Add parallel Print Page Options

مَثَلُ الفَتَيَاتِ العَشْر

25 «حينَئِذٍ يُشْبِهُ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ عَشْرَ فَتَيَاتٍ أخَذْنَ مَصَابِيحَهُنَّ وَخَرَجْنَ لِلِقَاءِ العَرِيسِ. خَمْسَةٌ مِنْهُنَّ غَبِيَّاتٌ، وَخَمْسَةٌ ذَكِيَّاتٌ. فَأخَذَتِ الغَبِيَّاتُ مَصَابِيحَهُنَّ، لَكِنْ لَمْ يَأْخُذْنَ زَيْتًا إضَافِيًّا مَعَهُنَّ. أمَّا الذَّكِيَّاتُ فَأخَذْنَ زَيْتًا إضَافِيًّا فِي أبَارِيقِهِنَّ مَعَ المَصَابِيحِ. فَتَأخَّرَ العَرِيسُ، فَنَعِسَتِ الفَتَيَاتُ جَمِيعًا وَنِمْنَ.

«لَكِنْ فِي مُنْتَصَفِ اللَّيلِ صَرَخَ أحَدُهُمْ: ‹العَرِيسُ قَادِمٌ، فَاخرُجنَ لِلِقَائِهِ.›

«حِينَئِذٍ استَيْقَظَتِ الفَتَيَاتُ وَأعدَدْنَ مَصَابِيحَهُنَّ. وَقَالَتِ الغَبِيَّاتُ لِلذَّكِيَّاتِ: ‹أَعْطِينَنَا شَيْئًا مِنْ زَيْتِكُنَّ، فَمَصَابِيحُنَا تَكَادُ تَنْطَفِئُ.›

«فَأجَابَتِ الذَّكِيَّاتُ: ‹لَا نَسْتَطِيعُ، فَهوَ لَا يَكْفِي لَنَا وَلَكُنَّ. فَاذْهَبْنَ إلَى البَاعَةِ لِشِرَاءِ زَيْتٍ بِأنفُسِكُنَّ.›

10 «وَبَيْنَمَا كُنَّ ذَاهِبَاتٍ لِشِرَاءِ الزَّيْتِ، وَصَلَ العَرِيسُ. وَكَانَتِ الذَّكِيَّاتُ مُسْتَعِدَّاتٍ، فَدَخَلْنَ مَعَهُ إلَى وَلِيمَةِ العُرْسِ. ثُمَّ أُغلِقَ البَابُ.

11 «وَأخِيرًا جَاءَتْ بَقِيَّةُ الفَتَيَاتِ وَقُلْنَ: ‹يَا سَيِّدُ، يَا سَيِّدُ، افتَحْ لَنَا البَابَ.›

12 «وَلَكِنَّهُ قَالَ: ‹أقُولُ لَكُنَّ الحَقَّ، إنَّنِي لَا أعرِفُكُنَّ!› 13 لِذَلِكُ تَيَقَّظُوا، لِأنَّكُمْ لَا تَعْرِفُونَ اليَوْمَ وَلَا السَّاعَةَ الَّتِي سَيَأْتِي فِيهَا ابْنُ الإنْسَانِ.

المَلَكُوتُ وَالوَكَالَة

(لُوقَا 19‏:11‏-27)

14 «كَذَلِكَ يُشْبِهُ مَلَكوتُ السَّمَاوَاتِ رَجُلًا كَانَ سَيُسَافِرُ. فَدَعَا عَبِيدَهُ وَوَكَّلَهُمْ عَلَى كُلِّ مُمتَلَكَاتِهِ. 15 فَأعطَى وَاحِدًا مِنْهُمْ خَمْسَةَ أكيَاسٍ[a] مِنَ النُّقُودِ، وَأعْطَى الثَّانِيَ كِيسَينِ، وَالثَّالِثَ كِيسًا وَاحِدًا. أعْطَى كُلَّ وَاحِدٍ بِحَسَبِ قُدْرَتِهِ. ثُمَّ سَافَرَ بَعْدَ ذَلِكَ عَلَى الفَوْرِ. 16 فَابْتَدَأ الَّذِي أخَذَ الأكيَاسَ الخَمْسَةَ بِاستِثمَارِهَا فَوْرًا فِي التِّجَارَةِ، فَكَسِبَ خَمْسَةَ أكيَاسٍ أُخْرَى. 17 وَعَمِلَ الَّذِي أخَذَ الكِيسَينِ مِثْلَ الأوَّلِ، وَكَسِبَ كِيسَينِ آخَرَينِ. 18 أمَّا الَّذِي أخَذَ كِيسًا وَاحِدًا، فَقَدْ ذَهَبَ وَحَفَرَ حُفرَةً فِي الأرْضِ، وَخَبَّأ فِيهَا مَالَ سَيِّدِهِ.

