Add parallel Print Page Options

مَثَلُ الحَارِس

33 وَأتَتْ إلَيَّ كَلِمَةُ اللهِ: «يَا إنْسَانُ، تَكَلَّمْ إلَى شَعْبِكَ وَقُلْ لَهُمْ: ‹افتَرِضُوا أنِّي أتَيْتُ بِعَدُوٍّ عَلَى أُمَّةٍ، فَاخْتَارَ الشَّعْبُ أحَدَ المُواطِنِينَ لِيَقِفَ حَارِسًا. وَإذْ رَأى العَدُوَّ قَادِمًا، نَفَخَ فِي البُوقِ لِيُحَذِّرَ الشَّعْبَ. فَإنْ سَمِعَ الإنْسَانُ صَوْتَ البُوقِ وَتَجَاهَلَهُ، فَإنَّهُ مَسؤُولٌ عَنْ مَوْتِهِ حِينَ يَأتِيهِ سَيفُ العَدُوِّ. فَقَدْ سَمِعَ ذَلِكَ الإنْسَانُ صَوْتَ تَحْذِيرِ البُوقِ وَتَجَاهَلَهُ، فَهُوَ يَتَحَمَّلُ مَوْتَهُ. فَلَوِ انتَبَهَ لِلتَّحذِيرِ، لَأَنقَذَ نَفْسَهُ.

«‹لَكِنْ إنْ رَأى الحَارِسُ العَدُوَّ، وَلَمْ يَضْرِبْ بِالبُوقِ لِلتَّحذِيرِ حَتَّى يَسْمَعَ النَّاسُ فَيَنْتَبِهُونَ، فَإنَّ العَدُوَّ سَيَأْتِي وَيَأْخُذَ حَيَاتَهُمْ. هَؤُلَاءِ النَّاسُ سَيَمُوتُونَ بِسَبَبِ إثمِهِمْ، وَلَكِنِّي سَأُحَمِّلُ الحَارِسَ مَسؤُولِيَّةَ مَوْتِهِمْ.›

«يَا إنْسَانُ، جَعَلْتُكَ حَارِسًا لِبَنِي إسْرَائِيلَ. تَسْمَعُ مِنِّي رِسَالَةً، وَتُبَلِّغُهُمْ بِإنذَارِي. فَإنْ حَكَمْتُ عَلَى شِرِّيرٍ وَقُلْتُ لَهُ: ‹سَتَمُوتُ!› وَأنْتَ لَمْ تُنذِرِ ذَلِكَ الشِّرِّيرَ لَيَتُوبَ عَنْ شَرِّهِ فَيَنْجُو، فَإنَّهُ سَيَهْلِكُ بِذَنبِهِ، لَكِنَّنِي سَأُحَمِّلُكَ مَسؤُولِيَةَ هَلَاكِهِ.

«أمَّا إنْ أنذَرْتَ ذَلِكَ الشِّرِّيرَ، وَلَمْ يَتُبْ عَنْ شَرِّهِ وَلَمْ يَتَرَاجَعْ عَنْ طَرِيقِهِ الرَّدِيءِ، فَإنَّهُ سَيَهْلِكُ بِذَنبِهِ، وَأنْتَ سَتَنْجُو بِنَفْسَكَ.

اللهُ يَطْلُبُ التَّوْبَة

10 «يَا إنْسَانُ قُلْ لِبَيْتِ إسْرَائِيلَ: ‹أنْتُمْ تَقُولُونَ: قَدِ ارتَكَبنَا خَطَايَا وَجَرَائِمَ، وَنَحْنُ نَتَعَفَّنُ بِسَبَبِهَا. فَكَيْفَ نَحيَا مِنْ جَدِيدٍ؟ 11 قُلْ لَهُمْ: هَذَا مَا يُعلِنَهُ الرَّبُّ الإلَهُ: أنَا لَا أُسَرُّ بِمُوتَ الشِّرِّيرُ، بَلْ بِأنْ يَتُوبَ عَنْ شَرِّهِ فَيَحيَا. يَا بَنِي إسْرَائِيلَ، ارجِعُوا عَنْ طُرُقِكُمُ الشِّرِّيرَةِ كَي لَا تَهْلِكُوا.›

12 «يَا إنْسَانُ، قُلْ لِشَعْبِكَ: بِرُّ الإنْسَانِ البَارِّ لَنْ يُنقِذَهُ حِينَ يَتَرَاجَعُ وَيَعِيشُ فِي الخَطيَّةِ. كَمَا أنَّ شَرَّ الشِّرِّيرِ لَنْ يُسقِطَهُ حِينَ يَتُوبُ عَنْ طُرُقِهِ الشِّرِّيرَةِ. أمَّا البَّارُ فَلَنْ يَنْجُوَ مِنَ العِقَابِ حِينَ يُخطِئُ.

