Add parallel Print Page Options

أبِيمَالِكُ يَصِيرُ مَلِكَا

وَذَهَبَ أبِيمَالِكُ بْنُ يَرُبَّعَلَ إلَى شَكِيمَ،[a] إلَى أخوَالِهِ، وَقَالَ لَهُمْ وَلِكُلِّ القَبِيلَةِ الَّتِي تَنْتَمِي إلَيْهَا أُمُّهُ: «اسألِي كُلَّ سَادَةِ شَكِيمَ: ‹أيُّهُمَا أفْضَلُ لَكُمْ: أنْ يَحْكُمَكُمْ أبْنَاءُ يَرُبَّعَلَ السَّبعُونَ، أمْ أنْ يَحْكُمَكُمْ رَجُلٌ وَاحِدٌ؟› وَتَذَكَّرُوا أنَّنِي مِنْ لَحْمِكُمْ وَدَمِكُمْ.»

فَنَقَلَ أخوَالُهُ كُلَّ هَذِهِ الأُمُورِ نِيَابَةً عَنْهُ إلَى سَادَةِ شَكِيمَ، فَقَرَّرُوا أنْ يَتْبَعُوا أبِيمَالِكَ، إذْ قَالُوا: «إنَّهُ قَرِيبُنَا.» وَأعْطَوْهُ سَبعِينَ قِطعَةً فِضِّيَّةً مِنْ هَيْكَلِ بَعلِ بَرِيثَ. فَاسْتَأْجَرَ أبِيمَالِكُ بِهَا رِجَالًا أدْنِيَاءَ، فَتَبِعُوهُ.

وَذَهَبَ إلَى بَيْتِ أبِيهِ فِي عَفْرَةَ، وَقَتَلَ إخْوَتَهُ أبْنَاءَ يَرُبَّعَلَ السَّبْعِينَ عَلَى حَجَرٍ وَاحِدٍ. أمَّا يُوثَامُ، الِابْنُ الأصْغَرُ لِيَرُبَّعَلَ، فَقَدِ اخْتَبَأ فَنَجَا. حِينَئِذٍ، اجْتَمَعَ كُلُّ سَادَةِ شَكِيمَ وَكُلُّ سُكَّانِ مِلُّو[b] وَبَايَعُوا أبِيمَالِكَ مَلِكًا عِنْدَ بَلُّوطَةِ العَمُودِ فِي شَكِيمَ.

قِصَّةُ يُوثَام

وَعِنْدَمَا عَلِمَ يُوثَامُ بِهَذَا، ذَهَبَ وَوَقَفَ عَلَى جَبَلِ جِرِزِّيمَ، وَصَرَخَ بِصَوْتٍ مُرْتَفِعٍ:

«اسْتَمِعُوا إلَيَّ يَا سَادَةَ شَكِيمَ، وَلْيَسْتَمِعِ اللهُ إلَى جَوَابِكُمْ.

«ذَهَبَتِ الأشْجَارُ لِتَختَارَ لَهَا مَلِكًا، فَقَالُوا لِشَجَرَةِ الزَّيْتُونِ: ‹كُونِي مَلِكَةً عَلَيْنَا.›

«فَقَالَتْ شَجَرَةُ الزَّيْتُونِ لِلأشْجَارِ: ‹أأُوقِفُ إنْتَاجَ زَيْتِي الغَنِيَّ الَّذِي تُكَرَّمُ بِهِ الآلِهَةُ وَالبَشَرُ لِكَي أملُكَ عَلَى الأشْجَارِ؟›

10 «فَذَهَبَتِ الأشْجَارُ إلَى التِّينَةِ وَقَالَتْ: ‹تَعَالَيْ وَكُونِي مَلِكَةً عَلَيْنَا.›

11 «لَكِنَّ التِّينَةَ قَالَتْ لِلأشْجَارِ: ‹أأُوقِفُ إنْتَاجَ ثَمَرِي الجَيِّدَ الحُلْوَ لِكَي أملُكَ عَلَى الأشْجَارِ؟›

12 «فَقَالَتِ الأشْجَارُ لِلكَرْمَةِ: ‹تَعَالَيْ أنْتِ وَكُونِي مَلِكَةً عَلَيْنَا.›

13 «لَكِنَّ الكَرمَةَ قَالَتْ لِلأشْجَارِ: ‹أأُوقِفُ إنْتَاجَ خَمرِي الَّذِي يُفرِحُ الآلِهَةَ وَالبَشَرَ لِكَي أملُكَ عَلَى الأشْجَارِ؟›

14 «فَقَالَتْ كُلُّ الأشْجَارِ لِلشَجَرَةِ الشَّائِكَةِ: ‹تَعَالَيْ أنْتِ وَكُونِي مَلِكَةً عَلَيْنَا.›

15 «فَقَالَتِ الشَّجَرَةُ الشَّائِكَةُ لِلأشْجَارِ: ‹إنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ حَقًّا أنْ أكُونَ مَلِكَةً عَلَيكُنَّ، فَهَيَّا وَاحتَمِينَ فِي ظِلِّي، وَإلَّا، فَلتَخْرُجْ نَارٌ مِنِّي وَلْتَلْتَهِمْ أرزَ لُبْنَانَ.›

