبِرِّ.
وَسَأشْبَعُ حِينَ أستَيْقِظُ عَلَى رُؤْيَةِ صُورَتِكَ.

لِقَائِدِ المُرَنِّمِينَ، مَزْمُورٌ لدَاوُدَ[o] خَادِمِ اللهِ، غَنَّاهَا دَاوُدُ عِنْدَمَا نَجَّاهُ اللهُ مِنْ شَاوُلَ وَمِنْ جَمِيعِ أعْدَائِهِ.

18 أُحِبُّكَ يَا اللهُ، يَا قُوَّتِي!

اللهُ هُوَ الصَّخْرَةُ الَّتِي ألتَجِئُ إلَيْهَا.
إلَهِي دِرْعِي.
قُوَّتُهُ تُنْقِذُنِي وَتَنْصُرُنِي.

دَعَوْتُ اللهَ الَّذِي يَسْتَحِقُّ التَّسْبِيحَ،
فَخَلَصْتُ مِنْ أعْدَائِي!
حِبَالُ المَوْتِ أحَاطَتْ بِي،
وَسُيُولُ الهَلَاكِ اقتَحَمَتْنِي.
حِبَالُ الهَاوِيَةِ التَفَّتْ حَوْلِي.
وَأفْخَاخُ المَوْتِ مِنْ أمَامِي.
فِي ضِيقِي دَعَوتُ اللهَ،
دَعَوتُ إلهِي.
وَكَانَ اللهُ فِي هَيْكَلِهِ،
فسَمِعَ مِنْ هَيْكَلِهِ صَوْتِي.
وَدَخَل صُرَاخِي أُذُنَيهِ.
ثمَّ اهْتزَّتِ الأرْضُ وَارْتَجَفَتْ!
وَالجِبَالُ تَحَرَّكَتْ وَارْتَجَّتْ،
لِأنَّهُ غَضِبَ!
مِنْ أنْفِهِ خَرَجَ دُخَانٌ،
وَنَارٌ مُشْتَعَلةٌ انْطَلَقَتْ مِنْ فَمِهِ،
وَاتَّقَدَتْ مِنْهَا الجَمْرُ.
شَقَّ اللهُ السَّمَاءَ!
وَقَفَ فَوْقَ غَيمَةٍ سَمِيكَةٍ دَاكِنَةٍ!
10 كَانَ يَطيرُ مُمتَطِيًا مَلَائِكَةَ الكَرُوبِيمِ المُحَلِّقةَ،
وَقَدِ امْتَطَى الرِّيحَ.
11 لَفَّ اللهُ الغُيُومَ الدَّاكِنَةَ مِنْ حَوْلِهِ،
جَمَعَ المَاءَ دَاخِلَ الغُيومِ الرَّاعِدةِ السَّميكَةِ.
12 انْطَلقَتِ الجَمْرَاتُ كَالفَحْمِ المُشْتَعِلِ،
أوْقَعَ بَرَدًا وَجَمْرَ نَارٍ!
13 أرْعَدَ اللهُ فِي السَّمَاءِ غَضَبًا،
وسمَّعَ اللهُ العَلِيُّ صَوْتَهُ.
14 أطلَقَ سِهَامَهُ وَشَتَّتَ العَدُوَّ.
أرْسَلَ اللهُ بُرُوقَهُ،
فَتفرَّقَ النَّاسُ مُرْتَبِكِينَ وَفِي حَيرَةٍ.

15 تكَلَّمْتَ يَا اللهُ بِقوَّةٍ،
وَمِنْ فَمِكَ هبَّتْ رِيحٌ قَوِيَّةٌ،
فَتَرَاجَعَتِ المِيَاهُ،
حَتَّى رَأينَا قَعْرَ البَحْرِ،
وَأُسُسَ الأرْضِ.

16 مَدَّ ذِرَاعَهُ مِنْ عَليَائِهِ،
وَأمْسَكَ بِي،
وَسَحَبَنِي مِنَ المِيَاهِ العَمِيقَةِ المُنْدَفِعةِ.
17 خَلَّصَنِي مِنْ أعْدَائِي الَّذِينَ هُمْ أقْوَى مِنِّي.
أنْقَذَنِي مِنْ كَارِهِيَّ،
فَقَدْ كَانُوا أقْوَى مِنْ أنْ أُواجَهَهُم.
18 وَبينَمَا كُنْتُ فِي مأزِقٍ،
هَاجَمَنِي أعْدَائِي،
لَكِنَّ اللهَ كَانَ هُنَاكَ لِيَدْعَمَنِي وَيُعينَنِي.
19 اللهُ يُحِبُّنِي،
لِذَا أنْقَذَنِي،
وَأخَذَنِي إلَى مَكَانٍ أمِينٍ لَا ضِيقَ فِيهِ.
20 سَيكَافئُنِي اللهُ
لِأنَّنِي فعَلْتُ الصَّوَابَ،
لَمْ أقْتَرِفْ ذَنْبًا،
لِذَا سَيَصْنَعُ الأشْيَاءَ الحَسَنَةَ لِي.
21 لِأنَّنِي سَلَكْتُ فِي وَصَايَا اللهَ،
وَلَمْ أُخْطِئْ إلَى إلَهِي.
22 أذكُرُ دَائِمًا شَرَائِعَهُ وَأفكِّرُ بِهَا،
وَأعْمَلُ بِحَسَبِهَا!
23 أبْقَى أمِينًا لَهُ،
وَأحْفَظُ نَفْسِي نَقِيًّا بِلَا إثْمٍ أمَامَهُ.
24 لِذَا، سَيُكَافِئُنِي اللهُ حَسَبَ بِرِّي وَصَلَاحِي،
بِحَسَبِ الصَّلَاحِ الَّذِي يَرَانِي أعْمَلُهُ.

25 تُظهِرُ أمَانَتَكَ لِلأُمَنَاءِ،
وَصَلَاحَكَ لِلصَّالِحِينَ.
إنْ كَانَ أحَدُهُم صَادِقًا مَعَكَ،
كُنْتَ أنْتَ أيْضًا صَادِقًا مَعَهُ.
26 تُظهِرُ طَهَارَتَكَ لِلطَّاهِرِينَ،
بَيَنَمَا يَرَاكَ الأعوَجُ مُلتَوِيًا.
27 تُسَاعِدُ المُتوَاضِعِينَ،
لَكِنَّكَ تَجْلُبُ العَارَ عَلَى المُتَفَاخِرِينَ.
28 أنْتَ مِصْبَاحِي يَا إلهِي،
تُضِيءُ الظُّلْمَةَ مِنْ حَوْلِي
29 بمُسَاعَدَتِكَ، يَا اللهُ،
أرْكُضُ مَعَ الجُنُودِ.
بِمَعُونَةِ اللهِ،
أتَسَلَّقُ جُدْرَانَ العَدُوِّ.

30 طَرِيقُ اللهِ كَامِلٌ.
كَلِمَةُ الله اجْتَازَتْ كَلَّ امتِحَانٍ.
هُوَ تُرْسٌ لِمَنْ يَحْتَمُونَ بِهِ.
31 مَا مِنْ إلهٍ غَيْرُ اللهِ،
وَمَا مِنْ صَخْرَةٍ سِوى إلَهِنَا.
32 اللهُ حِصْنِي المَنِيعُ.
يُسَاعِدُ الأنْقِيَاءَ لِيَسْلُكُوا الدَّرْبَ الصَّحِيحَ،
33 يُسَاعِدُنِي اللهُ فَأعْدُوَ سَرِيعًا كَالغَزَالِ.
يُبْقينِي فَوْقَ المَشَارِفِ.
34 يُدَرِّبُني لِشَنِّ الحَرْبِ،
فتُطلِقَ ذِرَاعَايَ سِهَامًا قَويَّةً.

35 أنْتَ حَمَيتَني يَا اللهُ
جَعَلْتَنِي عَظِيمًا،
وَسَاعَدْتَني لِأهْزِمَ عَدُوِّي.
36 تَمْنَحُنِي قُوَّةً فِي رِجْليَّ وَكَاحِليَّ
فَأمْشِيَ سَرِيعًا مِنْ غَيْرِ أنْ أتَعَثَّرَ.

37 أُطَارِدُ أعْدَائِي وَأُمْسِكُ بِهِمْ!
وَلَا أعُودُ حَتَّى يَنْتَهِيَ أمْرُهُم.
38 أهْلَكْتُ أعْدَائيَ.
هَزمتُهُم!
وَلَنْ يَنْهَضُوا بَعْدَ اليَوْمِ.
سَقَطَ أعْدَائِي عِنْدَ قَدَميَّ.
39 مَنَحْتَني القُوَّةَ فِي المَعْرَكَةِ.
جَعَلْتَ أعْدَائِي يَنْهَارُونَ أمَامِي.
40 مَنَحْتَنِي الفُرْصَةَ لِأنَالَ مِنْ عَدُوِّي،
وَأهْزِمَ الَّذِي يَكْرَهُنِي!
41 صَرَخَ أعْدَائِي طَلَبًا لِلمُسَاعَدَةِ،
لَكِنْ مَا مِنْ أحَدٍ لِيُنْقِذَهُمْ.
بَلْ وَنَظَرُوا إلَى اللهِ،
لَكِنَّهُ لَمْ يَسْتَجِبْ لَهُمْ.
42 قَطَّعْتُ أعْدَائِي إرَبًا،
فَكَانُوا كَالغُبَارِ الَّذِي يَحْمِلُهُ الرِّيحُ.
سَحقْتُ أعْدَائِي.
وَدُسْتُهُمْ كَالوَحلِ فِي الشَّوَارِعِ.