13 «إنْ قُلْتُ لِإنْسَانٍ بَارٍّ: ‹سَتَحيَا!› رُبَّمَا يَظُنُّ أنَّ مَاضِيَهِ الصَّالِحَ سَيُنقِذُهُ، فَيَبْدَأُ بِعَمَلِ شُرُورٍ رَدِيئَةٍ. إنْ حَدَثَ هَذَا، فَإنَّ بِرَّ ذَلِكَ الرَّجُلِ لَنْ يُذكَرَ، وَسَيَهْلِكُ بِسَبَبِ الشُّرُّورِ الَّتِي عَمِلَهَا.

14 «فَإنْ حَكَمْتُ عَلَى شِرِّيرٍ وَقُلْتُ لَهُ: ‹سَتَمُوتُ!› فَتَابَ عَنْ خَطِيَّتِهِ، وَأطَاعَ الوَصَايَا وَعَمِلَ الصَلَاحَ – 15 إنْ أرجَعَ الشِّرِّيرُ مَا أخَذَهُ مِنَ المَسَاكِينِ، وَدَفَعَ مَا عَلَيْهِ مِنْ دُيُونٍ، وَتَوَقَّفَ عَنْ عَمَلِ الشُّرُّورِ، وَسَلَكَ حَسَبَ الشَّرَائِعِ الَّتِي تُعطِي حَيَاةً، فَإنَّهُ سَيَنْجُو وَلَنْ يَهْلِكَ. 16 لَنْ تُحسَبَ ضِدَّهُ خَطَايَاهُ. فَحَيْثُ إنَّهُ بَدَأ يَعْمَلُ مَا هُوَ صَالِحٌ وَعَادِلٌ، فَسَينجُو!»

17 «قَدْ يُقُولُ النَّاسُ: ‹طُرُقُ الرَّبِّ لَيْسَتْ مُسْتَقِيمَةً!› بَلْ طُرُقُهُمْ هُمْ غَيْرُ مُسْتَقِيمَةٍ. 18 فَإنْ تَوَقَّفَ إنْسَانٌ صَالِحٌ عَنِ السُّلُوكِ الصَّحِيحِ، فَبَدَأ يَرْتَكِبُ الشُّرُورَ، فَإنَّهُ سَيَهْلِكُ بِسَبَبِ أعْمَالِهِ الشِّرِّيرَةِ. 19 فَإنْ تَابَ عَنِ الشُّرُّورِ الَّتِي عَمِلَهَا، وَعَمِلَ مَا هُوَ صَالِحٌ وَعَادِلٌ، فَإنَّهُ سَيَحيَا. 20 وَلَكِنَّكُمْ تَقُولُونَ إنَّ طُرُقَ اللهِ غَيْرُ مُسْتَقِيمَةٍ. يَا بَيْتَ إسْرَائِيلَ، سَأَدِينُ كُلَّ وَاحِدٍ بِحَسَبِ أعْمَالِهِ.»

سُقُوطُ القُدْس

21 وَفِي اليَوْمِ الخَامِسِ مِنَ الشَّهْرِ العَاشِرِ مِنَ السَّنَةِ الثَّانِيَةَ عَشْرَةَ مِنَ السَّبْيِ، أتَى إلَيَّ أحَدُ الَّذِينَ هَرَبُوا مِنْ مَدِينَةِ القُدْسِ، وَقَالَ لِي: «سَقَطَتْ مَدِينَةُ القُدْسِ.» 22 وَفِي اللَّيلَةِ الَّتِي سَبَقَتْ مَجِيءَ اللَّاجِئِ إلَيَّ، جَعَلَتنِي قُوَّةُ اللهِ أتَكَلَّمُ، فَانفَتَحَ فَمِي وَتَكَلَّمْتُ. حَدَثَ هَذَا قَبْلَ أنْ يأتِيَ اللَّاجِئُ إلَيَّ فِي الصَّبَاحِ. 23 وَأتَتْ إلَيَّ كَلِمَةُ اللهِ، فَقَالَ لِي: 24 «يَا إنْسَانُ، يَقُولُ الشَّعْبُ السَّاكِنُ وَسَطَ خَرَائِبِ إسْرَائِيلَ: ‹لَمْ يَكُنْ إبْرَاهِيمُ سِوَى رَجُلٍ وَاحِدٍ، وَمَعَ هَذَا فَقَدْ وَرِثَ الأرْضَ كُلَّهَا. أمَّا نَحْنُ فَكَثِيرُونَ، وَلِذَا فَإنَّنَا سَنَحْتَفِظُ بِالأرْضِ مِيرَاثًا لَنَا.›