16 «وَالْآنَ، هَلْ تَصَرَّفتُمْ بِإخْلَاصٍ كَامِلٍ عِنْدَمَا جَعَلْتُمْ أبِيمَالِكَ مَلِكًا؟ وَهَلْ تَعَامَلْتُمْ بِإنصَافٍ مَعَ يَرُبَّعَلَ وَعَائِلَتِهِ؟ وَهَلْ عَامَلْتُمُوهُ كَمَا تَسْتَحِقُّ أعْمَالُهُ؟ 17 إذْ تَذْكُرُونَ أنَّ أبِي قَاتَلَ مِنْ أجْلِكُمْ، مُخَاطِرًا بِحَيَاتِهِ، وَقَدْ أنقَذَكُمْ مِنْ سَيطَرَةِ المِديَانِيِّينَ. 18 لَكِنَّكُمْ ثُرْتُمْ عَلَى عَائِلَةِ أبِي اليَوْمَ، وَقَتَلْتُمْ أبْنَاءَهُ، سَبعِينَ رَجُلًا، عَلَى حَجَرٍ وَاحِدٍ، وَجَعَلْتُمْ أبِيمَالِكَ، ابْنَ جَارِيَتِهِ، مَلِكًا عَلَى سَادَةِ شَكِيمَ لِأنَّهُ قَرِيبُكُمْ. 19 فَإنْ كُنْتُمْ تَصَرَّفتُمْ بِإخْلَاصٍ كَامِلٍ مَعَ يَرُبَّعَلَ وَعَائِلَتِهِ اليَوْمَ، فَافرَحُوا بِأبِيمَالِكَ، وَلْيَفْرَحْ هُوَ أيْضًا بِكُمْ. 20 وَإلَّا، لِتَخْرُجْ نَارٌ مِنْ أبِيمَالِكَ وَتَحْرِقْ سَادَةَ شَكِيمَ وَسَكَّانَ القَلْعَةِ. وَلْتَخْرُجْ نَارٌ مِنْ سَادَةِ شَكِيمَ وَمِنْ سَكَّانِ القَلْعَةِ، وَلْتَحْرِقْ أبِيمَالِكَ.»

21 ثُمَّ رَكَضَ يُوثَامُ هَارِبًا، وَذَهَبَ إلَى بِئْرَ. وَبَقِيَ هُنَاكَ لِأنَّهُ كَانَ خَائِفًا مِنْ أخِيهِ أبِيمَالِكَ.

أبِيمَالِكُ يُقَاتِلُ شَكِيم

22 وَحَكَمَ أبِيمَالِكُ بَنِي إسْرَائِيلَ مُدَّةَ ثَلَاثِ سَنَوَاتٍ. 23 لَكِنَّ اللهَ أرْسَلَ رُوحَ عَدَاوَةٍ بَيْنَ أبِيمَالِكَ وَسَادَةِ شَكِيمَ، فَتَمَرَّدَ سَادَةُ شَكِيمَ عَلَى أبِيمَالِكَ. 24 حَدَثَ هَذَا لِكَي يَجْعَلَ اللهُ أبِيمَالِكَ يَدْفَعُ ثَمَنَ عُنفِهِ مَعَ أبْنَاءِ يَرُبَّعَلَ الَّذِينَ قَتَلَهُمْ، وَلِكَي يَدْفَعَ سَادَةُ شَكِيمَ ثَمَنَ تَشْجِيعِهِمْ لَهُ عَلَى قَتلِ إخْوَتِهِ. 25 فَكَمَنَ سَادَةُ شَكِيمَ لَهُ عَلَى قِمَمِ الجِبَالِ. وَكَانُوا يَسْلُبُونَ كَلَّ مَنْ يَمُرُّ بِهِمْ عَلَى الطَّرِيقِ. فَوَصَلَتْ هَذِهِ الأخْبَارُ إلَى أبِيمَالِكَ.

26 وَعِنْدَمَا انتَقَلَ جَعَلُ بْنُ عَابِدٍ مَعَ إخْوَتِهِ إلَى شَكِيمَ، وَثِقَ بِهِ سَادَةُ شَكِيمَ.

27 وَخَرَجُوا إلَى الحُقُولِ، وَقَطَفُوا العِنَبَ مِنْ كُرُومِهِمْ، وَعَصَرُوهُ فِي المِعْصَرَةِ، وَاحْتَفَلُوا فِي هَيْكَلِ إلَهِهِمْ، وَأكَلُوا وَشَرِبُوا وَهَزِئُوا بِأبِيمَالِكَ.