43 أنْتَ أنْقَذْتني مِنْ مُؤَامَرَاتِ الشَّعْبِ الَّذِي يُحَارِبُني.
أبْقَيْتَ عَلَيَّ حَاكِمًا عَلَى تِلْكَ الأُمَمِ.
يَخْدُمُني الآنَ أُنَاسٌ لَمْ أعْرِفْهُمْ!
44 يُطِيعُونَنِي فَورَ سَمَاعِهِمْ بِي!
أُولئِكَ الغُرَبَاءُ يَتَذَلَّلُونَ أمَامِي!
45 الغُرَبَاءُ يَرْتَعِدُونَ خَوْفًا.
يَخْرُجُونَ مِنْ مَخَابِئِهِم وَهُمْ يَرْتَجِفُونَ.

46 اللهُ حيٌّ!
أمَجِّدُ صَخْرَتِي!
اللَّهُ عَظِيمٌ!
هُوَ الصَّخْرَةُ الَّتِي تُنْقِذُنِي.
47 هُوَ اللهُ الَّذِي، مِنْ أجْلِي، عَاقَبَ أعْدَائِي
جَعَلَ الشُّعُوبَ تَخْضَعُ لِحُكْمِي.
48 خَلَّصْتَني مِنْ أعْدَائِي.
سَاعَدْتَنِي عَلَى هَزْمِ الَّذِينَ وَقَفُوا ضِدِّي.
حَرَّرْتَنِي مِنَ القُسَاةِ!

49 لِهَذَا سَأحْمَدُكَ بَيْنَ بَقيّةِ الأُمَمِ يَا اللهُ.
وَسَأُنشِدُ تَسْبِيحًا لِاسْمِكَ.

50 يُعينُ اللهُ مَلِكَهُ لِيَفُوزَ بِمَعَارِكَ كَثِيرَةٍ!
يُظْهِرُ رَحْمَتَهُ لِمَلِكِه المَمْسُوحِ.
وَسَيَبْقَى وَفِيًا لِدَاوُدَ وَنَسْلِهِ إلَى الأبَدِ!

لِقَائِدِ المُرَنِّمِينَ، مَزْمُورٌ لِدَاوُدَ.

19 السَّمَاوَاتُ تَحْكِي عَنْ مَجْدِ اللهِ.
وَتَعْرِضُ قُبَّةُ السَّمَاءِ عَمَلَ يَدَيهِ.
كُلُّ يَوْمٍ يُمَرِّرُ خَبَرًا لِليَوْمِ الَّذِي يَلِيهِ،
وَكُلُّ لَيلَةٍ تُعلِنُ مَعْرِفَتَهَا لِلَّيلَةِ الَّتِي تَلِيهَا.
مَا مِنْ كَلِمَاتٍ تُقَالُ،
أوْ مِنْ صَوْتٍ يُسْمَعُ.
غَيْرَ أنَّ أصوَاتِهِمْ وَصَلَتْ
إلَى جَمِيعِ أنْحَاءِ الأرْضِ،
وَانتَقَلَتْ كَلِمَاتُهُمْ إلَى أقَاصِي العَالَمِ.

جَعَلَ اللهُ خَيْمَةَ الشَّمْسِ فِي السَّمَاءِ.
وَهِيَ كَالعَرِيسِ الخَارِجِ مِنْ خَيْمَتِهِ،
وَهِيَ مُبتَهِجَةٌ كَرِيَاضِيٍّ مُتَأهِّبٍ لِلسِّبَاقِ.
تَبْدَأُ السِّبَاقَ مِنْ أُفُقِ السَّمَاءِ،
وَتَرْكُضُ حَتَّى النِّهَايَةِ!
وَلَا شَيءَ يَخْتَبِئُ مِنْ حَرِّهَا.

شَرِيعَةُ اللهِ نَقِيَّةٌ، تَرُدُّ الرُّوحَ
شَهَادَاتُ اللهِ مَوثُوقَةٌ
تَجْعَلُ البَسِيطَ حَكِيمًا.
فَرَائِضُ اللهِ مُسْتَقِيمَةٌ تُسْعِدُ القَلْبَ.
وَصَايَا اللهِ طَاهِرَةٌ تُنِيرُ العُيُونَ.
خَوْفُ اللهِ نَقِيٌّ. إلَى الأبَدِ يَبْقَى.
أحكَامُ اللهِ صَحِيحَةٌ. عَادِلَةٌ كُلُّهَا.
10 هِيَ أثمَنُ مِنْ ذَهَبٍ كَثِيرٍ نَقِيٍّ!
كُلُّهَا أشهَى مِنَ العَسَلِ الَّذِي يَقْطُرُ مِنْ
أقرَاصِ الشَّهْدِ.
11 وَأنَا، عَبْدَكَ، يُحَذَّرُ بِهَا،
وَفِي اتِّبَاعِهَا مُكَافَأةٌ عَظِيمَةٌ.

12 مَنْ يُدْرِكُ كُلَّ أخطَائِهِ؟
فَاحفَظْنِي طَاهِرًا يَا اللهُ مِنَ الأخطَاءِ الخَفِيَّةِ.
13 احمِنِي، أنَا عَبْدَكَ، مِنْ أفْكَارِ الكِبْرِيَاءِ.
لَا تَدَعْهَا تَتَسَلَّطْ عَلَيَّ.
فَأكُونَ بِلَا شَائِبَةٍ،
وَأتَحَرَّرَ مِنْ خَطَايَا كَثِيرَةٍ.
14 يَا اللهُ، يَا صَخرَتِي وَفَادِيَّ،
اقبَلْ كَلِمَاتِ فَمِي وَأفكَارَ قَلْبِي.

لِقَائِدِ المُرَنِّمِينَ، مَزْمُورٌ لِدَاوُدَ.

20 لَيْتَ اللهَ يَسْتَجِيبُ لَكَ فِي ضِيقِكَ.
لَيْتَ اسْمَ إلَهِ يَعْقُوبَ يَرْفَعُكَ وَيَحْمِيكَ.
لَيتَهُ يُرْسِلُ لَكَ عَوْنًا مِنْ هَيْكَلِ قُدْسِهِ.
لَيتَهُ يَسْنِدُكَ مِنْ صِهْيَوْنَ.
لَيتَهُ يَتَذَكَّرُ كُلَّ تَقْدِمَاتِكَ مِنَ الدَّقِيقِ،
وَيَقْبَلُ ذَبِيحَتَكَ. سِلَاهْ[p]

لَيتَهُ يُعطِيكَ مُشْتَهَيَاتِ قَلْبِكَ،
لَيتَهُ يُنْجِحُ كُلَّ خُطَطِكَ.
سَنَفْرَحُ بِنَصْرِكَ،
وَنَبْتَهِجُ بِاسْمِ إلَهِنَا.
لَيْتَ اللهَ يُحَقِّقُ كُلَّ طِلْبَاتِكَ.

عَرَفْتُ الآنَ أنَّ اللهَ سَيُنَجِّي مَلِكَهُ المَمسُوحَ.[q]
سَيَسْتَجِيبُ مِنْ سَمَاوَاتِهِ المُقَدَّسَةِ،
وَبِيَمِينِهِ سَيُحرِزُ نَصْرًا عَظِيمًا.
بَعْضُهُمْ يَفْتَخِرُ بِمَرْكَبَاتِهِ،
وَبَعْضُهُمْ بِخَيلِهِ.
أمَّا نَحْنُ فَنَذْكُرُ اسْمَ إلَهِنَا وَنَفْتَخِرُ بِهِ.
هَؤُلَاءِ يَسْقُطُونَ وَيُخضَعُونَ.
أمَّا نَحْنُ فَنَصْمِدُ وَنَغلِبُ.

يَسْتِجِيبُ لَنَا اللهُ حِينَ نَدعُوهُ،
وَسَيَنْصُرُ المَلِكَ.

لِقَائِدِ المُرَنِّمِينَ، مَزْمُورٌ لِدَاوُدَ.

21 يَفْرَحُ المَلِكُ بِقُوَّتِكَ يَا اللهُ.
يَبْتَهِجُ كَثِيرًا بِخَلَاصِكَ.
أعْطَيْتَهُ مُشْتَهَى قَلْبِهِ.
وَلَمْ تَحْرِمْهُ مِنْ مَطلَبِ شَفَتَيْهِ. سِلَاهْ

تُقَدِّمُ لَهُ بَرَكَاتٍ وَاعِدَةً بِالخَيْرِ.
وَتَاجًا مِنَ الذَّهَبِ تَضَعُ عَلَى رَأسِهِ.
حَيَاةً طَلَبَ مِنْكَ، فَأعْطَيْتَهُ حَيَاةً
تَطُولُ إلَى أبَدِ الآبِدِينَ.
عَظَّمْتَ كَرَامَتَهُ بِنَصْرِكَ إيَّاهُ.
عَلَيْهِ سَكَبْتَ مَجدًا وَشَرَفًا.
أعْطَيْتَهُ بَرَكَاتٍ أبَدِيَّةً،
فَأبْهَجْتَهُ بِابْتِهَاجِ حَضْرَتِكَ.
هَذَا لِأنَّ المَلِكَ يَتَّكِلُ عَلَى اللهِ.
وَبِمَحَبَّتِهِ للعَلِيِّ لَنْ يُزَحْزَحَ.
لِتَمْتَدَّ يَدُكَ عَلَى كُلِّ أعْدَائِكَ.
وَلْتَكُنْ يَمِينُكَ ضِدَّ مُبغِضِيكَ.
أحْرِقْهُمْ كَفُرْنٍ عِنْدَ حُضُورِكَ.
ابتَلِعْهُمْ يَا اللهُ فِي غَضَبِكَ،
وَلْتَلْتَهِمْهُمْ نَارُكَ.
10 أبنَاؤُهُمْ سَيَهْلِكُونَ.
كُلُّ نَسْلِهِمْ يَزُولُ مِنْ بَيْنِ النَّاس.
11 يَتَآمَرُونَ عَلَيْكَ،
وَيُخَطِّطُونَ لِلشَّرِّ، لَكِنَّهُمْ لَنْ يَنْجَحُوا!
12 لِأنَّكَ تَرْبِطُهُمْ كَتِفًا إلَى كَتِفٍ.
وَعَلَيْهِمْ تُحْكِمُ قَبْضَتَكَ.