25 «لِذَلِكَ هَذَا هُوَ مَا يَقُولُهُ الرَّبُّ الإلَهُ: ‹هَلْ تَأْكُلُونَ الدَّمَ، وَتَعْبُدُونَ الأوْثَانَ القَذِرَةَ، وَتَقْتُلُونَ النَّاسَ، وَمَعَ هَذَا تَحْتَفِظُونَ بِالأرْضِ؟ 26 تَعْتَمِدُونَ عَلَى العُنفِ وَالظُّلمِ، وَتَعْمَلُونَ مَا هُوَ بَشِعٌ، وَيُنَجِّسُ كُلُّ وَاحِدٍ زَوْجَةَ صَاحِبِهِ، وَتُرِيدُونَ الِاحْتِفَاظَ بِالأرْضِ؟›

27 «قُلْ لَهُمْ هَذَا هُوَ مَا يَقُولُهُ الرَّبُّ الإلَهُ: ‹أُقْسِمُ بِذَاتِي إنَّكُمْ سَتَمُوتُونَ بِالسَّيْفِ فِي تِلْكَ الخَرَائِبِ. وَالَّذِينَ يَمُوتُونَ مِنْكُمْ فِي الحقُولِ فَإنِّي سَأجْعَلُهُمْ طَعَامًا لِلحَيَوَانَاتِ البَرِّيَّةِ، وَالَّذِينَ يَخْتَبِئُونَ مِنْكُمْ فِي الحُصُونِ وَالكُهُوفِ، سَيَمُوتُونَ مِنَ الوَبَاءِ. 28 سَأجْعَلُ هَذِهِ الأرْضَ خَرَابًا مَهجُورًا، فَلَا يَعُودُ لَهَا مَا تَتَبَاهَى بِهِ. سَتَصِيرُ جِبَالُ إسْرَائِيلَ مُوحِشَةً فَلَا يَعْبُرُهَا أحَدٌ. 29 وَحِينَ أجعَلُ الأرْضَ خَرِبَةً بِسَبَبِ الأُمُورِ الكَرِيهَةِ الَّتِي عَمِلُوهَا، فَإنَّهُمْ سَيَعَلَمُونَ أنِّي أنَا اللهُ.›

30 «أمَّا أنْتَ يَا إنْسَانُ، فَإنَّ شَعْبَكَ يَتَكَلَّمُ عَلَيْكَ قُرْبَ الأسوَارِ وَعِنْدَ كُلِّ بَابٍ. يَقُولُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ لِنَذهَبْ وَنَسْتَمِعْ إلَى الرِّسَالَةِ الآتِيَةِ مِنَ عِنْدِ اللهِ! 31 فَيَأْتُونَ إلَيْكَ كَجُمهُورٍ كَبِيرٍ، وَيَجْلِسُونَ أمَامَكَ وَيَسْتَمِعُونَ إلَى كَلَامِكَ، لَكِنَّهُمْ لَنْ يَعَمَلُوا بِهِ. تَسْمَعُ المَدِيحَ عَلَى شِفَاهِهِمْ، أمَّا قُلُوبُهُمْ فَمُولَعَةٌ بِالرِّبحِ.

32 «مَا أنْتَ لَهُمْ سِوَى مُغَنٍّ ذِي صَوْتٍ جَمِيلٍ، يُغَنِّي أغَانِيَ الحُبِّ بِألحَانٍ عَذْبَةٍ. سَيَسْمَعُونَ كَلَامَكَ، وَلَكِنَّهُمْ لَنْ يَعْمَلُوا بِهِ. 33 لَكِنْ حِينَ تأتِي المُصِيبَةُ – وَسَتَأْتِي حَتمًا – فَحِينَئِذٍ، سَيَعْلَمُونَ أنَّ نَبِيًّا كَانَ فِي وَسَطَهِمْ.»