28 وَقَالَ جَعَلُ بْنُ عَابِدٍ: «مَنْ هُوَ أبِيمَالِكُ، حَتَّى نَخْدِمَهُ نَحْنُ أهْلَ شَكِيمَ؟ ألَيْسَ هُوَ ابْنُ يَرُبَّعلَ، أوَلَيْسَ زَبُولُ هُوَ المَسؤُولُ عِنْدَهُ؟ اخدِمُوا رِجَالَ حَمُورَ،[c] أبِي شَكِيمَ. فَلِمَاذَا نَخدِمُ أبِيمَالِكَ؟ 29 لَيْتَ هَؤُلَاءِ النَّاسَ تَحْتَ إمرَتِي، فَأُزِيلَ أبِيمَالِكَ. كُنْتُ سَأقُولُ لَهُ: ‹جَهِّزْ جَيْشَكَ وَاخرُجْ لِلقِتَالِ.›»

30 فَسَمِعَ زَبُولُ حَاكِمُ المَدِينَةِ كَلَامَ جَعَلَ بْنِ عَابِدٍ هَذَا، فَاشتَعَلَ غَضَبُهُ. 31 وَأرْسَلَ رُسُلًا إلَى أبِيمَالِكَ فِي مَدِينَةِ أرُومَةَ،[d] بِهَذِهِ الرِّسَالَةِ:

«هَا قَدْ جَاءَ جَعَلُ بْنُ عَابِدٍ وَإخْوَتُهُ إلَى شَكِيمَ، وَهُمْ يُثيرُونَ المَدِينَةَ ضِدَّكَ. 32 فَالآنَ، قُمْ أثْنَاءَ اللَّيلِ، أنْتَ وَجَمَاعَتُكَ، وَاكْمُنُوا فِي الحُقُولِ. 33 ثُمَّ فِي الصَّبَاحِ، عِنْدَ شُرُوقِ الشَّمْسِ، تَتَحَرَّكُ وَتَنْدَفِعُ وَتُهَاجِمُ المَدِينَةَ، وَعِنْدَمَا يَخْرُجُ هُوَ وَالقُوَّاتُ الَّتِي مَعَهُ لِلهُجُومِ عَلَيْكَ، افْعَلْ بِهِمْ مَا شِئْتَ.»

34 فَقَامَ أبِيمَالِكُ وَجَمَاعَتُهُ لَيْلًا، وَكَمُنُوا قُرْبَ شَكِيمَ فِي أرْبَعِ مَجْمُوعَاتٍ.

35 ثُمَّ خَرَجَ جَعَلُ بْنُ عَابِدٍ وَوَقَفَ فِي مَدْخَلِ بَوَّابَةِ المَدِينَةِ. حِينَئِذٍ، قَامَ أبِيمَالِكُ وَجَمَاعَتُهُ مِنْ مَكَانِهِمْ. 36 فَلَمَّا رَأى جَعَلُ القُوَّاتَ قَالَ لِزَبُولَ: «هَا هُمْ رِجَالٌ يَنْزِلُونَ مَنْ قِمَمِ التِّلَالِ.» فَقَالَ لَهُ زَبُولُ: «أنْتَ تَرَى ظِلَالَ التِّلَالِ فَتَحْسَبُهَا رِجَالًا!»

37 فَتَكَلَّمَ جَعَلُ ثَانِيَةً وَقَالَ: «هَا هُمْ يَنْزِلُونَ مِنْ قِمَّةِ الأرْضِ. وَهَا جَمَاعَةٌ قَادِمَةٌ مِنْ بَلُّوطَةِ العَرَّافِينَ.»[e] 38 فَقَالَ لَهُ زَبُولُ: «فَأينَ إذًا فَمُكَ الجَسُورُ الَّذِي قَالَ: ‹مَنْ هُوَ أبِيمَالِكَ لِكَي نَخدِمَهُ؟› ألَيْسَتْ هَذِهِ هِيَ القُوَّاتُ الَّتِي هَزِئْتَ بِهَا؟ فَاذْهَبِ الآنَ وَقَاتِلْهُمْ.»

39 فَخَرَجَ جَعَلُ فِي مُقَدِّمَةِ سَادَةِ شَكِيمَ، وَقَاتَلَ أبِيمَالِكَ، 40 فَطَارَدَهُ أبِيمَالِكُ. وَهَرَبَ جَعَلُ أمَامَهُ عَائِدًا إلَى المَدِينَةِ. وَسَقَطَ كَثِيرُونَ قَتلَى عَلَى طُولِ الطَّرِيقِ إلَى بَوَّابَاتِ المَدِينَةِ.

41 فَعَسْكَرَ أبِيمَالِكُ عَلَى أرُومَةَ، وَمَنَعَ زَبُولُ جَعَلَ وَإخوَتَهُ مِنَ العَودَةِ إلَى شَكِيمَ.

42 وَفِي اليَوْمِ التَّالِي خَرَجَ الشَّعْبُ إلَى الحُقُولِ، فَوَصَلَ خَبَرُ ذَلِكَ إلَى أبِيمَالِكَ. 43 فَأخَذَ جَمَاعَتَهُ وَقَسَّمَهُمْ إلَى ثَلَاثِ مَجمُوعَاتٍ، وَكَمُنَ فِي الحُقُولِ. وَلَمَّا نَظَرَ وَرَأى الشَّعْبَ خَارِجًا مِنَ المَدِينَةِ، قَامَ وَهَاجَمَهُمْ. 44 اندَفَعَ أبِيمَالِكُ وَجَمَاعَتُهُ إلَى الأمَامِ، وَوَقَفُوا عِنْدَ مَدْخَلِ المَدِينَةِ، وَاندَفَعَتِ المَجمُوعَتَانِ الأُخرَيَانِ نَحْوَ الَّذِينَ كَانُوا فِي الحُقُولِ وَهَاجَمَتَاهُمْ. 45 وَحَارَبَ أبِيمَالِكُ المَدِينَةَ طَوَالَ النَّهَارِ، وَاسْتَوْلَى عَلَى المَدِينَةِ وَهَاجَمَ النَّاسَ الَّذِينَ كَانُوا فِيهَا، ثُمَّ دَمَّرَ المَدِينَةَ وَنَثَرَ عَلَيْهَا مِلْحًا.