13 أنْتَ عَلِيٌّ يَا اللهُ بِقُوَّتِكَ،
وَنَحْنُ نَتَغَنَّى بِجَبَرُوتِكَ.

لِقَائِدِ المُرَنِّمِينَ، عَلَى لَحْنِ «ظَبْيِ الفَجْرِ.» مَزْمُورٌ لِدَاوُدَ.

22 إلَهِي، إلَهِي، لِمَاذَا تَرَكْتَنِي؟
أأنْتَ أبْعَدُ مِنْ أنْ تُخَلِّصَنِي،
أوْ تَسْمَعَ صَرَخَاتِي؟
إلَهِي، فِي النَّهَارِ دَعَوْتُكَ فَلَمْ تُجِبْ.
وَطَوَالَ اللَّيلِ لَمْ أسكُتْ.

لَكِنَّكَ أنْتَ القُدُّوسُ.
مُتَوَّجٌ أنْتَ عَلَى عَرْشِ تَسْبِيحَاتِ شَعْبِكَ.
عَلَيْكَ اتَّكَلَ آبَاؤُنَا.
اتَّكَلُوا عَلَيْكَ فَأنقَذْتَهُمْ.
صَرَخُوا إلَيْكَ فَنَجُوا.
عَلَيْكَ اتَّكَلُوا، فَلَمْ تَخْذِلْهُمْ.
فَهَلْ أنَا دُودَةٌ لَا إنْسَانٌ؟
أأنَا شَيءٌ يَحْتَقِرُهُ النَّاسُ؟
فَكُلُّ مَنْ يَرَانِي يَهْزَأُ بِي.
يَمُدُّونَ ألسِنَتَهُمْ
وَيَهُزُّونَ رُؤُوسَهُمْ عَلَيَّ.
يَقُولُونَ:
لِيَدْعُ اللهَ! فَيُنقِذَهُ،
وَيُخَلِّصَهُ بِمَا أنَّهُ مَسرُورٌ بِهِ!

أمَّا أنَا، فَقَدْ أخْرَجْتَنِي سَالِمًا مِنْ بَطْنِ أُمِّي.
طَمْأنتَنِي وَأنَا بَعْدُ أرْضَعُ.
10 أُلْقِيتُ بَيْنَ ذِرَاعَيكَ مُنْذُ وُلِدْتُ.
كُنْتَ إلَهِي وَأنَا فِي بَطْنِ أُمِّي.

11 فَلَا تَتْرُكْنِي
لِأنَّ الضِّيقَ قَرِيبٌ،
وَلَا مُعِينَ لِي!
12 أحَاطَ بِي أعْدَائِي كَالثِّيرَانِ،
كَثِيرَانِ بَاشَانَ يُطَوِّقُونَنِي!
13 فتَحُوا أفوَاهَهُمْ كَأسَدٍ غَاضِبٍ مُزَمْجِرٍ
يَنْقَضُّ عَلَى فَرِيسَتِهِ.

14 انسَكَبْتُ كَالمَاءِ،
وَانفَصَلَتْ كُلُّ عِظَامِي.
وَكَالشَّمْعِ ذَابَ قَلْبِي دَاخِلِي.
15 جَفَّتْ قُوَّتِي كَقِطعَةِ فَخَّارٍ.
وَالتَصَقَ لِسَانِي بِسَقْفِ حَلْقِي.
وَأنْتَ وَضَعتَنِي عَلَى حَافَّةِ القَبْرِ.
16 أحَاطَ بِي الأشرَارُ كَكِلَابِ بَاشَانَ.
أطبَقَتْ عَلَيَّ جَمَاعَةٌ مِنْ فَاعِلِي الشَّرِّ.
وَكَأسَدٍ ثَقَبُوا يَدَيَّ وَرِجلَيَّ.
17 أرَى كُلَّ عِظَامِي.
وَهُمْ يُحَدِّقُونَ بِي وَيَتَفَرَّسُونَ فِيَّ.
18 يَقْتَسِمُونَ ثِيَابِي فِيمَا بَيْنَهُمْ،
وَعَلَى قَمِيصِي يُلقُونَ القُرعَةَ.

19 فَلَا تَبْعُدْ عَنِّي هَكَذَا يَا اللهُ.
يَا قُوَّتِي، أسْرِعْ إلَى عَوْنِي.
20 مِنَ السَّيْفِ نَجِّ نَفْسِي.
وَمِنَ الكِلَابِ خَلِّصْ حَيَاتِي الوَحِيدَةَ!
21 خَلِّصْنِي مِنْ فَمِ الأسَدِ،
احمِنِي مِنْ قُرُونِ الثِّيرَانِ.

22 لِهَذَا سَأُعلِنُ اسْمَكَ لِإخْوَتِي،
وَسَأُسَبِحُكَ وَسَطَ جَمَاعَةِ شَعْبِكَ.
23 سَبِّحُوا اللهَ يَا مَنْ تَخَافُونَهُ!
كَرِّمُوهُ يَا نَسْلَ يَعْقُوبَ!
اتَّقُوهُ يَا كُلَّ نَسْلِ إسْرَائِيلَ.
24 فَاللهُ لَا يَخْجَلُ مِنَ الوُدَعَاءِ المُتَألِّمِينَ وَلَا يَحْتَقِرُهُمْ!
لَا يَخْتَفِي عَنْهُمْ،
بَلْ يَسْمَعُ عِنْدَمَا يَصْرُخُونَ إلَيْهِ.

25 مِنْكَ يَأْتِي تَسْبِيحِي فِي الِاجْتِمَاعِ العَظِيمِ.
وَسَأُوفِي بِنُذُورِي أمَامَ عَابِدِيكَ.
26 تَعَالَوْا أيُّهَا الوُدَعَاءُ، كُلُوا وَاشْبَعُوا.
سَبِّحُوا اللهَ يَا مَنْ تَطْلُبُونَهُ،
وَلْتَحْيَ قُلُوبُكُمْ إلَى الأبَدِ!
27 يَا سُكَّانَ الأرْضِ كُلِّهَا،
تَذَكَّرُوا اللهَ وَارجِعُوا إلَيْهِ!
لَيْتَ البَشَرَ كُلَّهُمْ يَنْحَنُونَ وَيَعْبُدُونَكَ.
28 لِأنَّ المُلْكَ للهِ.
اللهُ يَحْكُمُ عَلَى كُلِّ الشُّعُوبِ.
29 كُلُّ الأغْنِيَاءِ وَالأصِحَّاءِ سَيَأْكُلُونَ وَيَسْجُدُونَ.
نَعَمْ، كُلُّ الَّذِينَ يَنْحَدِرُونَ إلَى التُّرَابِ،
وَحَتَّى الَّذِينَ لَمْ يُعْطَوْا حَيَاةً،
سَيَسْجُدُونَ كُلُّهُمْ.
30 ذُرِّيَتُهُمْ سَتَخْدِمُهُ.
وَسَتُحَدِّثُ النَّاسَ عَنْ فَضلِ رَبِّنَا
فِي الأجيَالِ التَّالِيَةِ.
31 يَأْتِي أُنَاسٌ وَيُخبِرُونَ مَنْ لَمْ يُولَدُوا بَعْدُ
بِأعْمَالِ اللهِ الحَسَنَةِ.

مَزْمُورٌ لِدَاوُدَ.

23 اللهُ رَاعِيَّ، فلَنْ يَنْقُصَنِي شَيءٌ.
فِي مَرَاعٍ خَصبَةٍ يُسكِنُنِي.
إلَى جَدَاوِلَ هَادِئَةٍ يَقُودُنِي.
يُنْعِشُ رُوحِي،
وَعَلَى طُرُقٍ صَالِحَةٍ يَهْدِينِي،
حَتَّى حِينَ أمشِي فِي وَادِي المَوْتِ المُظلِمِ،
لَنْ أخشَى شَرًّا
لِأنَّكَ أنْتَ مَعِي.
عَصَاكَ وَعُكَّازَكَ يُشَجِّعَانَنِي.
أعدَدْتَ لِي مَائِدَةً أمَامَ أعْدَائِي.
بِزَيْتٍ مَسَحْتَ رَأسِي.
كَأسِي امتَلأتْ وَفَاضَتْ.
الخَيْرُ وَالرَّحمَةُ يَتْبَعَانَنِي
كُلَّ أيَّامِ حَيَاتِي.
وَسَأمكُثُ فِي بَيْتِ اللهِ طَوَالَ حَيَاتِي.

مَزْمُورٌ لِدَاوُدَ.

24 إنَّمَا الأرْضُ وَكُلُّ مَا فِيهَا مُلْكٌ للهِ.
العَالَمُ وَكُلُّ سُكَّانِهِ لَهُ.
فَهُوَ الَّذِي أسَّسَهَا عَلَى المِيَاهِ،
وَعَلَى الأنهَارِ ثَبَّتَهَا.

مَنْ يَقْدِرُ أنْ يَصْعَدَ جَبَلَ اللهِ؟
مَنْ يَصْعَدَ إلَى مَكَانِهِ المُقَدَّسِ؟
لَا يَصْعَدُ إلَّا أنقِيَاءُ القُلُوبِ وَالأيدِي،
الَّذِينَ لَمْ يُقْسِمُوا بِاسْمِي كَذِبًا،
وَلَمْ يَقْطَعُوا وَعَوْدًا زَائِفَةً.