حزقيال الرقيب

33 وَأَوْحَى إِلَيَّ الرَّبُّ قَائِلاً: «يَا ابْنَ آدَمَ، خَاطِبْ أَبْنَاءَ إِسْرَائِيلَ وَقُلْ لَهُمْ: إِذَا جَلَبْتُ سَيْفاً عَلَى أَرْضٍ كَانَ أَهْلُهَا قَدْ أَقَامُوا لَهُمْ رَقِيباً مِنْ بَيْنِهِمْ. فَإِذَا رَأَى الأَعْدَاءَ مُقْبِلِينَ لِمُهَاجَمَةِ الأَرْضِ، فَنَفَخَ بِالْبُوقِ تَحْذِيراً لِلشَّعْبِ، فَمَنْ يَسْمَعُ دَوِيَّ الْبُوقِ وَلا يَحْتَرِسُ، ثُمَّ أَتَى السَّيْفُ وَقَتَلَهُ، فَدَمُهُ يَقَعُ عَلَى رَأْسِهِ. لأَنَّهُ سَمِعَ دَوِيَّ الْبُوقِ وَلَمْ يَحْتَرِسْ. لِهَذَا يَكُونُ دَمُهُ عَلَى نَفْسِهِ، إِذْ لَوِ احْتَرَسَ لأَنْقَذَ نَفْسَهُ. وَلَكِنْ إِنْ رَأَى الرَّقِيبُ الْعَدُوَّ مُقْبِلاً وَلَمْ يَنْفُخْ بِالْبُوقِ، فَلَمْ يَحْتَرِسِ الشَّعْبُ، فَأَقْدَمَ الْعَدُوُّ وَقَتَلَ نَفْساً مِنْهُمْ، فَالْقَتِيلُ قَدْ لاقَى حَتْفَهُ جَزَاءَ ذَنْبِهِ، أَمَّا دَمُهُ فَمِنْ يَدِ الرَّقِيبِ أَطْلُبُهُ.