46 فَلَمَّا سَمِعَ كُلُّ سَادَةِ بُرجِ شَكِيمَ[f] هَذَا الخَبَرَ، ذَهَبُوا إلَى قَلْعَةِ هَيْكَلِ إيلِ بِرِيثَ.[g] 47 فَقِيلَ لِأبِيمَالِكَ إنَّ كُلَّ سَادَةِ بُرجِ شَكِيمَ اجتَمَعُوا مَعًا. 48 فَصَعِدَ أبِيمَالِكُ إلَى جَبَلِ صَلْمُونَ،[h] هُوَ وَجَمَاعَتُهُ الَّذِينَ مَعْهُ. وَأخَذَ أبِيمَالِكُ فُؤُوسًا مَعَهُ، وَقَطَعَ حُزْمَةً مِنَ الخَشَبِ، وَرَفَعَهَا وَوَضَعَهَا عَلَى كَتِفِهِ، ثُمَّ قَالَ لِجَمَاعَتِهِ الَّذِينَ مَعَهُ: «افْعَلُوا بِسُرْعَةٍ مَا رَأيْتُمُونِي أفْعَلُهُ!» 49 فَقَطَعَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْ جَمَاعَتِهِ حُزْمَةً مِنَ الخَشَبِ، وَتَبِعُوا أبِيمَالِكَ، وَوَضَعُوا الخَشَبَ عَلَى قَلْعَةِ الهَيْكَلِ، وَأحرَقُوا القَلْعَةَ عَلَى مَنْ فِيهَا بِالنَّارِ. وَمَاتَ أيْضًا كُلُّ سُكَّانِ بُرجِ شَكِيمَ، وَكَانُوا نَحْوَ ألْفِ رَجُلٍ وَامْرَأةٍ.

مَوْتُ أبِيمَالِك

50 ثُمَّ ذَهَبَ أبِيمَالِكُ إلَى تَابَاصَ، وَحَاصَرَهَا وَاسْتَوْلَى عَلَيْهَا. 51 لَكِنْ كَانَ هُنَاكَ بُرجٌ قَوِيٌّ دَاخِلَ المَدِينَةِ، فَهَرَبَ إلَيْهِ كُلُّ رِجَالِ المَدِينَةِ وَنِسَائِهَا وَأسيَادِهَا، وَأغلَقُوا عَلَى أنْفُسِهِمْ هُنَاكَ، وَصَعِدُوا إلَى سَطْحِ البُرجِ. 52 فَجَاءَ أبِيمَالِكُ إلَى البُرجِ وَهَاجَمَهُ، وَاقْتَرَبَ مِنْ مَدْخَلِ البُرجِ لِكَي يُحْرِقَهُ، 53 لَكِنَّ امْرأةً ألقَتْ بِالجُزءِ العُلوِيِّ مِنْ حَجَرِ رَحَى عَلَى رَأسِ أبِيمَالِكَ، فَسَحَقَتْ جُمجُمَتَهُ. 54 لَكِنَّهُ دَعَا فَوْرًا خَادِمَهُ الَّذِي يَحْمِلُ دِرعَهُ، وَقَالَ لَهُ: «اسْتَلَّ سَيفَكَ وَاقتُلْنِي، لِئِلَّا يَقُولَ النَّاسُ عَنِّي: ‹قَتَلَتْهُ امْرأةٌ!›» فَطَعَنَهُ خَادِمُهُ وَقَتَلَهُ. 55 وَلَمَّا رَأى بَنُو إسْرَائِيلَ أنَّ أبِيمَالِكَ مَاتَ، عَادَ كُلُّ وَاحِدٍ إلَى بَيْتِهِ.

56 وَهَكَذَا عَاقَبَ اللهُ أبِيمَالِكَ عَلَى الشَّرِّ الَّذِي ارتَكَبَهُ ضِدَّ أبِيهِ بِقَتلِهِ إخْوَتَهُ السَّبعِينَ. 57 وَعَاقَبَ اللهُ رِجَالَ شَكِيمَ عَلَى كُلِّ الشَّرِّ الَّذِي ارتَكَبُوهُ. وَجَاءَتْ عَلَيْهِمُ اللَّعنَةُ الَّتِي نَطَقَ بِهَا يُوثَامُ بْنُ يَرُبَّعَلَ عَلَيْهِمْ.