هُؤُلَاءِ يَنَالُونَ بَرَكَاتٍ مِنَ اللهِ،
وَخَيرَاتٍ مِمَّنْ يُخَلِّصُهُمْ.
هُمُ العَابِدُونَ الحَقِيقِيُّونَ الَّذِينَ
يَأْتُونَ طَالِبِينَ إلَهَ يَعْقُوبَ. سِلَاهْ[r]

ارْفَعْنَ رُؤُوسَكُنَّ أيَّتُهَا البَوَّابَاتُ!
انْفَتِحِي أيَّتُهَا الأبوَابُ القَدِيمَةُ،
فَيَدْخُلَ المَلِكُ المَجِيدُ.
مَنْ هُوَ هَذَا المَلِكُ المَجِيدُ!
هُوَ اللهُ القَدِيرُ القَوِيُّ.
هُوَ اللهُ، المُحَارِبُ القَوِيُّ.

ارفَعْنَ رُؤُوسَكُنَّ أيَّتُهَا البَوَّابَاتِ!
انفَتِحِي أيَّتُهَا الأبوَابُ القَدِيمَةُ!
فَيَدْخُلَ المَلِكُ المَجِيدُ.
10 مَنْ هُوَ هَذَا المَلِكُ المَجِيدُ!
اللهُ القَدِيرُ، هُوَ المَلِكُ المَجِيدُ! سِلَاهْ

[s] مَزْمُورٌ لِدَاوُدَ.

25 أُسَلِّمُكَ يَا اللهُ نَفْسِي!
وَأُصَلِّي إلَيْكَ
إلَهِي، عَلَيْكَ أتَّكِلُ،
فَلَا أُخْزَى.
عَدُوِّي لَنْ يَنْتَصِرَ.
لَا يُخْزَى كُلُّ مَنْ جَعَلَ عَلَيْكَ رَجَاءَهُ.
أمَّا الغَادِرُونَ فَسَيُخْزَوْنَ،
وَعُذْرُهُمْ لَنْ يَنْفَعَهُمْ!

أرِنِي يَا اللهُ طُرُقَكَ.
دَرِّبْنِي فِي سُبُلِكَ.
أرشِدْنِي، وَعَلِّمْنِي حَقَّكَ.
لِأنَّكَ اللهُ الَّذِي يُخَلِّصُنِي
وَأنَا أتَرَقَّبُكَ كُلَّ يَوْمٍ.
تَذَكَّرْ مَرَاحِمَكَ وَمَحَبَّتَكَ المُخْلِصَةَ لَنَا يَا اللهُ،
لِأنَّ مَرَاحِمَكَ وَمَحَبَّتَكَ مُنْذُ القَدِيمِ.
فَانْسَ خَطَايَا شَبَابِي وَتَعَدِّيَاتِي.
اذْكُرْنِي بِرَحمَتِكَ،
لِأنَّكَ صَالِحٌ يَا اللهُ.

اللهُ صَالِحٌ وَمُسْتَقِيمٌ،
يُعَلِّمُ الخُطَاةَ الطَّرِيقَ القَوِيمَ.
يَهْدِي المَسَاكِينَ إلَى الحَقِّ،
وَيُعَلِّمُهُمْ طُرُقَهُ.
10 كُلُّ طَرُقِ اللهِ مَحَبَّةٌ وَأمَانَةٌ،
لِلَّذِينَ يَحْفَظُونَ شَرَائِعَ عَهْدِهِ.

11 خَطِيَّتِي عَظِيمَةٌ،
فَاغفِرْ لِي مِنْ أجْلِ اسْمِكَ يَا اللهُ.

12 اللهُ يَقُودُ مَنْ يَخَافُهُ.
يَهْدِيهِ فِي طَرِيقٍ يَختَارُهَا لَهُ.
13 يَسْكُنُ فِي الأرْضِ الطَّيِّبَةِ،
وَنَسْلُهُ يَحْتَفِظُونَ بِنَصِيبِهِمْ فِي الأرْضِ.
14 يُشْرِكُ اللهُ خَائِفِيهِ فِي أسْرَارِهِ.
يُعَلِّمُهُمْ مَعْنَى عَهْدِهِ.
15 عَيْنَايَ نَحْوَ اللهِ دَوْمًا،
لِأنَّهُ يَنْشِلُنِي مِنَ الضِّيقِ دَائِمًا.

16 انْظُرْ إلَيَّ وَارْحَمْنِي،
فَإنِّي مِسْكِينٌ وَمَسحُوقٌ.
17 مِنْ هُمُومِ قَلْبِي حَرِّرْنِي،
وَأخرِجْنِي مِنْ عَنَائِي.
18 انْظُرْ إلَى تَجَارِبِي وَضِيقَاتِي.
وَاغْفِرْ خَطَايَايَ كُلَّهَا!
19 لَاحِظْ كَثْرَةَ أعْدَائِي،
كَيْفَ يُبغِضُونَنِي بُغضًا
وَيُرِيدُونَ أذِيَّتِي ظُلْمًا.
20 فَاحْمِ حَيَاتِي وَأنْقِذْنِي.
إلَيْكَ ألجَأُ، فَلَا تَخْذِلْنِي!
21 الطَّهَارَةُ وَالصَّلَاحُ يَحْمِيَانَنِي،
لِأنِّي أتَرَقَّبُ عَوْنَكَ.
22 خَلِّصْ يَا اللهُ إسْرَائِيلَ
مِنْ كُلِّ أعْدَائِهِ!

مَزْمُورٌ لِدَاوُدَ.

26 أنْصِفْنِي يَا اللهُ لِأنِّي عِشْتُ بِاسْتِقَامَةٍ،
وَلأنِّي عَلَى اللهِ أتَّكَلْتُ بِلَا تَرَدُّدٍ.
امتَحِنِّي يَا اللهُ، جَرِّبْنِي.
افْحَصْ عَقلِي وَقَلْبِي.
مَحَبَّتُكَ أمَامَ عَينَيَّ دَائِمًا.
وَأنَا أسِيرُ حَسْبَ أمَانَتِكَ.
لَا أُعَاشِرُ الأدنِيَاءَ.
وَالمُنَافِقُونَ لَا أُخَالِطُهُمْ.
أبغَضُ رِفقَةَ أُنَاسِ السُّوءِ.
وَلَا أُرَافِقُ الأشْرَارَ.

أغسِلُ يَدَيَّ لِأُظهِرَ بَرَاءَتِي،
لِكَي أطُوفَ حَوْلَ مَذْبَحِكَ، يَا اللهُ.
لِكَي أُسَمِّعَ النَّاسَ تَرَانِيمَ تَسْبِيحِكَ،
وَأُحَدِّثَ بِأعْمَالِكَ العَجِيبَةِ.
أُحِبُّ يَا اللهُ أنْ أكُونَ فِي بَيْتِكَ حَيْثُ تَسْكُنُ،
فِي الخَيْمَةِ حَيْثُ مَجْدُكَ.

لَا تُهلِكْنِي مَعَ الخُطَاةِ يَا اللهُ،
وَلَا تَأْخُذْ حَيَاتِي مَعَ القَتَلَةِ.
10 الَّذِينَ يُدَبِّرُونَ مَكَائِدَ لِلآخَرِينَ،
وَيَقْبَلُونَ الرِّشوَةَ دَائِمًا.
11 أمَّا أنَا، فَأحيَا بِالنَّقَاءِ.
فَارحَمْنِي وَخَلِّصْنِي.
12 عَلَى سَهلٍ أقِفُ ثَابِتًا
وَفِي الجَمَاعَةِ أقِفُ وَأُبَارِكُ اللهَ.

مَزْمُورٌ لِدَاوُدَ.

27 اللهُ نُورِي وَخَلَاصِي،
فَمِمَّنْ أخَافُ؟
اللهُ مَلجَأُ حَيَاتِي،
فَمِمَّنْ أخْشَى؟
إنِ اقْتَرَبَ مِنِّي أعْدَائِي وَخُصُومِي
وَالأشْرَارُ لِيَفْتَرِسُونِي،
فَسَيَتَعَثَّرُونَ وَيَسْقُطُونَ.
لَنْ أخَافَ حَتَّى لَوْ حَاصَرَنِي جَيْشٌ.
وَسَأظَلُّ مُطْمَئِنًّا حَتَّى لَوْ شَنُّوا عَلَيَّ حَرْبًا.

وَلَيْسَ لِي إلَّا مَطلَبٌ وَاحِدٌ مِنَ اللهِ:
أنْ أبْقَى فِي بَيْتِ اللهِ بَقِيَّةَ عُمْرِي،
لِكَي أرَى جَمَالَ اللهِ وَأُسَبِّحَهُ فِي هَيْكَلِهِ.

لِأنَّهُ يَحْمِينِي فِي سِتْرِهِ فِي يَوْمِ الشَّرِّ.
يُخَبِّئُنِي فِي أعْمَاقِ خَيْمَتِهِ،
وَيَرْفَعُنِي إلَى مَكَانِ أمَانٍ.
وَالْآنَ، يَرْفَعُنِي فَوْقَ أعْدَائِي
المُحِيطِينَ بِي،
فَأُقَدِّمُ فِي هَيْكَلِهِ ذَبَائِحِي بِهُتَافِ الفَرَحِ،
وَأُغَنِّي الأغَانِيَ وَأُرَنِّمُ للهِ.

