عمل ما هو صالح

ذَكِّرِ الْمُؤْمِنِينَ أَنْ يَخْضَعُوا لِلْحُكَّامِ وَالسُّلُطَاتِ، وَيُطِيعُوا الْقَانُونَ، وَيَكُونُوا مُسْتَعِدِّينَ لِكُلِّ عَمَلٍ صَالِحٍ، وَلا يَقُولُوا سُوءاً فِي أَحَدٍ، وَلا يَكُونُوا مُخَاصِمِينَ، بَلْ لُطَفَاءَ يُعَامِلُونَ الْجَمِيعَ بِوَدَاعَةٍ تَامَّةٍ. فَإِنَّنَا نَحْنُ أَيْضاً كُنَّا فِي الْمَاضِي جُهَّالاً، غَيْرَ مُطِيعِينَ، تَائِهِينَ فِي الضَّلالِ، عَبِيداً يَخْدِمُونَ الشَّهَوَاتِ وَاللَّذَّاتِ الْمُخْتَلِفَةَ، نَعِيشُ فِي الْخُبْثِ وَالْحَسَدِ، مَكْرُوهِينَ، وَكَارِهِينَ بَعْضُنَا لِبَعْضٍ.

وَلَكِنْ، لَمَّا ظَهَرَ لُطْفُ مُخَلِّصِنَا اللهِ، وَمَحَبَّتُهُ لِلنَّاسِ، خَلَّصَنَا، لَا عَلَى أَسَاسِ أَعْمَالِ بِرٍّ قُمْنَا بِها نَحْنُ، وَإِنَّمَا بِمُوجِبِ رَحْمَتِهِ، وَذَلِكَ بِأَنْ غَسَلَنَا كُلِّيًّا غُسْلَ الْخَلِيقَةِ الْجَدِيدَةِ وَالتَّجْدِيدِ الَّذِي يُجْرِيهِ الرُّوحُ الْقُدُسُ، الَّذِي سَكَبَهُ عَلَيْنَا بِغِنىً بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ مُخَلِّصِنَا. حَتَّى إِذَا تَبَرَّرْنَا بِنِعْمَتِهِ، نَصِيرُ وَرَثَةً، وَفْقاً لِرَجَائِنَا بِالْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ. صَادِقٌ هَذَا الْقَوْلُ! وَأُرِيدُ أَنْ تُقَرِّرَ هَذِهِ الأُمُورَ قَرَاراً حَاسِماً، حَتَّى يَهْتَمَّ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ بِأَنْ يَجْتَهِدُوا فِي الأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ. هَذِهِ الأُمُورُ حَسَنَةٌ وَنَافِعَةٌ لِلنَّاسِ. أَمَّا الْمَسَائِلُ السَّخِيفَةُ، وَسَلاسِلُ النَّسَبِ، وَالْمُخَاصَمَاتُ، وَالْمُنَازَعَاتُ حَوْلَ الشَّرِيعَةِ، فَتَجَنَّبْهَا، لأَنَّهَا غَيْرُ نَافِعَةٍ، وَبَاطِلَةٌ. 10 وَصَاحِبُ الْهَرْطَقَةِ اقْطَعِ الْعَلاقَةَ بِهِ بَعْدَ إِنْذَارِهِ أَوَّلاً وَثَانِياً، 11 عَالِماً أَنَّ مِثْلَ هَذَا مُنْحَرِفٌ يَمْضِي فِي الْخَطِيئَةِ وَقَدْ حَكَمَ عَلَى نَفْسِهِ بِنَفْسِهِ!

وصايا ختامية

12 حَالَمَا أُرْسِلُ إِلَيْكَ أَرْتِمَاسَ أَوْ تِيخِيكُسَ، اجْتَهِدْ أَنْ تَأْتِيَنِي إِلَى مَدِينَةِ نِيكُوبُولِيسَ، لأَنِّي قَرَّرْتُ أَنْ أُقَضِّيَ فَصْلَ الشِّتَاءِ هُنَاكَ. 13 اجْتَهِدْ فِي إِطْلاقِ زِينَاسَ الْمُحَامِي وَأَبُلُّوسَ بَعْدَ تَزْوِيدِهِمَا لِلسَّفَرِ، حَتَّى لَا يَحْتَاجَا إِلَى شَيْءٍ. 14 وَلْيَتَعَلَّمْ ذَوُونَا أَيْضاً أَنْ يُمَارِسُوا أَعْمَالاً حَسَنَةً، لِسَدِّ الْحَاجَاتِ الضَّرُورِيَّةِ، لِكَيْ لَا يَكُونُوا عَدِيمِي الثَّمَرِ.

15 جَمِيعُ الَّذِينَ مَعِي يُسَلِّمُونَ عَلَيْكَ. سَلِّمْ عَلَى مُحِبِّينَا فِي الإِيمَانِ.

لِتَكُنِ النِّعْمَةُ مَعَكُمْ جَمِيعاً!