وَأَنْتَ يَا ابْنَ آدَمَ، قَدْ أَقَمْتُكَ رَقِيباً لِشَعْبِ إِسْرَائِيلَ، فَتَسْمَعُ قَضَائِي، وَتُحَذِّرُهُمْ مِنْ قِبَلِي. إِنْ قُلْتُ لِلشِّرِّيرِ: يَا شِرِّيرُ إِنَّكَ حَتْماً تَمُوتُ مِنْ أَجْلِ شَرِّكَ، وَلَمْ تَعْمَدْ إِلَى تَحْذِيرِهِ مِنْ طَرِيقِهِ، فَإِنَّ ذَلِكَ الشِّرِّيرَ يَمُوتُ بِذَنْبِهِ، أَمَّا دَمُهُ فَمِنْ يَدِكَ أَطْلُبُهُ. وَلَكِنْ إِنْ حَذَّرْتَ الشِّرِّيرَ لِيَرْتَدِعَ عَنْ طَرِيقِهِ فَأَبَى فَهُوَ يَمُوتُ بِذَنْبِهِ، أَمَّا أَنْتَ فَتَكُونُ قَدْ خَلَّصْتَ نَفْسَكَ. 10 وَأَنْتَ يَا ابْنَ آدَمَ، قُلْ لِشَعْبِ إِسْرَائِيلَ: أَنْتُمْ تَقُولُونَ: حَقّاً إِنَّ مَعَاصِينَا وَخَطَايَانَا وَاقِعَةٌ عَلَيْنَا، وَبِهَا نَحْنُ هَالِكُونَ، فَكَيْفَ إِذاً نَحْيَا؟ 11 قُلْ لَهُمْ: حَيٌّ أَنَا يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ، إِنِّي لَا أَبْتَهِجُ بِمَوْتِ الشِّرِّيرِ بَلْ بِأَنْ يَرْتَدِعَ عَنْ غِيِّهِ وَيَحْيَا. ارْجِعُوا، ارْجِعُوا عَنْ طُرُقِكُمِ الرَّدِيئَةِ! لِمَاذَا تَمُوتُونَ يَا شَعْبَ إِسْرَائِيلَ؟ 12 وَأَنْتَ يَا ابْنَ آدَمَ، قُلْ لأَبْنَاءِ شَعْبِكَ: لَا يَنْجُو الْبَارُّ بِبِرِّهِ فِي يَوْمِ مَعْصِيَتِهِ، وَلا يَعْثُرُ الشِّرِّيرُ بِشَرِّهِ فِي يَوْمِ تَوْبَتِهِ. كَذَلِكَ لَا يَسْتَطِيعُ الْبَارُّ أَنْ يَحْيَا بِبِرِّهِ فِي يَوْمِ اقْتِرَافِهِ لِخَطِيئَتِهِ. 13 وَإِنْ قُلْتَ لِلْبَارِّ إِنَّكَ لَا مَحَالَةَ تَحْيَا، فَاعْتَمَدَ عَلَى بِرِّهِ وَأَثِمَ، فَإِنَّ بِرَّهُ كُلَّهُ لَا يُذْكَرُ لَهُ، بَلْ يَمُوتُ بِمَا ارْتَكَبَ مِنْ إِثْمٍ. 14 وَإذَا قُلْتَ لِلشِّرِّيرِ إِنَّكَ لَا مَحَالَةَ مَائِتٌ: فَارْتَدَعَ عَنْ خَطِيئَتِهِ وَمَارَسَ الْعَدْلَ وَالْحَقَّ، 15 وَرَدَّ الرَّهْنَ، وَعَوَّضَ عَمَّا اغْتَصَبَهُ، وَسَلَكَ فِي الْفَرَائِضِ الَّتِي تُؤَمِّنُ لَهُ الْحَيَاةَ، مِنْ غَيْرِ أَنْ يَرْتَكِبَ إِثْماً، فَإِنَّهُ لَا مَحَالَةَ يَحْيَا وَلا يَمُوتُ فِي خَطَايَاهُ، 16 وَلا تُذْكَرُ كُلُّ خَطِيئَةٍ ارْتَكَبَهَا، لأَنَّهُ عَادَ فَمَارَسَ الْعَدْلَ وَالْحَقَّ. إِنَّهُ حَيَاةً يَحْيَا! 17 وَمَعَ ذَلِكَ يَدَّعِي أَبْنَاءُ شَعْبِكَ أَنَّ طَرِيقَ الرَّبِّ مُعْوَجَّةٌ. بَلْ إِنَّ طَرِيقَهُمْ هُمْ هِيَ الْمُعْوَجَّةُ. 18 فَعِنْدَ ارْتِدَادِ الْبَارِّ عَنْ بِرِّهِ وَارْتِكَابِهِ الإِثْمَ فَإِنَّهُ بِهِ يَمُوتُ. 19 وَعِنْدَ ارْتِدَاعِ الشِّرِّيرِ عَنْ غِيِّهِ، وَمُمَارَسَتِهِ الْعَدْلَ وَالْحَقَّ، فَإِنَّهُ بِهِمَا يَحْيَا. 20 وَأَنْتُمْ مَعَ ذَلِكَ تَقُولُونَ إِنَّ طَرِيقَ الرَّبِّ مُعْوَجَّةٌ. إِنَّنِي أَدِينُ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ بِمُقْتَضَى طُرُقِهِ يَا شَعْبَ إِسْرَائِيلَ».