اسْتَمِعْ لِي وَأنَا أدعُوكَ يَا اللهُ.
ارحَمِنِي وَاستَجِبْ لِي.
أنْتَ تَقُولُ لِقَلْبِي:
«اطلُبْ وَجْهِي.»
وَلِهَذَا أطلُبُ يَا اللهُ وَجْهَكَ.
لَا تَحْجُبْ وَجْهَكَ عَنِّي.
لَا تَتَجَاهَلْنِي بِسَبَبِ غَضَبِكَ.
فَأنْتَ عَوْنِي!
لَا تَتْرُكنِي وَلَا تَهْجُرْنِي، يَا إلَهِي المُعِينُ.
10 حَتَّى لَوْ تَرَكَنِي أبِي وَأُمِّي،
فَإنَّ اللهَ يَحْتَضِنُنِي.
11 عَلِّمْنِي يَا اللهُ طُرُقَكَ،
وَفِي طَرِيقِ السَّلَامَةِ اهدِنِي،
فَأعْدَائِي كَثِيرُونَ.
12 لَا تَسْمَحْ بِأنْ يَهْزِمَنِي خُصُومِي!
أطلُبُ هَذَا لِأنَّ كَثِيرِينَ قَالُوا كَذِبًا عَلَيَّ لِيُؤذُونِي.
13 لَولَا أنِّي آمَنْتُ بِأنِّي سَأرَى بَرَكَاتِ اللهِ فِي حَيَاتِي.
14 لِيَكُنْ رَجَاؤُكَ فِي اللهِ!
تَقَوَّ وَتَشَجَّعْ.
وَلِيَكُنْ رَجَاؤُكَ فِي اللهِ!

مَزْمُورٌ لِدَاوُدَ.

28 أدعُوكَ يَا اللهُ يَا صَخرَتِي،
فَلَا تَرْفَضْ أنْ تَسْمَعَنِي.
لِأنَّكَ إنْ سَكَتَّ،
سَأكُونُ مِثْلَ الهَابِطِينَ إلَى الهَاوِيَةِ.
اسْمَعْ صَوْتَ تَضَرُّعِي وَأنَا أستَغِيثُ بِكَ.
رَافِعًا يَدَيَّ نَحْوَ قُدْسِ الأقْدَاسِ.
لَا تَجُرَّنِي مَعَ فَاعِلِي السُّوءِ،
الَّذِينَ يُلقُونَ السَّلَامَ مُخَطِّطِينَ لِلشَّرِّ
فِي قُلُوبِهِمْ.
عَاقِبْهُمْ كَمَا يَسْتَحِقُّونَ!
عَاقِبْهُمْ بِالمَصَائِبِ الَّتِي يُخَطِّطُونَهَا لِلآخَرِينَ!
كَمَا فَعَلُوا بِغَيرِهِمِ افْعَلْ بِهِمْ!
وَلِأنَّهُمْ لَا يَهْتَمُّونَ بِمَا فَعَلَهُ اللهُ وَصَنَعَهُ.
فَسَيُدَمِّرُهُمُ اللهُ،
وَلَا يَبْنِيهِمْ.

أُبَارِكُ اللهَ
لِأنَّهُ اسْتَجَابَ لِطِلْبَاتِي.
اللهُ قُوَّتِي وَتُرسِي،
لِهَذَا أثِقُ بِهِ وَأطْمَئِنُّ.
إلَى مَعُونَتِي جَاءَ،
لِهَذَا يَبْتَهِجُ قَلْبِي، وَأحمَدُهُ بِتَرْنِيمِي!
اللهُ قُوَّةُ شَعْبِهِ،
مَصْدَرُ انتِصَارٍ لِمَلِكِهِ المُختَارِ.

انصُرْ شَعْبَكَ.
بَارِكْ جَمَاعَتَكَ.
ارعَهُمْ وَتَعَهَّدْهُمْ إلَى الأبَدِ بِرِعَايَتِكَ!

مَزْمُورٌ لِدَاوُدَ.

29 سَبِّحُوا اللهَ يَا أبْنَاءَهُ.
كَرِّمُوهُ وَتَغَنُّوا بِقُوَّتِهِ!
أعطُوا للهِ التَّسبِيحَ اللَّائِقَ بِاسْمِهِ
المَجِيدِ!
اعبُدُوا اللهَ بِقَدَاسَةٍ مَجِيدَةٍ.
يُرعِدُ اللهُ بِصَوْتِهِ فَوْقَ المُحِيطِ.
يُرعِدُ الإلَهُ المَجِيدُ
وَيَتَرَدَّدُ صَدَى صَوْتِهِ فَوْقَ المُحِيطِ.
صَوْتُ اللهِ قَوِيٌّ،
صَوْتُ اللهِ جَلِيلٌ وَمَهِيبٌ.
صَوْتُ اللهِ المُرْعِدُ يُحَطِّمُ أشْجَارَ الأرْزِ.
يُحَطِّمُ اللهُ أرْزَ لُبْنَانَ.
يَجْعَلُ جِبَالَ لُبْنَانَ تَقْفِزُ كَالعُجُولِ،
وَجَبَلَ حَرْمُونَ كَالثَّوْرِ.
يُطلِقُ صَوْتُ اللهِ وَمِيضَ البَرْقِ.
صَوْتُ اللهِ يَجْعَلُ الصَّحرَاءَ تَرْتَجِفُ.
يَجْعَلُ صَحرَاءَ قَادِشَ تَرْتَعِدُ.
صَوْتُ اللهِ يَهُزُّ أشْجَارَ البَلُّوطِ،
وَيُعَرِّي أشْجَارَ الغَابَةِ.
أمَّا فِي هَيْكَلِهِ فَيَهْتِفُ الجَمِيعُ: «مَجدًا!»

10 أثْنَاءَ الطُّوفَانِ، جَلَسَ اللهُ مَلِكًا،
وَسَيَمْلُكُ إلَى الأبَدِ.
11 لَيْتَ اللهَ يُقَوِّي شَعْبَهُ!
لَيتَهُ يُبَارِكُهُمْ بِالسَّلَامِ.

مَزْمُورٌ لِدَاوُدَ، تَرْنِيمَةٌ لِتَكْرِيسِ الهَيْكَلِ.

30 أرفَعُكَ يَا اللهُ
لِأنَّكَ نَشَلتَنِي،
وَلَمْ تَجْعَلْ أعْدَائِي يَشْمَتُونَ بِي!
بِكَ اسْتَغَثْتُ يَا إلَهِي،
فَشَفَيتَنِي!
رَفَعْتَنِي يَا اللهُ مِنَ الهَاوِيَةِ.
أحيَيْتَ نَفْسِي وَحَفِظْتَنِي
مِنَ الهُبُوطِ إلَى الحُفْرَةِ.

سَبِّحُوا اللهَ أيُّهَا الأُمنَاءُ،
أكرِمُوا ذِكْرَ اسْمِهِ القُدُّوسِ.
لِأنَّ المَوْتَ فِي غَضَبِهِ!
وَالحَيَاةُ فِي رِضَاهُ.
فِي المَسَاءِ اضْطَجَعْتُ بَاكِيًا
وَفِي الصَّبَاحِ كُنْتُ مُبتَهِجًا!

ظَنَنْتُ فِي طُمَأنِينَتِي أنَّ لَا شَيءَ يَمَسُّنِي.
وَحِينَ رَضِيتَ يَا اللهُ عَنِّي
صِرْتُ وَكَأنِّي أقِفُ عَلَى جَبَلٍ ثَابِتٍ.
وَعِنْدَمَا أدَرْتَ وَجْهَكَ عَنِّي،
ارتَعَدْتُ خَوْفًا.
بِكَ استَغَثْتُ يَا اللهُ،
تَضَرَّعْتُ إلَى اللهِ.
قُلْتُ مَا الفَائِدَةُ إذَا مِتُّ؟
ألَعَلَّ التُّرَابَ يُسَبِّحُكَ؟
ألَعَلَّ المَوْتَى يُخبِرُونَ عَنْ أمَانَتِكَ؟
10 اسْمَعْ يَا اللهُ صَلَاتِي،
وَأظهِرْ لِي رَحْمَةً.
كُنْ عَوْنِي يَا اللهُ.

11 فَحَوَّلْتَ حِدَادِي إلَى ابتِهَاجٍ عَظِيمٍ.
خَلَعْتَ عَنِّي ثِيَابَ الحُزْنِ، وَألبَسْتَنِي سَعَادَةً.
12 يَا إلَهِي، أُسَبِّحُكَ إلَى الأبَدِ،
لِكَي يُوجَدَ مَنْ يَتَرَنَّمُ بِتَسْبِيحِكَ،
وَلَا يَكُونُ صَمْتٌ.

لِقَائِدِ المُرَنِّمِينَ، مَزْمُورٌ لِدَاوُدَ.

31 أنْتَ مَلْجَأي يَا اللهُ،
فَلَا تَدَعْنِي أُخزَى.
نَجِّنِي بِبِرِّكَ.
أمِلْ إلَيَّ أذُنَكَ،
وَأسرِعْ إلَى مَعُونَتِي!
كُنْ لِي صَخرَةً وَمَلجأً،
وَكَقَلْعَةٍ مُحَصَّنَةٍ احمِنِي.
فَأنْتَ صَخرَتِي وَحِصْنِي.
لِذَا اهدِنِي وَقُدْنِي مِنْ أجْلِ اسْمِكَ.
انشِلْنِي مِنَ الفَخِّ الَّذِي نَصَبُوهُ لِي،
لِأنِّي عَلَيْكَ أعتَمِدُ.
أسْتَوْدِعُ رُوحِي بَيْنَ يَدَيْكَ،
فَافدِنِي يَا إلَهَ الحَقِّ.
أرفُضْ مَنْ يَخْدِمُونَ أوْثَانًا بَاطِلَةً.
أمَّا أنَا فَعَلَى اللهِ أتَّكِلُ.
أبتَهِجُ وَأرقُصُ فَرَحًا بِمَحَبَّتِكَ وَلُطْفِكَ!
إذِ التَفَتَّ إلَى مُعَانَاتِي وَأدرَكْتَ ضِيقِي.
لَمْ تَتْرُكْنِي فِي قَبْضَةِ عَدُوِّي،
بَلْ أطلَقْتَنِي حُرًّا.
أنَا فِي ضِيقٍ يَا اللهُ، فَارْحَمْنِي!
مُتَضَايِقٌ جِدًّا حَتَّى إنَّ عَينَيَّ ذَبُلَتَا.
حَلقِي وَبَطْنِي يُؤلِمَانَنِي.
10 الحُزْنُ يُنْهِي حَيَاتِي،
وَفِي التَّنَهُّدِ تَضِيعُ سَنَوَاتِي.
هُمُومِي تَنْهَشُ قُوَّتِي،
وَعِظَامِي تَذْوِي.
11 أعْدَائِي يَحْتَقِرُونَنِي،
كَذَلِكَ جِيرَانِي.
يَخَافُ مِنِّي أقرِبَائِي.
يَرَوْنَنِي فِي الطَّرِيقِ فَيَتَجَنَّبُونَنِي.
12 نَسِيَنِي النَّاسُ كَمَيِّتٍ،
أوْ كَآنِيَةٍ مَكْسُورَةٍ.
13 سَمِعْتُ الفَظَائِعَ الَّتِي يُرَدِّدُهَا النَّاسُ حَوْلِي،
عِنْدَمَا يَتَشَاوَرُونَ وَيَتَآمَرُونَ ضِدِّي،
مُخَطِّطِينَ لِنَزْعِ حَيَاتِي.