Footnotes

  1. 9‏:1 شكيم وَهِيَ مَدِينَةُ نَابُلُسَ اليَوم. (أيْضًا فِي بقيّة هَذَا الفصل)
  2. 9‏:6 مِلُّو مُنشأةٌ مُحَصّنةٌ: رُبّمَا قلعةٌ أوْ قِسمٌ مِنَ المدينةِ أوْ مِنْطَقَةِ القصر. (أيْضًا فِي العَدَد 20)
  3. 9‏:28 رجَال حمور وهمْ سكَانُ شكيمَ الأصليّون. حمورُ هُوَ أبو شكيمَ فِي كتَاب التَّكْوِين 34. وَقَدْ دُعيتِ المدينة شكيمَ عَلى اسمِ ابنِ حمورَ.
  4. 9‏:31 فِي مَدِينَةُ أرومة أوْ «سرًّا.» أوْ «فِي بلدة تُرْمَة،» حَيْثُ يَملُكُ أبيمَالك. وتُرْمَةُ عَلَى بُعدِ نَحوِ ثلَاثةَ عَشَرَ كيلومترًا جنوبَ شكيم.
  5. 9‏:37 قِمَّةِ الأرْضِ … بَلُّوطَةِ العَرَّافِين موضعَان فِي التلَال القريبة من شكيم.
  6. 9‏:46 برج شكيم مِنْطَقَةِ قرب شكيم وَلَا تتبع لشكيم عَلَى الأغلب.
  7. 9‏:46 إيل بريث اسمٌ آخر لبعل بريث المذكور فِي العَدَد 4 وَفِي 8‏:33. أيْضًا فِي العَدَد 49.
  8. 9‏:48 جَبَلُ صَلمُون هُوَ عَلَى الأغلب جَبَلُ عيبَال القريب من شكيم.

أبيمالك

وَمَضَى أَبِيمَالِكُ بْنُ يَرُبَّعَلَ إِلَى شَكِيمَ لِزِيَارَةِ أَخْوَالِهِ وَقَالَ لِعَشِيرَةِ أُمِّهِ: «اسْأَلُوا جَمِيعَ أَهْلِ شَكِيمَ: أَيُّهُمَا أَفْضَلُ لَهُمْ: أَنْ يَحْكُمَهُمْ سَبْعُونَ رَجُلاً هُمْ أَبْنَاءُ يَرُبَّعَلَ، أَمْ أَنْ يَتَسَلَّطَ عَلَيْهِمْ رَجُلٌ وَاحِدٌ؟ وَتَذَكَّرُوا أَنَّنِي مِنْ لَحْمِكُمْ وَعَظْمِكُمْ». فَشَرَعَ أَخْوَالُهُ يَدْعُونَ لَهُ بَيْنَ أَهْلِ شَكِيمَ حَتَّى اسْتَمَالُوا قُلُوبَهُمْ وَرَاءَ أَبِيمَالِكَ قَائِلِينَ: «هُوَ أَخُونَا». وَأَعْطَوْهُ سَبْعِينَ شَاقِلَ فِضَّةٍ (نَحْوَ ثَمَانِيَةِ كِيلُو جِرَامَاتٍ وَنِصْفٍ) مِنْ مَعْبَدِ بَعْلِ بَرِيثَ اسْتَأْجَرَ بِها أَتْبَاعاً مِنَ الأَوْغَادِ الطَّائِشِينَ، وَاقْتَحَمَ بِهِمْ بَيْتَ أَبِيهِ فِي عَفْرَةَ، حَيْثُ ذَبَحَ إِخْوَتَهُ السَّبْعِينَ عَلَى حَجَرٍ وَاحِدٍ، وَلَمْ يَنْجُ إِلّا يُوثَامُ بْنُ يَرُبَّعَلَ الأَصْغَرُ الَّذِي تَمَكَّنَ مِنَ الاخْتِبَاءِ. فَاجْتَمَعَ أَهْلُ شَكِيمَ وَجَمِيعُ سُكَّانِ الْقَلْعَةِ وَنَصَبُوا أَبِيمَالِكَ مَلِكاً عِنْدَ بَلُّوطَةِ النَّصَبِ الَّذِي فِي شَكِيمَ.