حَيَاةُ الاسْتِقَامَة

ذَكِّرِ النَّاسَ دَائِمًا بِأنْ يَخْضَعُوا لِلحُكَّامِ وَالسُّلُطَاتِ فَيُطِيعُوهُمْ، وَأنْ يَكُونُوا مُسْتَعِدِّينَ لِكُلِّ عَمَلٍ صَالِحٍ. وَأنْ لَا يُشَوِّهُوا سُمعَةَ أحَدٍ، بَلْ يَكُونُوا مُسَالِمِينَ لُطَفَاءَ، مُظهِرِينَ كُلَّ أدَبٍ أمَامَ جَمِيعِ النَّاسِ. أقُولُ هَذَا لِأنَّنَا نَحْنُ أيْضًا كُنَّا ذَاتَ يَوْمٍ أغبِيَاءَ غَيْرَ طَائِعِينَ وَمَخدُوعِينَ. كُنَّا عَبِيدًا لِشَهَوَاتٍ وَمَلَذَّاتٍ مِنْ كُلِّ نَوعٍ. عِشنَا فِي الخُبثِ وَالحَسَدِ. الآخَرُونَ أبغَضُونَا، وَنَحْنُ أبغَضَ بَعْضُنَا بَعْضًا. لَكِنْ عِنْدَمَا أُعْلِنَ لُطفُ اللهِ مُخَلِّصِنَا وَمَحَبَّتُهُ للبَشَرِ، خَلَّصَنَا اللهُ، لَا بِسَبَبِ أعْمَالٍ بَارَّةٍ عَمِلنَاهَا، بَلْ بِرَحمَتِهِ. لَقَدْ خَلَّصَنَا بِوَاسِطَةِ الغُسلِ الَّذِي نُولَدُ بِهِ ثَانِيَةً، وَجَدَّدَنَا بِالرُّوحِ القُدُسِ الَّذِي سَكَبَهُ اللهُ عَلَيْنَا بِغِنَىً فِي يَسُوعَ المَسِيحِ مُخَلِّصِنَا. وَمَنَحَنَا الرَّجَاءَ بِأنْ نَكُونَ وَرَثَةً لِلحَيَاةِ الأبَدِيَّةِ، بَعْدَ أنْ حُسِبنَا أبْرَارًا بِسَبَبِ نِعْمَةِ اللهِ.

هَذَا كَلَامٌ جَدِيرٌ بِالثِّقَةِ. وَأُرِيدُ مِنْكَ أنْ تُؤَكِّدَ عَلَى هَذِهِ الأُمُورِ لِكَي يَهْتَمَّ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ بأِنْ يُمَارِسُوا أعْمَالًا صَالِحَةً. فَهَذِهِ هِيَ الأعْمَالُ النَّافِعَةُ وَالمُفِيدَةُ لِلنَّاسِ.

لَكِنْ تَجَنَّبِ المُجَادَلَاتِ الغَبِيَّةَ حَوْلَ سُلَالَاتِ النَّسَبِ، وَالمُنَازَعَاتِ وَالشِّجَارَاتِ حَوْلَ مَسَائِلِ شَرِيعَةِ مُوسَى، لِأنَّهَا أُمُورٌ غَيْرُ نَافِعَةٍ وَتَافِهَةٌ. 10 ابتَعِدْ عَنِ الَّذِي يُسَبِّبُ الانقِسَامَ بَعْدَ أنْ تُنذِرَهُ مَرَّتَيْنِ عَلَى الأقَلِّ. 11 فَأنْتَ تَعْلَمُ أنَّ مِثْلَ ذَلِكَ الشَّخصِ قَدِ انحَرَفَ، وَأنَّهُ مُسْتَمِرٌّ فِي ارتِكَابِ الخَطِيَّةِ، فَحَكَمَ بِذَلِكَ عَلَى نَفْسِهِ.

تَذْكِيرٌ

12 عِنْدَمَا أُرسِلُ إلَيْكَ أرتِيمَاسَ أوْ تِيخِيكُسَ، ابذُلْ مَا فِي وُسْعِكَ لِلقُدُومِ إلَى مَدِينَةِ نِيكُوبُولِيسَ لِمُقَابَلَتِي، فَقَدْ قَرَّرتُ أنْ أقضِيَ الشِّتَاءَ هُنَاكَ.

13 اعمَلْ مَا فِي وُسْعِكَ لِمُسَاعَدَةِ المُحَامِي زِينَاسَ وَأبُلُّوسَ فِي كُلِّ مَا يَحتَاجَانِ إلَيْهِ لِلسَّفَرِ، لِكَي لَا يَنْقُصَهُمَا شَيءٌ. 14 عَلَى المُؤمِنِينَ أنْ يَتَعَلَّمُوا الاهْتِمَامَ بِمُمَارَسَةِ الأعْمَالِ الصَّالِحَةِ لِكَي يَسُدُّوا الحَاجَاتِ العَاجِلَةَ لِلنَّاسِ فَيَكُونُوا مُثْمِرينَ.

15 جَمِيعُ الَّذِينَ مَعِي يُسَلِّمُونَ عَلَيْكَ. سَلِّمْ عَلَى الَّذِينَ يُحِبُّونَنَا فِي الإيمَانِ. وَلْتَكُنْ نِعْمَةُ اللهِ مَعَكُمْ جَمِيعًا.