14 أمَّا أنَا يَا اللهُ، فَعَلَيكَ أتَّكِلُ.
قُلْتُ: «أنْتَ إلَهِي.»
15 حَيَاتِي وَمُسْتَقْبَلِي بَيْنَ يَدَيْكَ.
فَخَلِّصْنِي مِنْ أعْدَائِي، وَمِنَ الَّذِينَ يَضْطَهِدُونَنِي.
16 ارْضَ عَلَى عَبْدِكَ،
وَفِي رَحمَتِكَ خَلِّصْنِي.
17 استَغَثْتُ يَا اللهُ بِكَ.
وَلِهَذَا لَنْ يَخِيبَ رَجَائِي.
أمَّا الأشْرَارُ فَسَيُخْزَوْنَ،
وَفِي الهَاوِيَةِ يَصْمُتُونَ.
18 لِتَخْرَسِ الألسِنَةُ الكَاذِبَةُ
وَالنَّاسُ المُتَكَبِّرُونَ،
الحَاقِدُونَ الَّذِينَ بِكِبْرِيَاءٍ وَاحْتِقَارٍ
يَتَكَلَّمُونَ عَلَى الإنْسَانِ الصَّالِحِ.

19 لَكِنَّكَ تدَّخِرُ بَرَكَاتٍ عَظِيمَةً لِلَّذِينَ يَتَّقُونَكَ.
وَتَفْعَلُ الكَثِيرَ لِلمُتَّكِلِينَ عَلَيْكَ مِنَ البَشَرِ.
20 تُدخِلُهُمْ إلَى مَحْضَرِكَ،
وَتُخفِيهِمْ عَنْ الَّذِينَ يُضْمِرُونَ لَهُمُ الأذَى.
تُخَبِّئُهُمْ فِي سِتْرِكَ مِنْ هَجَمَاتِ مُبغِضِيهِمْ وَألْسِنَتِهِمْ.
21 أُبَارِكُ اللهَ لِأنَّهُ أرَانِي رَحْمَةً عَجِيبَةً،
وَأنَا مُقَيَّدٌ كَمَدِينَةٍ تَحْتَ الحِصَارِ.
22 قُلْتُ فِي خَوْفِي:
«إنِّي أُبْعِدْتُ عَنْ مَحْضَرِكَ»
غَيْرَ أنَّكَ سَمِعْتَ تَضَرُّعَاتِي،
حِينَ اسْتَغَثْتُ بِكَ!

23 أحِبُّوا اللهَ يَا أتبَاعَهُ المُخْلِصِينَ!
فَهُوَ يَحْمِي الأُمَنَاءَ،
وَيُجَازِي المُتَكَبِّرِينَ مَا يَسْتَحِقُّونَهُ،
وَأكثَرَ!
24 فَتَقَوُّوا وَتَشَجَّعُوا
يَا كُلَّ مَنْ يَتَرَقَّبُ مَعُونَةَ اللهِ!

قَصِيدَةٌ لِدَاوُدَ.

32 هَنِيئًا لِلَّذِينَ غُفِرَتْ آثَامُهُمْ
وَسُتِرَتْ خَطَايَاهُمْ.
هَنِيئًا لِمَنْ لَا يَحْسِبُ اللهُ إثمَهُ،
وَفِي رُوحِهِ لَا يُوجَدُ غِشٌّ.

طَوَالَ سُكُوتِي عَنْ خَطِيَّتِي،
كُنْتُ أزدَادُ ضَعفًا،
وَأنَا أصرُخُ كُلَّ يَوْمٍ.
ثَقِيلَةٌ يَدُكَ كَانَتْ عَلَيَّ،
تَبَخَّرَتْ قُوَّتِي كَمَا تَتَبَخَّرُ رُطُوبَةُ
النَّبَاتَاتِ فِي حَرِّ الصَّيفِ. سِلَاهْ[t]

لِهَذَا أعتَرِفُ لَكَ بِخَطَايَايَ كُلِّهَا،
خَطيَّةً وَاحِدَةً لَنْ أكتِمَ عَنْكَ.
قُلْتُ: «سَأعتَرِفُ للهِ بِذُنُوبِي.»
فَغَفَرْتَ ذَنبَ خَطِيَّتِي. سِلَاهْ

لِذَلِكَ يَنْبَغِي أنْ يُصَلِّيَ لَكَ كُلُّ تَقِيٍّ
طَالَمَا هُنَاكَ وَقْتٌ.
حِينَئِذٍ، حَتَّى وَلَوْ جَاءَ طُوفَانٌ هَائِلٌ مِنَ الضِّيقَاتِ،
فَإلَيْهِ لَنْ يَصِلَ.
مَخبَأي أنْتَ.
تَحْمِينِي مِنَ الضِّيقِ،
وَتُحِيطُ بِي، فَأبْتَهِجَ بِحُرِّيَّتِي. سِلَاهْ

«سَأُعَلِّمُكَ وَأُنِيرُ لَكَ الطَّرِيقَ الَّتِي تَسْلُكُهَا.
عَلَيْكَ سَأسْهَرُ، وَسَأنصَحُكَ.»
لَا تَكُنْ كَحِصَانٍ أوْ بَغلٍ لَا يَفْهَمُ،
إذْ يَنْبَغِي كَبْحُهُ بِلِجَامٍ وَرَسَنٍ.
وَإلَّا فَإنَّهُ لَا يَكُونُ تَحْتَ سَيطَرَتِكَ.

10 كَثِيرَةٌ هِيَ آلَامُ الأشْرَارِ.
أمَّا المُتَّكِلُ عَلَى اللهِ فَمُحَاطٌ بِنِعْمَتِهِ وَمَحَبَّتِهِ.
11 فَابْتَهِجُوا بِاللهِ وَافرَحُوا أيُّهَا الصَّالِحُونَ،
يَا كُلَّ أصْحَابِ القُلُوبِ المُسْتَقِيمَةِ، ابتَهِجُوا.

33 ابتَهِجُوا وَرَنِّمُوا بِاللهِ أيُّهَا الصَّالِحُونَ!
التَّسبِيحُ لَائِقٌ بِمُسْتَقِيمِي القُلُوبِ!
سَبِّحُوا اللهَ بِعَزْفِ العُودِ!
اعزِفُوا لَهُ بِقِيثَارٍ ذِي عَشْرَةِ أوتَارٍ.
رَنَّمُوا لَهُ تَرْنِيمَةً جَدِيدَةً.[u]
أحسِنُوا العَزْفَ وَاهتِفُوا فَرَحًا.
لِأنَّ كَلِمَةَ اللهِ صَادِقَةٌ.
وَهُوَ أمِينٌ فِي كُلِّ أفعَالِهِ.
يُحِبُّ الِاسْتِقَامَةَ وَالعَدْلَ.
وَالأرْضُ مَلأى بِرَحمَةِ اللهِ وَمَحَبَّتِهِ.
بِأمْرِ اللهِ خُلِقَتِ السَّمَاوَاتُ.
وَكُلُّ نُجُومِ السَّمَاءِ وُجِدَتْ بِنَسْمَةِ فَمِهِ.
جَمَعَ مِيَاهَ البَحْرِ مَعًا،
وَوَضَعَ المُحِيطَ فِي مَكَانِهِ.
يَا كُلَّ سُكَّانِ الأرْضِ اتَّقُوا اللهَ.
خَافُوهُ يَا جَمِيعَ سُكَّانِ المَسكُونَةِ.
لِأنَّهُ يَقُولُ شَيْئًا فَيَكُونَ،
وَيأمُرُ فَيَصِيرُ!
10 قَادِرٌ هُوَ اللهُ عَلَى إبْطَالِ مُخَطَّطَاتِ الأُمَمِ.
وَعَلَى إفْنَاءِ نَوَايَا الشُّعُوبِ كُلِّهَا.
11 أمَّا قَصْدُ اللهِ فَإلَى الأبَدِ يَدُومُ.
خُطَطُهُ تَبْقَى جِيلًا بَعْدَ جِيلٍ.
12 هَنِيئًا لِأُمَّةٍ جَعَلَتْ اللهَ إلَهَهَا،
لِأُمَّةٍ اخْتَارَهَا اللهُ مِلْكًا.
13 مِنَ السَّمَاءِ تَطَلَّعَ اللهُ،
وَرَأى البَشَرَ جَمِيعًا.
14 مِنْ عَرشِهِ يُشرِفُ
عَلَى كُلِّ سُكَّانِ الأرْضِ.
15 هُوَ الَّذِي خَلَقَهُمْ كُلَّهُمْ،
وَيَفْهَمُ كُلَّ مَا يَفْعَلُونَ.
16 لَا يَنْتَصِرُ المُلُوكُ بِكَثْرَةِ جُنُودِهِمْ،
وَلَا يَغْلِبُ الجُنُودُ بِقُوَّتِهِمْ.
17 الخَيلُ القَوِيَّةُ لَا تَضْمَنُ النَّصْرَ.
وَقُوَّتُهَا لَا تُنَجِّي.
18 هَا عَينُ اللهِ تَسْهَرُ عَلَى خَائِفِيهِ،
يَرْعَى الَّذِينَ يَتَرَقَّبُونَ مَحَبَّتَهُ الصَّادِقَةَ.
19 مِنَ المَوْتِ يُنْقِذُهُمْ،
وَفِي المَجَاعَةِ يُحيِيهِمْ.
20 تَتَرَقَّبُ اللهَ نُفُوسُنَا،
لِأنَّهُ لَنَا مُعِينٌ، وَعَنَّا مُحَامٍ.
21 لِأنَّنَا نَفْرَحُ بِهِ.
وَعَلَى اسْمِهِ القُدُّوسِ نَتَّكِلُ.
22 ظَلِّلنَا يَا اللهُ بِرَحمَتِكَ وَمَحَبَّتِكَ،
فَرَجَاؤُنَا هُوَ فِيكَ.