وَبَلَغَ الْخَبَرُ يُوثَامَ فَذَهَبَ وَوَقَفَ عَلَى قِمَّةِ جَبَلِ جِرِزِّيمَ وَنَادَى بِصَوْتٍ مُرْتَفِعٍ قَائِلاً لَهُمْ: «أَنْصِتُوا لِي يَا أَهْلَ شَكِيمَ حَتَّى يَسْتَمِعَ لَكُمُ اللهُ. ذَاتَ مَرَّةٍ ذَهَبَتِ الأَشْجَارُ لِتَنْصِبَ عَلَيْهَا مَلِكاً، فَقَالَتْ لِلزَّيْتُونَةِ: ’امْلِكِي عَلَيْنَا‘. فَأَجَابَتِ الزَّيْتُونَةُ: ’أَأَتَخَلَّى عَنْ زَيْتِي الَّذِي يُكَرِّمُونَ بِهِ اللهَ وَالنَّاسَ لِكَيْ أَمْلِكَ عَلَى الأَشْجَارِ؟‘. 10 فَقَالَتِ الأَشْجَارُ لِلتِّينَةِ: ’تَعَالَيْ أَنْتِ وَامْلِكِي عَلَيْنَا‘. 11 فَأَجَابَتِ التِّينَةُ: ’أَأَهْجُرُ حَلاوَتِي وَثَمَرِي الطَّيِّبَ لأَصِيرَ مَلِكَةً عَلَى الأَشْجَارِ؟‘. 12 فَقَالَتِ الأَشْجَارُ لِلْكَرْمَةِ: ’تَعَالَيْ أَنْتِ وَامْلِكِي عَلَيْنَا‘. 13 فَأَجَابَتْهُنَّ الْكَرْمَةُ: ’أَأَنْبِذُ خَمْرِي الَّذِي يُفَرِّحُ اللهَ وَالنَّاسَ لِكَيْ أَمْلِكَ عَلَى الأَشْجَارِ؟‘ 14 ثُمَّ قَالَتْ جَمِيعُ الأَشْجَارِ لِلْعَوْسَجِ: ’تَعَالَ أَنْتَ وَصِرْ عَلَيْنَا مَلِكاً‘. 15 فَقَالَ الْعَوْسَجُ: ’إِنْ كُنْتُمْ حَقّاً تَنْصِبُونَنَي عَلَيْكُمْ مَلِكاً، فَتَعَالَوْا وَاحْتَمُوا تَحْتَ ظِلِّي، وَإلَّا فَإِنَّ نَاراً تَنْدَلِعُ مِنَ الْعَوْسَجِ وَتَلْتَهِمُ أَرْزَ لُبْنَانَ‘. 16 وَالآنَ، إِنْ كُنْتُمْ قَدْ تَصَرَّفْتُمْ بِحَقٍّ وَصَوَابٍ عِنْدَمَا مَلَّكْتُمْ عَلَيْكُمْ أَبْيمَالِكَ، وَإِنْ كُنْتُمْ قَدْ أَحْسَنْتُمْ إِلَى يَرُبَّعَلَ وَإِلَى أَهْلِ بَيْتِهِ فَكَافَأْتُمُوهُ خَيْراً عَلَى عَمَلِ يَدَيْهِ. 17 فَقَدْ حَارَبَ أَبِي عَنْكُمْ وَجَازَفَ بِحَيَاتِهِ وَأَنْقَذَكُمْ مِنْ قَبْضَةِ الْمِدْيَانِيِّينَ. 18 أَمَّا أَنْتُمْ فَقَدْ ثُرْتُمُ الْيَوْمَ عَلَى بَيْتِ أَبِي وَذَبَحْتُمْ أَبْنَاءَهُ السَّبْعِينَ عَلَى حَجَرٍ وَاحِدٍ، وَمَلَّكْتُمْ أَبِيمَالِكَ ابْنَ جَارِيَتِهِ عَلَى أَهْلِ شَكِيمَ لأَنَّهُ أَخُوكُمْ. 19 فَإِنْ كُنْتُمْ قَدْ تَصَرَّفْتُمْ بِحَقٍّ وَصَوَابٍ مَعَ يَرُبَّعَلَ وَأَهْلِ بَيْتِهِ فِي هَذَا الْيَوْمِ، فَهَنِيئاً لَكُمْ بِأَبِيمَالِكَ وَهَنِيئاً لَهُ بِكُمْ. 20 وَإلَّا فَلْتَنْدَلِعْ نَارٌ مِنْ أَبِيمَالِكَ وَتَلْتَهِمْ أَهْلَ شَكِيمَ وَسُكَّانَ الْقَلْعَةِ، وَلْتَنْدَلِعْ نَارٌ مِنْ أَهْلِ شَكِيمَ وَمِنْ سُكَّانِ الْقَلْعَةِ وَتَلْتَهِمْ أَبِيمَالِكَ». 21 ثُمَّ هَرَبَ يُوثَامُ إِلَى مَدِينَةِ بِئْرَ خَوْفاً مِنْ أَخِيهِ، وَأَقَامَ هُنَاكَ.

22 وَتَسَلَّطَ أَبِيمَالِكُ عَلَى إِسْرَائِيلَ فَتْرَةَ ثَلاثِ سَنَوَاتٍ. 23 وَمَا لَبِثَ الرَّبُّ أَنْ جَعَلَ الْعَلاقَةَ تَسُوءُ بَيْنَ أَبِيمَالِكَ وَأَهْلِ شَكِيمَ، فَخَانَ أَهْلُ شَكِيمَ أَبِيمَالِكَ، 24 عِقَاباً لَهُ لِمَا جَنَاهُ مِنْ ظُلْمٍ بِحَقِّ أَبْنَاءِ يَرُبَّعَلَ السَّبْعِينَ الَّذِينَ سَفَكَ دِمَاءَهُمْ، وَانْتِقَاماً مِنْ أَهْلِ شَكِيمَ الَّذِينَ آزَرُوهُ عَلَى ذَبْحِ إِخْوَتِهِ. 25 فَنَصَبَ أَهْلُ شَكِيمَ لأَبِيمَالِكَ كَمِيناً عَلَى قِمَمِ الْجِبَالِ وَرَاحُوا يَنْهَبُونَ كُلَّ عَابِرِي الطَّرِيقِ. فَأُبْلِغَ أَبِيمَالِكُ بِالأَمْرِ.