19 «وَبَعْدَ زَمَنٍ طَوِيلٍ، رَجِعَ سَيِّدُ هَؤُلَاءِ العَبِيدِ، وَابْتَدَأ يُحَاسِبُهُمْ. 20 فَجَاءَ الَّذِي أخَذَ الأكيَاسَ الخَمْسَةَ، وَكَسِبَ خَمْسَةَ أكيَاسٍ أُخْرَى، وَقَالَ: ‹يَا سَيِّدِي، أعْطَيْتَنِي خَمْسَةَ أكيَاسٍ، وَهَذِهِ خَمْسَةُ أكيَاسٍ أُخْرَى كَسِبْتُهَا.› 21 فَقَالَ لَهُ سَيِّدُهُ: ‹أحسَنتَ أيُّهَا العَبْدُ الصَّالِحُ وَالأمِينُ. كُنْتَ أمِينًا فِي القَلَيلِ، لِذَلِكَ سَأُوكِلُكَ عَلَى الكَثِيرِ. ادخُلْ وَشَارِكْ فِي فَرَحِ سَيِّدِكَ.›

22 «ثُمَّ جَاءَ الَّذِي أخَذَ الكِيسَينِ، وَقَالَ: ‹يَا سَيِّدِي، أعْطَيْتَنِي كِيسَينِ، وَهَذَانِ كِيسَانِ آخَرَانِ كَسِبْتُهُمَا.› 23 فَقَالَ لَهُ سَيِّدُهُ: ‹أحسَنتَ أيُّهَا العَبْدُ الصَّالِحُ وَالأمِينُ. كُنْتَ أمِينًا فِي القَلَيلِ، لِذَلِكَ سَأُوكِلُكَ عَلَى الكَثِيرِ. ادخُلْ وَشَارِكْ فِي فَرَحِ سَيِّدِكَ.›

24 «ثُمَّ جَاءَ الَّذِي أخَذَ كِيسًا وَاحِدًا، وَقَالَ: ‹يَا سَيِّدُ، أعْرِفُ أنَّكَ رَجُلٌ قَاسٍ، فَإنَّكَ تَحْصُدُ مِنْ مَحصُولٍ لَمْ تَزْرَعْهُ، وَتَجْنِي مِنْ حُقُولٍ لَمْ تَبْذُرْهَا. 25 وَقَدْ كُنْتُ خَائِفًا مِنْكَ، فَذَهَبْتُ وَخَبَّأتُ كِيسَكَ فِي الأرْضِ. فَخُذْ مَالَكَ.›

26 «فَأجَابَهُ سَيِّدُهُ: ‹أنْتَ عَبْدٌ شِرِّيرٌ وَكَسُولٌ. فَمَا دُمْتَ تَعْرِفُ أنِّي أحصُدُ مِنْ مَحصُولٍ لَمْ أزرَعْهُ، وَأجنِي مِنْ حُقُولٍ لَمْ أبذُرْهَا، 27 فَلِمَاذَا لَمْ تُودِعْ مَالِي فِي المَصْرِفِ، وَعِنْدَ رُجُوعِي كُنْتُ آخُذُ مَالِي مَعَ فَائِدَةٍ؟›

28 «لِذَلِكَ خُذُوا الكِيسَ مِنْهُ، وَأعطُوهُ لِصَاحِبِ الأكيَاسِ العَشرِ. 29 لِأنَّهُ سَيُعطَى المَزِيدُ لِمَنْ يَمْلِكُ، بَلْ وَسَيَفِيضُ عَنْهُ، أمَّا الَّذِي لَا يَمْلِكُ شَيْئًا، فَسَيُنتَزَعُ مِنْهُ حَتَّى مَا يَمْلِكُهُ. 30 أمَّا ذَلِكَ العَبْدُ غَيْرُ النَّافِعِ لِشَيءٍ، فَألقُوهُ فِي الخَارِجِ، إلَى الظَّلَامِ، حَيْثُ يَبْكِي النَّاسُ وَيَصِرُّونَ عَلَى أسنَانِهِمْ.