[v] مَزْمُورٌ لِدَاوُدَ[w] عِنْدَمَا تَظَاهَرَ بِالجُنُونِ أمَامَ أبِيمَالِكَ فَطَرَدَهُ فَانْصَرَفَ دَاوُدُ.

34 أُبَارِكُ اللهَ فِي كُلِّ حِينٍ.
وَدَائِمًا تَسْبِيحُهُ عَلَى شَفَتَيَّ.
بِاللهِ فَخْرُ نَفْسِي.
لَيْتَ المَسَاكِينَ يَسْمَعُونَنِي لِيَفْرَحُوا!
كَرِّمُوا مَعِي اللهَ.
وَلْنَرْفَعْ مَعًا اسْمَهُ.
إنِّي للهِ لَجَأتُ، فَأجَابَنِي!
وَمِنْ جَمِيعِ مَخَاوِفِي خَلَّصَنِي.
انْظُرُوا إلَيْهِ وَاسْتَنِيرُوا،
فَلَنْ تَخْجَلَ وُجُوهُكُمْ.
دَعَوْتُ أنَا المِسْكِينَ،
فَسَمِعَنِي اللهُ،
وَمِنْ مَتَاعِبِي أنقَذَنِي.
مَلَاكُ اللهِ يُخَيِّمُ حَوْلَ خَائِفِيهِ،
وَهُوَ يُنْقِذُهُمْ.
ذُوقُوا لِتَعْرِفُوا مَا أطْيَبَ اللهَ.
هَنِيئًا لِلإنْسَانِ المُتَّكِلِ عَلَيْهِ.
اتَّقُوا اللهَ أيُّهَا المُقَدَّسونَ لَهُ.
لِأنَّ الَّذِينَ يَتَّقُونَهُ مُكتَفُونَ وَلَا يَنْقُصُهُمْ شَيءٌ.
10 حَتَّى الأُسُودُ القَوِيَّةُ تَجُوعُ وَتَحتَاجُ،
أمَّا المُلتَجِئُونَ إلَى اللهِ، فَلَا يَنْقُصُهُمْ شَيءٌ مِنَ الخَيْرِ.
11 تَعَالَوْا يَا أبنَائِي وَاستَمِعُوا إلَيَّ،
وَسَأُعَلِّمُكُمْ كَيْفَ تَتَّقُونَ اللهَ.
12 أتُحِبُّ أنْ تَتَمَتَّعَ بِالحَيَاةِ؟
أتُرِيدُ أنْ تَحيَا حَيَاةً طَوِيلَةً مَملوءَةً بِالخَيْرِ؟
13 فَاحفَظْ لِسَانَكَ مِنَ الشَّرِّ،
وَشَفَتَيْكَ مِنَ الكَلَامِ المُخَادِعِ.
14 تَجَنَّبِ الشَّرَّ، وَافْعَلِ الخَيْرَ.
إلَى السَّلَامِ اسْعَ، بَلْ جِدَّ فِي طَلَبِهِ!
15 عَينَا اللهِ عَلَى الأبْرَارِ،
وَأُذُنَاهُ مُنتَبِهَتَانِ إلَى صُرَاخِهِمْ.
16 لَكِنَّ اللهَ يُقَاوِمُ فَاعِلِي الشَّرِّ،
حَتَّى يَقْطَعَ مِنَ الأرْضِ ذِكْرَهُمْ.

17 صَرَخُوا إلَى اللهِ فَسَمِعَهُمْ،
وَمِنْ جَمِيعِ مَتَاعِبِهِمْ أنقَذَهُمْ.
18 اللهُ قَرِيبٌ مِنْ كَسِيرِي القُلُوبِ،
وَهُوَ يُخَلِّصُ الَّذِينَ انقَطَعَ رَجَاؤُهُمْ.
19 رُبَّمَا تَكْثُرُ ضِيقَاتُ الإنْسَانِ المُسْتَقِيمِ.
لَكِنْ مِنْهَا كُلِّهَا يُخَلِّصُهُ اللهُ.
20 يَحْفَظُ عِظَامَهُ كُلَّهَا،
فَلَا يُكسَرُ وَاحِدٌ مِنْهَا.
21 الشِّرِّيرُ سَيَقْتُلُهُ شَرُّهُ.
وَأعْدَاءُ الإنْسَانِ الصَّالِحِ سَيُعَاقَبُونَ.
22 اللهُ يَفْدِي حَيَاةَ عَبِيدِهِ،
يُعْفَى عَنْ كُلِّ المُحتَمِينَ بِهِ.

مَزْمُورٌ لِدَاوُدَ.[x]

35 قَاوِمْ مُقَاوِمِيَّ يَا اللهُ،
وَمَنْ يُقَاتِلوْنَنِي قَاتِلْهُمْ.
أمسِكْ تُرْسَكَ
وَانْهَضْ وَتَعَالَ إلَى عَونِي!
ارْفَعْ رُمْحًا وَعَصًا عَلَى مَنْ يُطَارِدُنِي.
قُلْ لِي: «أنَا أُنْقِذُكَ وَأنصُرُكَ.»

لَيْتَ السَّاعِينَ إلَى مَوْتِي يُهزَمُونَ وَيُخزَوْنَ.
لَيْتَ المُتَآمِرِينَ عَلَيَّ يَتَرَاجَعُونَ وَيَرْتَبِكُونَ.
لَيْتَ مَلَاكَ اللهِ يَطْرُدُهُمْ أمَامَهُ،
كَمَا تُطَيِّرُ الرِّيحُ القَشَّ!
لَيْتَ طَرِيقَ هُرُوبِهِمْ تَكُونُ مُظلِمَةً زَلِقَةً،
أمَامَ مَلَاكِ اللهِ، مُطَارِدِهِمْ.
لِأنَّهُمْ نَصَبُوا لِي فَخًّا بِلَا سَبَبٍ.
أرَادُوا أذِيَّتِي مِنْ دُونِ سَبَبٍ.
لِتَأْتِهِمْ مُصِيبَةٌ مِنْ حَيْثُ لَا يَدْرُونَ!
وَلْيَقَعُوا فِي الفَخِّ الَّذِي نَصَبَوْهُ لِي!
فَتَبْتَهِجَ نَفْسِي بِاللهِ وَأفرَحَ بِخَلَاصِهِ!
10 وَأقُولَ لَكَ بِكُلِّ كَيَانِي:
«لَا مِثْلَ لَكَ يَا اللهُ
يَا مَنْ تُخَلِّصُ المِسْكِينَ مِمَّنْ هُوَ أقوَى مِنْهُ،
وَالفُقَرَاءَ مِمَّنْ يَسْرِقُونَهُمْ.»
11 شُهُودٌ قُسَاةٌ يَقُومُونَ ضِدِّي،
وَيَتَّهِمُونَنِي بِجَرَائِمَ لَا أعمَلُهَا!
12 يُجَازُونَنِي عَنْ خَيرِي شَرًّا،
يُحزِنُونَ نَفْسِي حَتَّى المَوْتِ.
13 وَأنَا الَّذِي لَبِستُ خَيْشًا فِي مَرَضِهِمْ،
وَأنهَكْتُ جِسمِي بِالصَّومِ،
فَعَادَتْ صَلَوَاتِي إليَّ!
14 فَبَكَيتُ كَمَنْ فَقَدَ صَدِيقًا أوْ أخًا.
انحَنَيتُ حُزْنًا كَمَنْ يَنُوحُ عَلَى أُمِّهِ!
15 وَعِنْدَمَا تَعَثَّرْتُ، هَزِئُوا بِي.
لَمْ أكُنْ أعرِفُهُمْ حَقَّ المَعْرِفَةِ.
أحَاطُوا بِي. هَاجَمُونِي، لَمْ يَتَوَقَّفُوا.
16 سَخِرُوا بِي، تَهَكَّمُوا عَلَيَّ.
وَبِشَتَائِمَ فَظِيعَةٍ صَرَخُوا عَلَيَّ.