26 وَجَاءَ جَعَلُ بْنُ عَابِدٍ مَعَ إِخْوَتِهِ إِلَى شَكِيمَ فَوَثِقَ بِهِ أَهْلُهَا. 27 ثُمَّ خَرَجُوا إِلَى الْحُقُولِ وَجَنَوْا غَلّاتِ كُرُومِهِمْ وَصَنَعُوا مِنْهَا خَمْراً، وَاحْتَفَلُوا وَدَخَلُوا إِلَى مَعْبَدِ إِلَهِهِمْ وَأَكَلُوا وَشَرِبُوا وَلَعَنُوا أَبِيمَالِكَ. 28 فَقَالَ جَعَلُ بْنُ عَابِدٍ: «مَنْ هُوَ أَبِيمَالِكُ وَمَنْ هُوَ شَكِيمُ حَتَّى نَخْدُمَهُ؟ أَمَا هُوَ ابْنُ يَرُبَّعَلَ وَزَبُولُ هُوَ وَكِيلُهُ؟ اخْدِمُوا رِجَالَ حَمُورَ أَبِي شَكِيمَ. لِمَاذَا عَلَيْنَا أَنْ نَخْدُمَ أَبِيمَالِكَ؟ 29 لَوْ صَارَ هَذَا الشَّعْبُ تَحْتَ إِمْرَتِي لَعَزَلْتُ أَبِيمَالِكَ، وَلَقُلْتُ لَهُ: جَهِّزْ جَيْشَكَ وَاخْرُجْ». 30 وَعِنْدَمَا سَمِعَ زَبُولُ رَئِيسُ الْمَدِينَةِ كَلامَ جَعَلَ بْنِ عَابِدٍ، احْتَدَمَ غَضَبُهُ. 31 وَبَعَثَ بِرُسُلٍ إِلَى أَبِيمَالِكَ فِي تُرْمَةَ قَائِلاً: «قَدْ وَفَدَ جَعَلُ بْنُ عَابِدٍ وَإخْوَتُهُ إِلَى مَدِينَةِ شَكِيمَ، وَأَثَارُوا الْمَدِينَةَ ضِدَّكَ. 32 فَالآنَ قُمْ لَيْلاً أَنْتَ وَمَنْ مَعَكَ مِنَ الْجَيْشِ وَاكْمُنْ فِي الْحَقْلِ، 33 وَفِي الصَّبَاحِ عِنْدَ شُرُوقِ الشَّمْسِ تُبَكِّرُ بِاقْتِحَامِ الْمَدِينَةِ. وَعِنْدَمَا يَخْرُجُ جَعَلُ وَمَنْ مَعَهُ مِنَ الْمُحَارِبِينَ لِقِتَالِكَ تَفْعَلُ بِهِ كَمَا تَشَاءُ».

34 فَجَدَّ أَبِيمَالِكُ وَجَيْشُهُ فِي السَّيْرِ لَيْلاً وَانْقَسَمُوا فِي فِرَقٍ أَرْبَعَ، وَكَمَنُوا لأَهْلِ شَكِيمَ. 35 وَعِنْدَمَا خَرَجَ جَعَلُ بْنُ عَابِدٍ وَوَقَفَ عِنْدَ مَدْخَلِ بَوَّابَةِ الْمَدِينَةِ تَحَرَّكَ أَبِيمَالِكُ وَرِجَالُهُ مِنْ مَكَامِنِهِمْ. 36 فَرَآهُمْ جَعَلُ، فَقَالَ لِزَبُولَ: «هُوَذَا رِجَالٌ مُنْحَدِرُونَ مِنْ قِمَمِ الْجِبَالِ». فَأَجَابَهُ زَبُولُ: «إِنَّكَ تَرَى ظِلالَ الْجِبَالِ وَكَأَنَّهَا رِجَالٌ». 37 فَعَادَ جَعَلُ يَقُولُ أَيْضاً: «هُوَذَا رِجَالٌ مُنْحَدِرُونَ مِنَ الْمُرْتَفَعَاتِ، وَهَا هِيَ فِرْقَةٌ قَادِمَةٌ عَنْ طَرِيقِ بَلُّوطَةِ الْعَائِفِينَ». 38 فَأَجَابَهُ زَبُولُ: «أَيْنَ هُوَ تَبَجُّحُكَ الآنَ حِينَ قُلْتَ: مَنْ هُوَ أَبِيمَالِكُ حَتَّى نَخْدُمَهُ؟ أَلَيْسَ هَؤُلاءِ هُمُ الرِّجَالُ الَّذِينَ سَخِرْتَ مِنْهُمْ؟ فَاخْرُجِ الآنَ وَحَارِبْهُ!». 39 فَخَرَجَ جَعَلُ فِي طَلِيعَةِ أَهْلِ شَكِيمَ وَحَارَبَ أَبِيمَالِكَ. 40 غَيْرَ أَنَّهُ انْهَزَمَ أَمَامَهُ وَسَقَطَ عَدَدٌ غَفِيرٌ مِنَ الْقَتْلَى عَلَى طُولِ الطَّرِيقِ إِلَى بَوَّابَةِ الْمَدِينَةِ. 41 وَاسْتَقَرَّ أَبِيمَالِكُ فِي أَرُومَةَ، وَطَرَدَ زَبُولُ جَعَلا وَإِخْوَتَهُ مِنْ شَكِيمَ.