تفسير سقوط أورشليم

21 وَفِي الْيَوْمِ الْخَامِسِ مِنَ الشَّهْرِ الْعَاشِرِ مِنَ السَّنَةِ الثَّانِيَةِ عَشْرَةَ مِنْ سَبْيِنَا، أَقْبَلَ إِلَيَّ نَاجٍ مِنْ أُورُشَلِيمَ وَقَالَ: «قَدْ تَمَّ تَدْمِيرُ الْمَدِينَةِ». 22 وَكَانَتْ يَدُ الرَّبِّ عَلَيَّ فِي الْمَسَاءِ قُبَيْلَ مَجِيءِ النَّاجِي، وَفَتَحَ الرَّبُّ فَمِي فِي الصَّبَاحِ عِنْدَ وُصُولِهِ، فَانْفَكَّتْ عُقْدَةُ لِسَانِي وَلَمْ أَعُدْ أَبْكَمَ. 23 فَأَوْحَى إِلَيَّ الرَّبُّ بِكَلِمَتِهِ قَائِلاً: 24 «يَا ابْنَ آدَمَ، إِنَّ الْمُقِيمِينَ فِي خَرَائِبِ أَرْضِ إِسْرَائِيلَ يَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ فَرْداً وَاحِداً وَمَعَ ذَلِكَ وَرِثَ الأَرْضَ، وَهَكَذَا نَحْنُ كَثِيرُونَ، وَقَدْ وُهِبَتْ لَنَا الأَرْضُ مِيرَاثاً. 25 لِذَلِكَ قُلْ لَهُمْ: أَتَأْكُلُونَ اللَّحْمَ بِالدَّمِ وَتَتَعَلَّقُ عُيُونُكُمْ بِأَصْنَامِكُمْ وَتَسْفِكُونَ الدَّمَ، ثُمَّ تَرِثُونَ الأَرْضَ؟ 26 اعْتَمَدْتُمْ عَلَى سُيُوفِكُمْ، وَارْتَكَبْتُمُ الْمُوبِقَاتِ، وَزَنَى كُلٌّ مِنْكُمْ مَعَ امْرَأَةِ صَاحِبِهِ. فَهَلْ تَرِثُونَ الأَرْضَ؟ 27 قُلْ لَهُمْ، هَذَا مَا يُعْلِنُهُ السَّيِّدُ الرَّبُّ: حَيٌّ أَنَا، إِنَّ الَّذِينَ يُقِيمُونَ فِي الْخَرَائِبِ يُقْتَلُونَ بِالسَّيْفِ، وَالَّذِينَ يَسْكُنُونَ فِي الْعَرَاءِ أَبْذِلُهُمْ قُوتاً لِلْوُحُوشِ، وَالْمُتَمَنِّعُونَ فِي الْحُصُونِ وَالْمَغَاوِرِ يَمُوتُونَ بِالْوَبَاءِ. 28 فَأَجْعَلُ الأَرْضَ أَطْلالاً مُقْفِرَةً وَتَبْطُلُ كِبْرِيَاءُ عِزَّتِهَا، وَتُصْبِحُ جِبَالُ إِسْرَائِيلَ جَرْدَاءَ لَا يَجْتَازُ بِها عَابِرٌ. 29 فَيُدْرِكُونَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ حِينَ أَجْعَلُ الأَرْضَ خَرِبَةً مُقْفِرَةً مِنْ جَرَّاءِ مَا ارْتَكَبُوهُ مِنْ رَجَاسَاتٍ.

30 أَمَّا أَنْتَ يَا ابْنَ آدَمَ فَإِنَّ أَبْنَاءَ شَعْبِكَ يَتَحَدَّثُونَ عَنْكَ بِجُوَارِ الْجُدْرَانِ وَفِي مَدَاخِلِ أَبْوَابِ الْبُيُوتِ، وَيُخَاطِبُ أَحَدُهُمُ الآخَرَ، وَالرَّجُلُ أَخَاهُ قَائِلِينَ: هَيَّا تَعَالَوْا اسْمَعُوا كَلامَ الْوَحْيِ الصَّادِرِ مِنْ عِنْدِ الرَّبِّ. 31 وَيُقْبِلُونَ إِلَيْكَ مِثْلَ سَائِرِ الشَّعْبِ وَيَجْلِسُونَ فِي حَضْرَتِكَ نَظِيرَ شَعْبِي، وَيُصْغُونَ إِلَى كَلامِكَ وَلا يَعْمَلُونَ بِهِ. إِنَّهُمْ يُعْرِبُونَ عَنْ أَشْوَاقِهِمْ بِكَلامِهِمْ، أَمَّا قَلْبُهُمْ فَقَدْ غَوَى وَرَاءَ مَكْسَبِهِمْ. 32 وَهَا أَنْتَ لَهُمْ كَقَصِيدَةِ حُبٍّ يَتَغَنَّى بِها ذُو صَوْتٍ عَذْبٍ، يُحْسِنُ الْعَزْفَ، فَيُصْغُونَ إِلَى كَلامِكَ وَلا يَعْمَلُونَ بِهِ. 33 وَإذَا تَحَقَّقَ هَذَا، وَهُوَ لابُدَّ أَنْ يَتِمَّ، يُدْرِكُونَ أَنَّ نَبِيًّا كَانَ بَيْنَهُمْ».