ابْنُ الإنْسَانِ هُوَ دَّيَانُ الجَمِيع

31 «وَعِنْدَمَا يَأتِي ابْنُ الإنْسَانِ فِي مَجْدِهِ مَعَ كُلِّ مَلَائِكَتِهِ، سَيَجْلِسُ عَلَى عَرشِهِ المَجِيدِ. 32 ثُمَّ تُجمَعُ كُلُّ الأُمَمِ أمَامَهُ. وَهُوَ سَيَفْرِزُ بَعْضَهُمْ عَنْ بَعْضٍ، كَمَا يَفْرِزُ الرَّاعِي الخِرَافَ عَنِ الجِدَاءِ فِي قَطِيعِهِ. 33 فَسَيَضَعُ الخِرَافَ عَنْ يَمِينِهِ، وَالجِدَاءَ عَنْ يَسَارِهِ.

34 «ثُمٍّ سَيَقُولُ المَلِكُ لِلَّذِينَ عَنْ يَمِينِهِ: ‹تَعَالَوْا يَا مَنْ بَارَكَهُمْ أبِي. خُذُوا المَلَكُوتَ الَّذِي أُعِدَّ لَكُمْ مُنْذُ خَلْقِ العَالَمِ. 35 لِأنِّي كُنْتُ جَائِعًا فَأطعَمْتُمُونِي. كُنْتُ عَطشَانًا فَسَقَيتُمُونِي. كُنْتُ غَرِيبًا فَآوَيتُمُونِي. 36 كُنْتُ عُريَانًا فَألبَسْتُمُونِي. كُنْتُ مَرِيضًا فَاعتَنَيتُمْ بِي. كُنْتُ مَسجُونًا فَزُرتُمُونِي.›

37 «فَيُجيبُهُ الأبْرَارُ: ‹يَا رَبُّ مَتَى رَأينَاكَ جَائِعًا فَأطعَمْنَاكَ، أوْ عَطشَانًا فَسَقَينَاكَ؟ 38 وَمَتَى رَأينَاكَ غَرِيبًا فَآوَينَاكَ، أوْ عُريَانًا فَألبَسْنَاكَ؟ 39 وَمَتَى رَأينَاكَ مَرِيضًا أوْ مَسجُونًا فَزُرْنَاكَ.› 40 فَيَقُولُ المَلِكُ: ‹أقُولُ الحَقَّ لَكُمْ، كُلُّ شَيءٍ عَمِلْتُمُوهُ لِأحَدِ إخْوَتِي الضُّعَفَاءِ فَإنَّمَا قَدْ عَمِلْتُمُوهُ لِي.›

41 «ثُمَّ يَقُولُ المَلِكُ لِلَّذِينَ يَقِفُونَ عَنْ يَسَارِهِ: ‹ابتَعِدُوا عَنِّي أيُّهَا المَلعُونُونَ، وَاذْهَبُوا إلَى النَّارِ الأبَدِيَّةِ المُعَدَّةِ لإبلِيسَ وَمَلَائِكَتِهِ. 42 لِأنِّي كُنْتُ جَائِعًا فَلَمْ تُطْعِمُونِي. كُنْتُ عَطشَانًا فَلَمْ تَسْقُونِي. 43 كُنْتُ غَرِيبًا فَلَمْ تَأْوُونِي. وَكُنْتُ عُريَانًا فَلَمْ تُلبِسُونِي. وَكُنْتُ مَرِيضًا وَمَسجُونًا فَلَمْ تَزُورُونِي.›

44 «فَيُجِيبُهُ الأشْرَارُ: ‹يَا رَبُّ، مَتَى رَأينَاكَ جَائِعًا أوْ عَطشَانًا أوْ غَرِيبًا أوْ عُريَانًا أوْ مَرِيضًا أوْ مَسجُونًا، وَلَمْ نُقَدِّمْ لَكَ مَا تَحتَاجُ؟›

45 «فَيَقُولُ المَلِكُ: ‹أقُولُ الحَقَّ لَكُمْ، عِنْدَمَا أهمَلْتُمْ عَمَلَ ذَلِكَ لِأحَدِ إخْوَتِي الضُّعَفَاءِ، فَإنَّكُمْ إنَّمَا أهمَلْتُمْ عَمَلَهُ لِي أنَا.›

46 «وَهَكَذَا يَذْهَبُ الأشْرَارُ إلَى عِقَابٍ أبَدِيٍّ، أمَّا الأبْرَارُ فَيَذْهَبُونَ إلَى حَيَاةٍ أبَدِيَّةٍ.»