42 وَفِي الْيَوْمِ التَّالِي خَرَجَ أَهْلُ شَكِيمَ إِلَى الْحَقْلِ لِلْحَرْبِ، فَأُبْلِغَ أَبِيمَالِكُ بِالأَمْرِ، 43 فَقَسَمَ جَيْشَهُ إِلَى ثَلاثِ فِرَقٍ وَكَمَنَ فِي الْحَقْلِ، وَإذَا بِأَهْلِ شَكِيمَ قَدْ بَرَزُوا مِنَ الْمَدِينَةِ فَانْقَضَّ عَلَيْهِمْ وَكَسَرَهُمْ. 44 وَاقْتَحَمَ أَبِيمَالِكُ وَفِرْقَتُهُ طَرِيقَهُ إِلَى مَدْخَلِ بَوَّابَةِ الْمَدِينَةِ وَتَمَرْكَزَ هُنَاكَ. وَهَاجَمَتِ الفِرْقَتَانِ الأُخْرَيَانِ كُلُّ مَنْ كَانُوا فِي الْحَقْلِ وَأَبَادَتَاهُمْ. 45 وَظَلَّتْ رَحَى الْحَرْبِ دَائِرَةً طَوَالَ ذَلِكَ الْيَوْمِ حَتَّى اسْتَوْلَى أَبِيمَالِكُ عَلَى الْمَدِينَةِ وَقَضَى عَلَى أَهْلِهَا وَهَدَمَهَا وَزَرَعَهَا مِلْحاً.

46 وَحِينَ بَلَغَ الْخَبَرُ أَهْلَ بُرْجِ شَكِيمَ تَحَصَّنُوا فِي قَلْعَةِ مَعْبَدِ إِيلِ بَرِيثَ. 47 فَعَلِمَ أَبِيمَالِكُ أَنَّ جَمِيعَ أَهْلِ بُرْجِ شَكِيمَ قَدْ تَحَصَّنُوا فِي الْقَلْعَةِ، 48 فَارْتَقَى هُوَ وَجَيْشُهُ جَبَلَ صَلْمُونَ، وَأَخَذَ فَأْساً بِيَدِهِ وَقَطَعَ غُصْنَ شَجَرَةٍ وَرَفَعَهُ وَوَضَعَهُ عَلَى كَتِفِهِ، وَقَالَ لِرِجَالِهِ: «كُلَّ مَا تَرَوْنَنِي أَفْعَلُهُ فَأَسْرِعُوا وَافْعَلُوا مِثْلِي». 49 فَقَطَعَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَ الْجَيْشِ غُصْناً وَسَارُوا خَلْفَ أَبِيمَالِكَ إِلَى الْقَلْعَةِ حَيْثُ كَوَّمُوا الأَغْصَانَ وَأَحْرَقُوا الْقَلْعَةَ بِمَنْ فِيهَا. فَمَاتَ جَمِيعُ أَهْلِ بُرْجِ شَكِيمَ وَكَانُوا نَحْوَ أَلْفِ رَجُلٍ وَامْرَأَةٍ.

50 ثُمَّ تَوَجَّهَ أَبِيمَالِكُ إِلَى تَابَاصَ وَهَاجَمَهَا وَاسْتَوْلَى عَلَيْهَا. 51 فَلَجَأَ جَمِيعُ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَسَائِرُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ إِلَى بُرْجٍ حَصِينٍ قَائِمٍ فِي وَسَطِ الْمَدِينَةِ، وَأَغْلَقُوا أَبْوَابَهُ خَلْفَهُمْ، وَصَعِدُوا إِلَى سَطْحِ الْبُرْجِ. 52 فَحَاصَرَ أَبِيمَالِكُ الْبُرْجَ وَحَارَبَهُ، وَاقْتَرَبَ مِنْ بَابِ الْبُرْجِ لِيُحْرِقَهُ بِالنَّارِ، 53 فَأَلْقَتِ امْرَأَةٌ حَجَرَ رَحَى عَلَى رَأْسِهِ فَشَجَّتْ جُمْجُمَتَهُ. 54 فَاسْتَدْعَى عَلَى التَّوِّ حَامِلَ سِلاحِهِ وَقَالَ لَهُ: «اخْتَرِطْ سَيْفَكَ وَاقْتُلْنِي لِئَلّا يَقُولُوا عَنِّي: قَتَلَتْهُ امْرَأَةٌ». فَطَعَنَهُ بِالسَّيْفِ فَمَاتَ. 55 فَلَمَّا رَأَى رِجَالُ أَبِيمَالِكَ أَنَّ قَائِدَهُمْ قَدْ مَاتَ انْصَرَفَ كُلٌّ مِنْهُمْ إِلَى مَكَانِهِ. 56 وَهَكَذَا عَاقَبَ اللهُ أَبِيمَالِكَ عَلَى جَرِيمَتِهِ الَّتِي ارْتَكَبَهَا بِحَقِّ أَبِيهِ حِينَ قَتَلَ إِخْوَتَهُ السَّبْعِينَ. 57 وَكَذِلكَ رَدَّ اللهُ شَرَّ أَهْلِ شَكِيمَ عَلَى رُؤُوسِهِمْ، وَبِذَلِكَ تَحَقَّقَتْ لَعْنَةُ يُوثَامَ بْنِ يَرُبَّعَلَ.