17 حَتَّى مَتَى يَا اللهُ تُرَاقِبُ؟
مِنَ الدَّمَارِ أنقِذْنِي.
خَلِّصْ حَيَاتِي الثَّمِينَةَ مِنْ هَذِهِ الأُسُودِ!
18 وَسَأُسَبِّحُكَ فِي الِاجْتِمَاعِ العَظِيمِ!
سَأحمَدُكَ بَيْنَ الجُمْهُورِ الكَبِيرِ!
19 لَا تَسْمَحْ لِأعْدَائِي بِأنْ يَهْزَأُوا بِي ظُلْمًا!
وَلَا تَسْمَحْ لِمَنْ يُبغِضُونِي بِلَا سَبَبٍ
بِأنْ يَتَغَامَزُوا عَلَيَّ.
20 لَا يَتَكَلَّمُونَ عَنِ السَّلَامِ،
وَهُمْ يَتَآمَرُونَ وَيَبْتَكِرُونَ شُرُورًا ضِدَّ
شَعْبِ هَذِهِ الأرْضِ.
21 يَكْذِبُونَ حِينَ يَقُولُونَ عَنِّي:
«نَعَمْ، رَأينَا بِأعْيُنِنَا مَا فَعَلَ.»
22 فَتَكَلَّمْ يَا اللهُ! لِأنَّكَ رَأيْتَ مَا حَدَثَ!
لَا تَبْعُدْ عَنِّي هَكَذَا يَا رَبِّي.
23 يَا إلَهِي وَرَبِّي اسْتَيْقِظْ!
قُمْ وَأبرِئْنِي. دَافِعْ أنْتَ عَنِّي.
24 أنصِفنِي يَا إلَهِي بِحَسَبِ بِرِّكَ.
وَلَا تَسْمَحْ بِأنْ يَهْزَأُوا بِي!
25 لَا تَسْمَحْ بِأنْ يَقُولُوا: «نِلنَا مُرَادَ قُلُوبِنَا!»
لَا تَسْمَحْ بِأنْ يَقُولُوا: «ابْتَلَعنَاهُ!»
26 لِيَخْزَ وَيُذَلُّ أُولَئِكَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ هَلَاكِي.
لَيْتَ الخِزيَ وَالعَارَ يُغَطِّيَانِ أُولَئِكَ الَّذِينَ يَتَعَظَّمُونَ عَلَيَّ!
27 لِيَبْتَهِجْ وَيَفْرَحِ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أنْ تَظْهَرَ بَرَاءَتِي!
لَيتَهُمْ يَقُولُونَ دَائِمًا: «عَظِيمٌ هُوَ اللهُ،
الَّذِي يَفْرَحُ بِنَجَاحِ عَبِيدِهِ وَخَيرِهِمْ!»

28 فَلْيُحَدِّثْ لِسَانِي بِعَدلِكَ،
وَيَحْمَدْكَ كُلَّ يَوْمٍ.

لِقَائِدِ المُرَنِّمين، مَزْمُورٌ لِدَاوُدَ خَادِمِ اللهِ.

36 فِي أعْمَاقِ قَلْبِ الشِّرِّيرِ صَوْتٌ يَدْعُوهُ لِلإثمِ.
وَلَا يَضَعُ مَهَابَةَ اللهِ أمَامَ عَيْنَيْهِ.

Footnotes

  1. 2‏:2 مسيحه كَانَ المَلِكُ يُمْسَحُ بزيتٍ وَأطيَابٍ خَاصّةٍ كَعَلَامَةٍ عَلَى أنّ اللهَ قدِ اختَارهُ وَأهَّلهُ لِهذَا العمل.
  2. مزمور 3 مزمور لدَاود توجدُ هذهِ الصّيغةُ فِي عنوَانِ الكثِير من المزَامير. وَقَدْ تعني أيْضًا «مَزْمُورٌ مُهدى لِدَاوُدَ.» (مكرر فِي المزَامير 4‏-9).
  3. 3‏:2 سِلَاهْ كلمةٌ تظهرُ فِي كِتَابِ المزَاميرِ وكتَابِ حَبَقُوقَ. وَهِيَ عَلَى الأغلبِ إشَارةٌ للمرنّمينَ أوِ العَازِفينَ بِمَعْنَى التّوقّفُ قليلًا أوْ تغييرِ الطبقة. (أيْضًا فِي العددين 4، 8)
  4. 3‏:7 قُمْ يَا الله كَانَ الشعبُ القديمُ يستخدمُ هَذَا التعبيرَ عندَ رفعِ صُنْدُوقِ العَهْدِ وَحملِهِ إلَى ميدَانِ المعركةِ لِإظهَارِ أنَّ اللهَ مَعَهُمْ. انْظُرْ كتَاب العَدَد 10‏:35‏-36.
  5. 4‏:4 انْظُرْ أفسس 4‏:26.
  6. 5‏:5 الحَمْقَى وتعني هُنَا أولئك الَّذِينَ لَا يَهْتَمونَ بأُمورِ الله.
  7. 7‏:5 سِلَاهْ كلمةٌ تظهرُ فِي كِتَابِ المزَاميرِ وكتَابِ حَبَقُوقَ. وَهِيَ عَلَى الأغلبِ إشَارةٌ للمرنّمينَ أوِ العَازِفينَ بِمَعْنَى التّوقّفُ قليلًا أوْ تغييرِ الطبقة.
  8. 7‏:6 قُمْ يَا الله كَانَ الشعبُ القديمُ يستخدمُ هَذَا التعبيرَ عندَ رفعِ صُنْدُوقِ العَهْدِ وَحملِهِ إلَى ميدَانِ المعركةِ لِإظهَارِ أنَّ اللهَ مَعَهُمْ. انْظُرْ كتَاب العَدَد 10‏:35‏-36.
  9. 9‏:14 العَزيزَةُ صِهْيَوْن حَرْفيًّا «الِابْنَةُ صِهْيَوْن.»
  10. 9‏:16 هِيجَّايُون مَعَ «سِلَاهْ» ربّمَا تعني فَاصلٌ للتأمّل.
  11. 9‏:16 سِلَاهْ كلمةٌ تظهرُ فِي كِتَابِ المزَاميرِ وكتَابِ حَبَقُوقَ. وَهِيَ عَلَى الأغلبِ إشَارةٌ للمرنّمينَ أوِ العَازِفينَ بِمَعْنَى التّوقّفُ قليلًا أوْ تغييرِ الطبقة. (أيْضًا فِي العَدَد 20)
  12. 9‏:19 قُمْ يَا الله كَانَ الشعبُ القديمُ يستخدمُ هَذَا التعبيرَ عندَ رفعِ صُنْدُوقِ العَهْدِ وَحملِهِ إلَى ميدَانِ المعركةِ لِإظهَارِ أنَّ اللهَ مَعَهُمْ. انْظُرْ كتَاب العَدَد 10‏:35‏-36.
  13. مزمور 11 مزمور لدَاود توجدُ هذهِ الصّيغةُ فِي عنوَانِ الكثِير من المزَامير. وَقَدْ تعني أيْضًا «مَزْمُورٌ مُهدى لِدَاوُدَ.» (مكرر فِي المزَامير 12‏-15).
  14. 17‏:13 قُمْ يَا الله كَانَ الشعبُ القديمُ يستخدمُ هَذَا التعبيرَ عندَ رفعِ صُنْدُوقِ العَهْدِ وَحملِهِ إلَى ميدَانِ المعركةِ لِإظهَارِ أنَّ اللهَ مَعَهُمْ. انْظُرْ كتَاب العَدَد 10‏:35‏-36.
  15. مزمور 18 مزمور لدَاود توجدُ هذهِ الصّيغةُ فِي عنوَانِ الكثِير من المزَامير. وَقَدْ تعني أيْضًا «مَزْمُورٌ مُهدى لِدَاوُدَ.» (مكرر فِي المزَامير 19‏-31).
  16. 20‏:3 سِلَاهْ كلمةٌ تظهرُ فِي كِتَابِ المزَاميرِ وكتَابِ حَبَقُوقَ. وَهِيَ عَلَى الأغلبِ إشَارةٌ للمرنّمينَ أوِ العَازِفينَ بِمَعْنَى التّوقّفُ قليلًا أوْ تغييرِ الطبقة.
  17. 20‏:6 ملكه الممسوح حرفيًا «مسِيحه» كَانَ المَلِكُ يُمْسَحُ بزيتٍ وَأطيَابٍ خَاصّةٍ كَعَلَامَةٍ عَلَى أنّ اللهَ قدِ اختَارهُ وَأهَّلهُ لِهذَا العمل.
  18. 24‏:6 سِلَاهْ كلمةٌ تظهرُ فِي كِتَابِ المزَاميرِ وكتَابِ حَبَقُوقَ. وَهِيَ عَلَى الأغلبِ إشَارةٌ للمرنّمينَ أوِ العَازِفينَ بِمَعْنَى التّوقّفُ قليلًا أوْ تغييرِ الطبقة. (أيْضًا فِي العَدَد 10)
  19. مزمور 25 فِي اللغةِ العِبْرِيِّة، يبدأ كلُّ مقطعٍ شعريٍّ فِي هَذَا المَزمُورِ بحرفٍ من حروفِ الأبجديةِ العبريّةِ عَلَى التّوَالي.
  20. 32‏:4 سِلَاهْ كلمةٌ تظهرُ فِي كِتَابِ المزَاميرِ وكتَابِ حَبَقُوقَ. وَهِيَ عَلَى الأغلبِ إشَارةٌ للمرنّمينَ أوِ العَازِفينَ بِمَعْنَى التّوقّفُ قليلًا أوْ تغييرِ الطبقة. (أيْضًا فِي العددين 5، 7)
  21. 33‏:3 ترنِيمَة جَدِيدَة كَانَ شُعرَاءُ الشّعبِ يكتبُونَ ترنيمَةً جديدةً فِي كُلِّ مرّةٍ يصنَعُ اللهُ أمْرًا عظيمًا لخيرِهِمْ.
  22. مزمور 34 فِي اللغةِ العِبْرِيِّة، يبدأ كلُّ مقطعٍ شعريٍّ فِي هَذَا المَزمُورِ بحرفٍ من حروفِ الأبجديةِ العبريّةِ عَلَى التّوَالي.
  23. مزمور 34 مزمور لدَاود توجدُ هذهِ الصّيغةُ فِي عنوَانِ الكثِير من المزَامير. وَقَدْ تعني أيْضًا «مَزْمُورٌ مُهدى لِدَاوُدَ.»
  24. مزمور 35 مزمور لدَاود توجدُ هذهِ الصّيغةُ فِي عنوَانِ الكثِير من المزَامير. وَقَدْ تعني أيْضًا «مَزْمُورٌ مُهدى لِدَاوُدَ.» (مكررة أيْضًا فِي المزَامير 36‏-41).