Footnotes

  1. 25‏:15 خمسة أكيَاس حرفيًا «وزنَات.» وَالوزنة تعَادل نحو 27 إلَى 36 كيلوغرَامًا من الذَّهبِ أوِ الفضّة أوِ النُّحَاس.

مَثل العشر العذارى

25 حِينَئِذٍ يُشَبَّهُ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ بِعَشْرِ عَذَارَى أَخَذْنَ مَصَابِيحَهُنَّ وَانْطَلَقْنَ لِمُلاقَاةِ الْعَرِيسِ. وَكَانَتْ خَمْسٌ مِنْهُنَّ حَكِيمَاتٍ، وَخَمْسٌ جَاهِلاتٍ. فَأَخَذَتِ الْجَاهِلاتُ مَصَابِيحَهُنَّ دُونَ زَيْتٍ. وَأَمَّا الْحَكِيمَاتُ، فَأَخَذْنَ مَعَ مَصَابِيحِهِنَّ زَيْتاً وَضَعْنَهُ فِي أَوْعِيَةٍ. وَإِذْ أَبْطَأَ الْعَرِيسُ، نَعَسْنَ جَمِيعاً وَنِمْنَ. وَفِي مُنْتَصَفِ اللَّيْلِ، دَوَّى الْهُتَافُ: هَا هُوَ الْعَرِيسُ آتٍ؛ فَانْطَلِقْنَ لِمُلاقَاتِهِ! فَنَهَضَتِ الْعَذَارَى جَمِيعاً وَجَهَّزْنَ مَصَابِيحَهُنَّ. وَقَالَتِ الْجَاهِلاتُ لِلْحَكِيمَاتِ: أَعْطِينَنَا بَعْضَ الزَّيْتِ مِنْ عِنْدِكُنَّ، فَإِنَّ مَصَابِيحَنَا تَنْطَفِئُ! فَأَجَابَتِ الْحَكِيمَاتُ: رُبَّمَا لَا يَكْفِي لَنَا وَلَكُنَّ. فَاذْهَبْنَ بِالأَحْرَى إِلَى بَائِعِي الزَّيْتِ وَاشْتَرِينَ لَكُنَّ! 10 وَبَيْنَمَا الْعَذَارَى الْجَاهِلاتُ ذَاهِبَاتٌ لِلشِّرَاءِ، وَصَلَ الْعَرِيسُ، فَدَخَلَتِ الْعَذَارَى الْمُسْتَعِدَّاتُ مَعَهُ إِلَى قَاعَةِ الْعُرْسِ، وَأُغْلِقَ الْبَابُ. 11 وَبَعْدَ حِينٍ، رَجَعَتِ الْعَذَارَى الأُخْرَيَاتُ، وَقُلْنَ: يَا سَيِّدُ، يَا سَيِّدُ، افْتَحْ لَنَا! 12 فَأَجَابَ الْعَرِيسُ: الْحَقَّ أَقُولُ لَكُنَّ: إِنِّي لَا أَعْرِفُكُنَّ! 13 فَاسْهَرُوا إِذَنْ، لأَنَّكُمْ لَا تَعْرِفُونَ الْيَوْمَ وَلا السَّاعَةَ!

مَثل الوزنات

14 فَذَلِكَ أَشْبَهُ بِإِنْسَانٍ مُسَافِرٍ، اسْتَدْعَى عَبِيدَهُ وَسَلَّمَهُمْ أَمْوَالَهُ، 15 فَأَعْطَى وَاحِداً مِنْهُمْ خَمْسَ وَزْنَاتٍ (مِنَ الْفِضَّةِ)، وَأَعْطَى آخَرَ وَزْنَتَيْنِ، وَأَعْطَى الثَّالِثَ وَزْنَةً وَاحِدَةً، كُلَّ وَاحِدٍ عَلَى قَدْرِ طَاقَتِهِ، ثُمَّ سَافَرَ. 16 وَفِي الْحَالِ مَضَى الَّذِي أَخَذَ الْوَزْنَاتِ الْخَمْسَ وَتَاجَرَ بِها، فَرَبِحَ خَمْسَ وَزْنَاتٍ أُخْرَى. 17 وَعَمِلَ مِثْلَهُ الَّذِي أَخَذَ الوَزْنَتَيْنِ، فَرَبِحَ وَزْنَتَيْنِ أُخْرَيَيْنِ. 18 وَلَكِنَّ الَّذِي أَخَذَ الْوَزْنَةَ الْوَاحِدَةَ، مَضَى وَحَفَرَ حُفْرَةً فِي الأَرْضِ وَدَفَنَ مَالَ سَيِّدِهِ. 19 وَبَعْدَ مُدَّةٍ طَوِيلَةٍ، رَجَعَ سَيِّدُ أُولئِكَ الْعَبِيدِ وَاسْتَدْعَاهُمْ لِيُحَاسِبَهُمْ. 20 فَجَاءَهُ الَّذِي أَخَذَ الْوَزْنَاتِ الْخَمْسَ، وَقَدَّمَ الْوَزْنَاتِ الْخَمْسَ الأُخْرَى، وَقَالَ: يَا سَيِّدُ، أَنْتَ سَلَّمْتَنِي خَمْسَ وَزْنَاتٍ، فَهَذِهِ خَمْسُ وَزْنَاتٍ غَيْرُهَا رَبِحْتُهَا! 21 فَقَالَ لَهُ سَيِّدُهُ: حَسَناً فَعَلْتَ أَيُّهَا الْعَبْدُ الصَّالِحُ وَالأَمِينُ! كُنْتَ أَمِيناً عَلَى الْقَلِيلِ، فَسَأُقِيمُكَ عَلَى الْكَثِيرِ. اُدْخُلْ إِلَى فَرَحِ سَيِّدِكَ! 22 ثُمَّ جَاءَهُ أَيْضاً الَّذِي أَخَذَ الْوَزْنَتَيْنِ وَقَالَ: يَا سَيِّدُ أَنْتَ سَلَّمْتَنِي وَزْنَتَيْنِ، فَهَاتَانِ وَزْنَتَانِ غَيْرُهُمَا رَبِحْتُهُمَا! 23 فَقَالَ لَهُ سَيِّدُهُ: حَسَناً فَعَلْتَ أَيُّهَا الْعَبْدُ الصَّالِحُ وَالأَمِينُ! كُنْتَ أَمِيناً عَلَى الْقَلِيلِ، فَسَأُقِيمُكَ عَلَى الْكَثِيرِ. اُدْخُلْ إِلَى فَرَحِ سَيِّدِكَ! 24 ثُمَّ جَاءَهُ أَيْضاً الَّذِي أَخَذَ الْوَزْنَةَ الْوَاحِدَةَ، وَقَالَ: يَا سَيِّدُ، عَرَفْتُكَ رَجُلاً قَاسِياً، تَحْصُدُ مِنْ حَيْثُ لَمْ تَزْرَعْ، وَتَجْمَعُ مِنْ حَيْثُ لَمْ تَبْذُرْ، 25 فَخِفْتُ، فَذَهَبْتُ وَدَفَنْتَ وَزْنَتَكَ فِي الأَرْضِ. فَهَذَا هُوَ مَالُكَ! 26 فَأَجَابَهُ سَيِّدُهُ: أَيُّهَا الْعَبْدُ الشِّرِّيرُ الْكَسُولُ! عَرَفْتَ أَنِّي أَحْصُدُ مِنْ حَيْثُ لَمْ أَزْرَعْ، وَأَجْمَعُ مِنْ حَيْثُ لَمْ أَبْذُرْ، 27 فَكَانَ يَحْسُنُ بِكَ أَنْ تُوْدِعَ مَالِي عِنْدَ الصَّيَارِفَةِ لِكَيْ أَسْتَرِدَّهُ لَدَى عَوْدَتِي مَعَ فَائِدَتِهِ! 28 ثُمَّ قَالَ لِعَبِيدِهِ: خُذُوا مِنْهُ الْوَزْنَةَ، وَأَعْطُوهَا لِصَاحِبِ الْوَزْنَاتِ الْعَشْرِ: 29 فَإِنَّ كُلَّ مَنْ عِنْدَهُ، يُعْطَى الْمَزِيدَ فَيَفِيضُ؛ وَمَنْ لَيْسَ عِنْدَهُ، فَحَتَّى الَّذِي عِنْدَهُ يُنْتَزَعُ مِنْهُ. 30 أَمَّا هَذَا الْعَبْدُ الَّذِي لَا نَفْعَ مِنْهُ، فَاطْرَحُوهُ فِي الظُّلْمَةِ الْخَارِجِيَّةِ، هُنَاكَ يَكُونُ البُكَاءُ وَصَرِيرُ الأَسْنَانِ!

الخراف والجداء

31 وَعِنْدَمَا يَعُودُ ابْنُ الإِنْسَانِ فِي مَجْدِهِ وَمَعَهُ جَمِيعُ مَلائِكَتِهِ، فَإِنَّهُ يَجْلِسُ عَلَى عَرْشِ مَجْدِهِ، 32 وَتَجْتَمِعُ أَمَامَهُ الشُّعُوبُ كُلُّهَا، فَيَفْصِلُ بَعْضَهُمْ عَنْ بَعْضٍ كَمَا يَفْصِلُ الرَّاعِي الْغَنَمَ عَنِ الْمِعَازِ، 33 فَيُوقِفُ الْغَنَمَ عَنْ يَمِينِهِ، وَالْمِعَازِ عَنْ يَسَارِهِ؛ 34 ثُمَّ يَقُولُ الْمَلِكُ لِلَّذِينَ عَنْ يَمِينِهِ: تَعَالَوْا يَا مَنْ بَارَكَهُمْ أَبِي، رِثُوا الْمَلَكُوتَ الَّذِي أُعِدَّ لَكُمْ مُنْذُ إِنْشَاءِ الْعَالَمِ: 35 لأَنِّي جُعْتُ فَأَطْعَمْتُمُونِي، عَطِشْتُ فَسَقَيْتُمُونِي، كُنْتُ غَرِيباً فَآوَيْتُمُونِي، 36 عُرْيَاناً فَكَسَوْتُمُونِي، مَرِيضاً فَزُرْتُمُونِي، سَجِيناً فَأَتَيْتُمْ إِلَيَّ! 37 فَيَرُدُّ الصَّالِحونَ قَائِلِينَ: يَا رَبُّ، مَتَى رَأَيْنَاكَ جَائِعاً فَأَطْعَمْنَاكَ، أَوْ عَطْشَاناً فَسَقَيْنَاكَ؟ 38 وَمَتَى رَأَيْنَاكَ غَرِيباً فَآوَيْنَاكَ، أَوْ عُرْيَاناً فَكَسَوْنَاكَ؟ 39 وَمَتَى رَأَيْنَاكَ مَرِيضاً أَوْ سَجِيناً فَزُرْنَاكَ؟ 40 فَيُجِيبُهُمُ الْمَلِكُ: الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: بِمَا أَنَّكُمْ فَعَلْتُمْ ذَلِكَ بِأَحَدِ إِخْوَتِي هَؤُلاءِ الصِّغَارِ، فَبِي فَعَلْتُمْ!

41 ثُمَّ يَقُولُ لِلَّذِينَ عَنْ يَسَارِهِ: ابْتَعِدُوا عَنِّي يَا مَلاعِينُ إِلَى النَّارِ الأَبَدِيَّةِ الْمُعَدَّةِ لإِبْلِيسَ وَأَعْوَانِهِ! 42 لأَنِّي جُعْتُ فَلَمْ تُطْعِمُونِي، وَعَطِشْتُ فَلَمْ تَسْقُونِي، 43 كُنْتُ غَرِيباً فَلَمْ تَأْوُونِي، عُرْيَاناً فَلَمْ تَكْسُونِي، مَرِيضاً وَسَجِيناً فَلَمْ تَزُورُونِي! 44 فَيَرُدُّ هَؤُلاءِ أَيْضاً قَائِلِينَ: يَا رَبُّ، مَتَى رَأَيْنَاكَ جَائِعاً أَوْ عَطْشَاناً أَوْ غَرِيباً أَوْ عُرْيَاناً أَوْ مَرِيضاً أَوْ سَجِيناً، وَلَمْ نَخْدِمْكَ؟ 45 فَيُجِيبُهُمْ: الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: بِمَا أَنَّكُمْ لَمْ تَفْعَلُوا ذَلِكَ بِأَحَدِ إِخْوَتِي هَؤُلاءِ الصِّغَارِ، فَبِي لَمْ تَفْعَلُوا! 46 فَيَذْهَبُ هَؤُلاءِ إِلَى الْعِقَابِ الأَبَدِيِّ، وَالصَّالِحونَ إِلَى الْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ!»